تراث طرابلس

Categories
جوامع

جامع الطحّام

جامع الطحّام

 

  يقع في محلّة الحدادين بالقرب من قهوة الحتة، وهو مرتفع يصعد إليه بدرج، له مئذنة قصيرة لكنها حافلة بالزخارف الرائعة، في حرمه أربع أعمدة غرانيتية لها أربعة تيجان كورنثية. هو لا يحمل كتابة تاريخية تبيّن تاريخ بنائه. وأقدم وثيقة وصلت إلينا عن هذا الجامع تعود إلى سنة 1077هـ/1667م وهي عبارة عن تعيين كاتب لوقف الجامع، وهذا نصها:

  “قضية تقرير وظيفة

  سبب تحريره هذا الرقيم الذي هو على نهج الشرع القويم هو أنّه بمجلس الشرع الشريف ومحفل الحكم المنيف بطرابلس الشام المحمية أجلّه الله تعالى، قرّر متوليه مولانا وسيدنا المولى الحاكم الشرعي المُوقّع خطّه الكبرى أعلاه دام فضله وعلاه حامل هذا الكتاب الشرعي وناقل ذا الخطاب المرعي فضل الصلحا الشيخ علي بن المرحوم الشيخ محمد في وظيفة الكتابة على وقف جامع الطحان المعمور بذكر الله تعالى الكاين باطن طرابلس وعيّن للوظيفة المزبورة من متحصّل وقف الجامع المذكور في كل يوم ثلاث عثمانيات فضيات وأذن له بمباشرة الكتابة المزبورة وتناول معلومها المرقوم وذلك لصلاحيته للخدمة المزبورة ولما رأى في ذلك منه الأنفعية لجهة الوقف المزبور، تقريراً وإذناً شرعيين مقبولين من الشيخ علي المذكور… القبول الشرعي، تحريراً في أوايل شهر شوال المكرم من شهور سنة سبع وسبعين وألف.

شهود الحال:

  مولانا الشيخ أحمد زين فضه- مولانا الشيخ مصطفى زين فضه- مولانا عبد الرحمن جلبي كاتب الرقيم الحاج عبد الله جلبي. وغيره من الحاضرين.

  ونجد في شمالي غرفة الوضوء داخل الجامع الكتابة التالية: “أنشأ هذا الخير لوجه الله العزيز الغفّار عبده الحاج حسن بن البيرقدار رحمه الله سنة 1111هـ“.

  ويغلب على الظن أن هذا الجامع يعود إلى زمن المماليك وقد ذكره الشيخ عبد الغني النابلسي باسم الطحال، وذكره ابن محاسن باسم الطحان وقد التبس أمر هذا الجامع على الدكتور عبد العزيز سالم، فخلط بينه وبين جامع المعلّق ورأى أن بناءه كان على يد محمود بن لطفي الزعيم سنة 967هـ- 1559م، في مدة سلطنة سليمان القانوني

ويذكر المؤرخ الدكتور عمر تدمري بالاعتماد على دفاتر الأرشيف العثماني بأن الدفاتر تسميه “جامع الطحّاني”، وتذكر أن الذي أنشأه هو “الزيني عبد القادر بن العلائي علي الشهير بابن الطحّان، وتاريخ وقفيّته في سنة 929هـ/1522م، وجاء في دفتر ثاني وتاريخه 1003هـ. أنه من وقف “يوسف وعلي بن عبد القادر طحّان” في سنة 927هـ/1520م.1

 

 

 

– ورد في سجلات المحكمة الشرعية في طرابلس.

– سجلات المحكمة الشرعية في طرابلس، سجل 1، ص 3.

-كرد علي: خطط الشام، ج6، ص 54.

– عبد الغني النابلسي: التحفة النابلسية في الرحلة الطرابلسية، مخطوط، ص 75.

– إبن محاسن، المنازل المحاسنية في الرحلة الطرابلسية، تحقيق عدنان البخيت، دار الآفاق الجديدة بيروت 1981، ص 83، وكذلك ذكرته سجلات المحكمة الشرعية.

– السيد عبد العزيز سالم: طرابلس الشام في التاريخ الإسلامي، الإسكندرية، 1967، هامش ص 417؛ أنظر أيضاً فاروق حبلص: طرابلس/ المساجد والكنائس، دار الإنشاء للصحافة والطباعة والنشر، طرابلس، ط1، 1988، ص66.

 

 

 

الأوقاف في بلاد الشام منذ الفتح العربي الإسلامي إلى نهاية القرن العشرين، من المؤتمر الدولي السابع لتاريخ بلاد الشام (17-21شعبان 1427هـ/10-14 أيلول 2006م، المجلد 4، عمر عبد السلام تدمري، تحرير محمد عدنان البخيت، منشورات لجنة تاريخ بلاد الشام – الجامعة الأردنية، عمان، 1431هـ/2010م، ص32.

 

Categories
جوامع

جامع قلعة طرابلس (جديد)

جامع قلعة طرابلس[1]

 

   جامع قلعة طرابلس أو جامع الفتح العثماني، يقع هذا الجامع داخل قلعة طرابلس في الجهة الجنوبية الغربية منها وقد أزيل في وقت غير معروف ولسبب غير معروف أيضاً في أواخر القرن التاسع عشر. أسّسه كافل طرابلس “مصطفى بن اسكندر باشا الخنجرلي” وتمّ بناؤه 924هـ/1518م.

  ويتميز هذا الجامع عن بقية جوامع طرابلس بأنّ وقفه صادر بموجب “فَرَمان” سلطاني، وأنّ مرتّباته كانت تؤخذ من الأموال التي تذهب إلى الخزانة الخاصة بالسلطان العثماني من المتحصّل من الرسوم في “أسكلة” ميناء طرابلس.


[1] الأوقاف في بلاد الشام منذ الفتح العربي الإسلامي إلى نهاية القرن العشرين، من المؤتمر الدولي السابع لتاريخ بلاد الشام (17-21شعبان 1427هـ/10-14 أيلول 2006م، المجلد 4، عمر عبد السلام تدمري، تحرير محمد عدنان البخيت، منشورات لجنة تاريخ بلاد الشام – الجامعة الأردنية، عمان، 1431هـ/2010م، ص30.

Categories
جوامع

التكية المولوية

التكية المولوية

 

   تقع في منطقة زيتون طرابلس، على ضفة نهر أبو علي في جوار القلعة، بناها “صمصمجي علي” سنة 1028هـ/ 1619م، أي في العصر العثماني، تبلغ مساحتها 200م مربع على ثلاث طبقات.

   نسبت إلى صوفيين لقبوا بالدراويش الذين اتخذوها مقراً لهم، وقد عرفت بهذا الإسم لأنها كانت تكية للدراويش المولوية من أتباع “جلال الدين الرومي”.

   لعبت التكية دوراً اجتماعياً في استضافة عابري السبيل، فأوتهم وقدم لهم فيها المأكل والمشرب والمغسل وممارسة طقوس العبادة. وظلت التكية تشكّل صرحاً دينياً وتعليمياً ومؤسسة خيرية حتى أوائل الستينات من القرن الماضي، وكان آخر مشايخها الشيخ أنور المولوي الذي توفي عام 1963م.

    وقد امتدحها كل من زار طرابلس في القرون الأخيرة الماضية من الرحالة العرب والأجانب، ويعتبر ابن محاسن الدمشقي أول من زارها، وأرخ لبنائها، وزارها الشيخ عبد الغني النابلسي أواخر القرن السابع عشر، وشبّهها بالجنة. وفي الثلث الأول من القرن التاسع عشر زارها البريطاني جون كارن ووضفها بالسحر. وفي صيف 1919 قصدها المستشرق الهولندي فدي يونغ ليستفيد منها في أبحاثه.

   وقد تم ترميمها مرتين عبر تاريخها الطويل، الأولى على يد الملّا مصطفى كما كان منقوشاً في الكتابة التاريخية التي سرقت أثناء الحرب من داخل المبنى، والثانية في عهد والي طرابلس محمد خاوصي باشا عام 1184 هجرية كما تؤكد النقوش فوق مدخلها الرئيسي. وكان هذا الصرح التاريخي قد تعرّض للتشويه بعد فيضان نهر أبو علي عام 1955 وتنفيذ مشروع تقويم مجرى النهر، وطال الدمار قبته وقاعاته خلال أحداث الثمانينات في طرابلس، وخاصة بعد أن سكنه مهجّرون وتجار آثار.  

   أصابها الأهمال وكادت أن تندثر، لولا أن قامت الدولة التركية بمشروع إعادة ترميمها، الذي شارف على الانتهاء.

 

 

Categories
جوامع

مسجد برسباي

مسجد برسباي

 

 

     يقع داخل برج برسباي وقد قام بتأسيسه الأمير سيف الدين برسباي الناصري، يعود تاريخ بناءه إلى ما بين 843-851 هـ/1440-1448 م  أي في العصر المملوكي.

من خصائصه: صغير، محصّن، له محراب من غير مئذنة في الطابق الثاني من البرج الحربي.

Categories
جوامع

مسجد بني عمّار

مسجد بني عمّار

يقع مسجد بني عمّار داخل قلعة طرابلس، وقد أسسه أحد أمراء بني عمّار الكُتاميين، في القرن الخامس هجري / الحادي عشر ميلادي وذلك في العصر الفاطمي.

من خصائصه أنه مثمّن الأضلاع، بجانبه آثار المئذنة، أزال الصليبيون محرابه، وحوّلوه إلى كنيسة، تهدم سقفه.

Categories
جوامع

المدارس الدينية

المدارس الدينية[1]

 

  تضمّ طرابلس عدداً كبيراً من المساجد والمدارس الدينية، فقد ذكر النابلسي عام 1112هـ/1700م أن “ببلدة طرابلس المحمية مدارس وزوايا ومساجد لا تعدّ ولا تحصى، وسمعنا أنه كان بها ثلاثمائة وستون مدرسة ولكن أكثرها متهدم وغالبها مهجور…”[2]. ونظراً لكثرة هذه المدارس، فقد رأينا أن نوجز الحديث عنها، بذكر ما تبقى منها بحالة جيّدة حتى مطلع القرن العشرين.

اسم المدرسة

مكان وجودها

تاريخ إنشائها

ملاحظات

الدبوسية

حي الدبابسة – الحدادين

حُولت إلى مستودع اليوم

الخاتونية

محلة أق طرق قديماً – زقاق البلاط حديثاً.

775 هـ

تضم كتابات تاريخية هامّة.

السقرقية[3]

محلة أق طرق

قبل 760 هـ

تضم كتابات تاريخية هامة.

الدايم الله

الحدادين

حُولت إلى مستودع اليوم

الشيخ رجب

حي الدبابسة – الحدادين

عرفت بالرجبيّة ومدرسة حسين الجسر

المحمودية

حي العوينات – الحدادين شرقي جامع المعلّق

حوالي 997 هـ

جدّدها علي آغا في ربيع أول 995 هـ

الشمسية

النوري – قرب الجامع الكبير

مملوكية

 

النورية

النوري – مدخل سوق الصياغين

733 هـ

محرابها من أجمل محاريب طرابلس

القرطاوية

النوري ملاصقة للجامع الكبير

716 – 726 هـ

تضم أهم النقوش الكتابية في طرابلس

الناصرية

النوري قرب مدخل الجامع الكبير

حوالي 755 هـ

تشغلها جمعية دفن الموتى اليوم

خيرية حسن

النوري – قرب مدخل الجامع الكبير

709هـ/725هـ

 

الرفاعية

الرمانة – مدخل سوق الكندرجية

مملوكية

جُدد بناؤها وحُوِّلت إلى جامع

الحباك

المهاترة – تحت القلعة

 

الدبّهاء

زقاق سيدي عبد الواحد

1234 هـ

في صحنها مقبرة فيها عدّة أضرحة

الشيخ قاسم

سوق العطارين

في صحنها مقبرة فيها عدّة أضرحة

التدمرية

التربيعة

724 هـ

كانت تعرف بمدرسة سنجر

القادرية

الحديد – سوق السمك قديماً

مملوكية

 

الزاهرية

قرب حمّام عز الدين في باب الحديد

 

سبط العطار

الحديد – السوسية

750- 800 هـ

 

البرطاسية

ضمن الجامع البرطاسي

مملوكية

 

القاضي أوغلو

الرمانة سوق الكندرجية

عثمانية

 

الطواشية

عديمي المسلمين- سوق الصياغين اليوم

قبل 875 هـ

 

الأشرفية[4]

زقاق الرفاعي

جدّدها شرف الدين الرفاعي سنة 1293 هـ

 

 


[1]  – د. فاروق حبلص: طرابلس/ المساجد والكنائس، دار الإنشاء للصحافة والطباعة والنشر، طرابلس، ط1، 1988م، ص80.

[2]  – عبد الغني النابلسي: التحفة النابلسية في الرحلة الطرابلسية، مخطوط، ص 75.

[3]  – ذكرها التميمي السكركية (التميمي وبهجت: ولاية بيروت، دار لحد خاطر، بيروت، 1979، ج2، ص 125)

[4]  – سمّاها التدمري الرفاعية، وهي تحمل نقشاً كتابياً يشير إلى اسمها: “جدد بناء هذه المدرسة الأشرفية السيد محمد شريف الرفاعي في 11 محرم الحرام سنة 1293 هـ”.

 

Categories
جوامع

مسجد الحجيجية

مسجد الحجيجية

 

  يقع في محلة الرمانة، ويطلُّ على سوق النحاسين. ولا يذكره الرحالة الذين زاروا طرابلس من أمثال النابلسي والعطيفي وابن محاسن الذين عدّدوا المساجد الجامعة في طرابلس، مما يعني أنّه لم يكن من المساجد الجامعة. ويضم هذا المسجد أعمدة رخامية مزخرفة، وله مئذنة مختلفة عن سائر مآذن المدينة، له مئذنة مربّعة بها تأثيرات صليبية، اعتبرها الدكتور تدمري من بقايا برج كنيسة صليبية حوّلها المماليك إلى مسجد[1]، ويرجح تاريخه الى سنة 861هـ/1456م؛ تغيرت مساحته قبل نحو ربع قرن، ونصب فيه منبر.

  وقد عثرت في سجلات المحكمة الشرعية في طرابلس على وثيقة تعيين مدرّس في هذا المسجد، تعود إلى العام 1150هـ/1738م. جاء فيها: “بمجلس الشرع الشريف المشار إليه قرّر متوليه مولانا وسيدنا الحاكم الشرعي، حافظ هذا الكتاب الشرعي فخر… الشيخ محمد بن محمد أفندي الأزهري.. في وظيفة قراءة جزء شريف بمسجد الحجيجية…”[2].


[1]  – عمر عبد السلام تدمري:  – تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور، دار البلاد، طرابلس، 1978، ج2، ص 294؛

                                  – تاريخ وآثار مساجد طرابلس، دار البلاد، طرابلس، 1974، ص 314.
                                  – الأوقاف في بلاد الشام منذ الفتح العربي الإسلامي إلى نهاية القرن العشرين، من المؤتمر الدولي السابع لتاريخ بلاد الشام (17-21شعبان 1427هـ/10-14 أيلول 2006م، المجلد 4، عمر عبد السلام تدمري، تحرير محمد عدنان البخيت، منشورات لجنة تاريخ بلاد الشام – الجامعة الأردنية، عمان، 1431هـ/2010م، ص50.

[2]  – سجلات المحكمة الشرعية في طرابلس: سجل 8، ص32.

Categories
جوامع

جامع طينال

جامع طينال[1]

 

  يقع في مدخل طرابلس الجنوبي، باب الرمل. يسمّيه العامة طيلان، ويشاركهم في ذلك ابن بطوطة[2] والرحالة الشيخ عبد الغني النابلسي بقوله “…الثاني جامع طيلان، وهو جامع لطيف نيّر واقع خارج البلدة، قريب من الجبانّة، وأسلوبه عجيب، وتكوينه غريب”[3]، وعدّه الأمير محمد علي باشا، أكبر مساجد طرابلس، فقال عنه: “وذهبنا مع سعادة المتصرّف وبقية أصحابنا إلى الجامع الأكبر المسمى بجامع طيلان”[4]. كما ذكره العطيفي بقوله: “وبها جامع يقال له طيلون في الطرف الغربي من جهة البحر وهو جامع كبير ومعهد خطير، معدّ لمصلّى العيدين وللاجتماع في الامور العظائم وغير ذلك…”[5]. وذكره التميمي باسم طايلان[6]. أما الرحالة ابن محاسن، فقد ذكره باسم طينال، وقال عنه “… والثاني جامع طينال خارج المدينة من جهة باب أق طرق[7] المشهور بين الناس بباب إخترق، وهو جامع عظيم غالبه بالرخام الجسيم ولا سيما أرضه فإنّها كلّها بالرخام والباني مدفون به…”[8]. وكذلك ذكره محمد أمين صوفي السكري وحكمت شريف باسم طينال[9]. ويبدو أنّ تسمية طينال هي الأصح، لأنّ بانيه هو الأمير سيف الدين طينال الحاجب الأشرفي، نائب السلطنة في طرابلس سنة 736 هـ/1336 م كما يتّضح من النقش الكتابي الذي يعلو الباب الداخلي للمسجد، وهذا نصه: “بسم الله الرحمن الرحيم، أمر بإنشاء هذا الجامع المبارك المقر الأشرفي العالي المولوي الأميري الناصري نائب السلطنة الشريفة بطرابلس المحروسة، إتماماً في أيام الملك الناصر في شهر رجب سنة ست وثلاثين وسبعماية”.. وفي نص الوقفية المنقوشة إلى جانب هذه الكتابة نجد إسم نائب السلطنة كما يلي: “بسم الله الرحمن الرحيم، أمر بإنشاء هذا الجامع المعمور بذكر الله تعالى مولانا المقر الأشرفي العالي المولوي الكافلي السيدي المالكي المخدومي السيفي طينال المالكي الناصري كافل الممالك الشريفة الطرابلسية…”.

  يعدّ هذا الجامع من أجمل جوامع طرابلس على الإطلاق، وهندسته لا تتبع النظام القديم للمساجد الإسلامية. وهو يختلف عن سائر مساجد المدينة بأنّ جدرانه الداخلية ليست مطلية بالملاط الأبيض؛ وبيت الصلاة فيه مقسّم إلى حجرتين كبيرتين يفصل بينهما باب داخلي كبير نقش بأعلاه اسم مؤسس الجامع ووقفيته. وهذا الباب هو أجمل ما في المسجد، وكذلك القباب الثلاث الواسعة التي تعلو سقف بيت الصلاة. وله منبر مزخرف تعلوه لوحة نقش عليها تاريخ إنجازه: “بسم الله الرحمن الرحيم، إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلاّ الله، فعسى أولائك أن يكونوا من المهتدين، تكمل هذه منبر في شهر ذي القعدة سنة ست وثلاثين وسبعمائة”.

  كما حفر بأعلى باب المنبر اسم بانيه: “عمل المعلم محمد الصفدي رحم الله من ترحّم عليه”. وبجوار الجامع 4 حجرات لقضاة المدينة على المذاهب الأربعة.


[1]  – وردت هكذا في سجلات المحكمة الشرعية في طرابلس: سجل 1، تاريخ 1077- 1078 هـ/1666- 1667 م، ص 139.

[2]  – إبن بطوطة: الرحلة، دار صاد، بيروت، 1964 م، ص 64.

[3]  – عبد الغني نابلسي: التحفة النابلسية في الرحلة الطرابلسية، مخطوط، ص 75.

[4]  – محمد علي باشا: الرحلة الشامية، دار الرائد العربي، بيروت، 1981، ص 196.

[5]  – رمضان بن موسى العطيفي: رحلة من دمشق الشام إلى طرابلس الشام، تحقيق إسطفان فيلد، نشر بإسم رحلتان إلى لبنان بيروت 1979، ج2، ص 20.

[6]  – التميمي وبهجت: ولاية بيروت، دار لحد خاطر، بيروت، 1979، ج2، ص 121.

[7]  – ويعرف أيضاً “باب الغنشاه، ينظر سجلات المحكمة الشرعية في طرابلس: سجل 8، ص 176.

[8]  – إبن محاسن: المنازل المحاسنية في الرحلة الطرابلسية، تحقيق عدنان البخيت، دار الآفاق الجديدة، بيروت، 1981، ص 82.

[9]  – محمد أمين صوفي السكري: سمير الليالي، مطبعة الحضارة، طرابلس، 1327هـ، ج1، ص 103. وحكمت شريف: مخطوط تاريخ طرابلس الشام، 1332هـ، ص 150. أنظر أيضاً: الأوقاف في بلاد الشام منذ الفتح العربي الإسلامي إلى نهاية القرن العشرين، من المؤتمر الدولي السابع لتاريخ بلاد الشام (17-21شعبان 1427هـ/10-14 أيلول 2006م، المجلد 4، عمر عبد السلام تدمري، تحرير محمد عدنان البخيت، منشورات لجنة تاريخ بلاد الشام – الجامعة الأردنية، عمان، 1431هـ/2010م، ص30.

Categories
جوامع

جامع سيدي عبد الواحد

جامع سيدي عبد الواحد

 

  يقع في زقاق ضيق في محلّة المهاترة. بناه الشيخ عبد الواحد المكناسي وهو من بلاد المغرب كما يتبيّن من تسميته (المكناسي)، ويعدُّ من الأولياء، نزل مدينة طرابلس بعد فتحها من قبل المماليك. وفي داخل المسجد، وفوق الدعامة المواجهة لنافورة الماء التي تتوسط المسجد اليوم، النقش الكتابي الآتي: “أنشأ هذا المكان المبارك العبد الفقير إلى الله تعالى عبد الواحد المكناسي غفر الله له ولمن كان السبب فيه، وذلك في تاريخ سنة خمس وسبع مئة”[1].

  ويتميز هذا المسجد بالبساطة التامّة فهو يقوم على عقود ضخمة، قليلة الارتفاع، وهو صغير المساحة. وطراز قبّته وعقوده ودعائمه تجعله أقرب إلى مساجد المغرب الإسلامي من مساجد بلاد الشام. ومئذنته تختلف عن سائر مآذن طرابلس[2]. وقد كان لهذا المسجد صحن واسع تتوسطه نافورة ماء، إلاّ أنه يبدو اليوم من غير صحن، بعد أن تمّ عام 1396 هـ توسيع بيت الصلاة، مع الإبقاء على نافورة الماء في وسطه، وأقيم في طرف البناء الجديد مكان آخر للوضوء؛ ثم وضعت، داخل المسجد، لوحة رخامية، بالقرب من مدخله، لتخليد ذلك جاء فيها: “إنّما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلاّ الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين. شُيّد بناء هذا البهو وهذه القبّة من مال المحسنة الحاجة صبحية السيد حرم أمان السويسي في 3 محرم الحرام سنة 1396 هـ”.

  وممّا يلفت الانتباه أن النابلسي وابن محاسن[3] اللذين عدّدا مساجد طرابلس الجامعة في القرنين السابع عشر والثامن عشر، لم يأتيا على ذكر جامع عبد الواحد، علماً بأنه ثاني جوامع المدينة من حيث القدم؛ مما يحمل على الظنّ بأنه لم يكن من المساجد الجامعة، أو أنه كان مهملاً في ذلك التاريخ.


[1]  – عبد العزيز سالم: طرابلس الشام في التاريخ الإسلامي، الإسكندرية، 1967، ص 408 وقد ذكر في بحثه (سبعمائة)؛ أنظر أيضاً فاروق حبلص: طرابلس/ المساجد والكنائس، دار الإنشاء للصحافة والطباعة والنشر، طرابلس، ط1، 1988، ص42 وقد ذكر في بحثه بأنها كتبت (سبع مئة) وأوردها كذلك.

[2]  – السيد عبد العزيز سالم: مرجع سابق، ص 408.

[3]  – إبن محاسن: المنازل المحاسنية في الرحلة الطرابلسية، تحقيق عدنان البخيت، دار الآفاق الجديدة بيروت 1981، ص (81- 84)؛ انظر أيضاً الشيخ عبد الغني النابلسي: التحفة النابلسية في الرحلة الطرابلسية، مخطوط، ص 75- 76.

Categories
جوامع

جامع المعلق

جامع المعلق

 

  يقع في محلّة الحدادين، ويمرُّ من تحته الشارع الرئيس المؤدي إلى سوق العطارين، لذلك عرف بالمعلق مئذنته سداسية الأضلاع، له مصلى صيفي كبير. وذكره النابلسي باسم جامع المحمودية نسبة إلى بانيه محمود بن لطفي الزعيم[1]. ويحمل هذا الجامع نقوشاً كتابية تدل على اسم بانيه وتاريخ بنائه. فعند عتبة باب درج الجامع، نجد الكتابة الآتية: “لا إله إلاّ الله محمد رسول الله ربي. أنشأ هذا المكان العبد الفقير محمود بن لطفي الزعيم سنة 969هـ/1562م”. وعند نهاية الدرج، بأعلى مدخل الجامع نقشت آية قرآنية والعبارة الآتية: “… وكان تمام إنشائِه في شهر ربيع الأول من شهور سنة سبع وستين وتسعماية”. كما نجد فوق نافذة تطلّ على الطريق من الجهة الشمالية، الكتابة الآتية: “الحمد لله محي الرمم المنشئ من العدم، أنشأ هذا المكان العبد الفقير محمود بن لطفي الزعيم في شهر محرم سنة 963” نستنتج من ذلك أنّ بناء الجامع كان في أوائل الحكم العثماني في بلاد الشام، في عهد السلطان سليمان القانوني.

 


[1]  – عبد الغني نابلسي: التحفة النابلسية في الرحلة الطرابلسية، مخطوط،، ص 75.