الملك فيصل في طرابلس
“الفيصلية” نسبة للملك فيصل
وهنا أخذت الساعة قسطاً من الراحة، وكأنها تعبت من الكلام، وساد الصمت مجلسنا بعض الوقت، الا من زمامير السيارات العابرة في شارع التل، ولم يطل بنا الوقت، حتى فاجأتنا الساعة: ما قولكم ببعض الطرائف التي خطرت لي الآن؟
قلنا: وهل تنتظرين منا أن نقول لك لا؟
واستوت الساعة في جلستها تحدثنا: في أعقاب الحرب العالمية الاولى، حضر الملك فيصل بن الشريف حسين، إلى طرابلس، وجرى له استقبال شعبي حافل، وحل ضيفاً في منزل سماحة المغفور له عبد الحميد كرامي. وفي مأدبة التكريم التي أقيمت له، قدمت محلات حلويات رفعت الحلاب صنفاً جديداً من الحلويات أطلقت عليه اسم “فيصلية” تيمناً باسم الضيف الكبير الملك فيصل.
ولا يزال هذا الصنف من الحلويات حتى اليوم يحمل اسم “فيصلية”.
* * *
إحتفالات عيد المولد النبوي
السجاد يغطي الشوارع والليمونادة توزع مجاناً
ولعل أحلى ذكرياتي، تلك المهرجانات التي كانت تقام بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف. فقد امتازت طرابلس، بين جميع المدن السورية واللبنانية، بروعة الاحتفالات بهذه الذكرى، إذ كنت أراقب شارع التل وقد غطي بالسجاد بينما راح العديدون يوزعون الليمونادة والمرطبات مجاناً على الجماهير والزوار الذين كانوا يفدون إلى طرابلس لهذه المناسبة، بينما كانت موسيقى المزامير وقرع الطبول وأصوات الابتهالات وصليل سيوف المتبارزين بالسيف والترس، تخترق الشوارع من الصباح حتى ساعة متأخرة من الليل…