تراث طرابلس

Categories
من علماء طرابلس

العلاّمة الشيخ عبد القادر المغربي

العلاّمة الشيخ عبد القادر المغربي

(1867-1956)

  عضو المجامع اللغوية والمصلح الديني.

  ولد العلامة الشيخ عبد القادر بن مصطفى المغربي في مدينة اللاذقية حيث كان والده يعمل في القضاء. ويعتزي المغربي إلى جد أعلى تونسي من آل در غوث أو طور غود. أما والدته فهي أسماء كريمة الحاج عثمان علم الدين من كبار تجار طرابلس وكانت بين الأسرتين محبة وود قديم.

  كان عبد القادر في الحادية عشرة من عمره عندما انتقل مع والده إلى طرابلس، وقد عني والده بتربية دينية محافظة، فختم القرآن الكريم وهو في العاشرة وحفظ بعض المتون في الفقه واللغة والأدب، وقد أتيح له أن يحضر مجالس العلم التي كانت تعقد في منزل والده. ويقول المغربي عن هذه المرحلة: “تلقيت من دراستي على والدي الاستسلام إلى كل ما جاء في الكتب الموروثة عن أسلافنا الماضين والتصديق من دون تردد ولا ارتياب”.

  ثم أتيح للمغربي الفتى أن يلتحق بالمدرسة الوطنية التي أسسها علاّمة طرابلس آنذاك الشيخ حسين الجسر.

  والشخصية الثانية التي كان لها تأثيرها في تكوين المغربي شخصية الشيخ أحمد الأزهري الذي كان ناظر المدرسة السلطانية التي أمر بإنشائها في بيروت الوالي حمدي باشا سنة 1882م. وهي المدرسة التي كان الشيخ حسين الجسر قد انتقل إليها من طرابلس مع بعض تلاميذه. وقد أخذ عنه المغربي علماً وفضلاً والتهاب وطنية كما يقول.

  ويبدو أن المغربي سمع بالمصلح الديني الثائر جمال الدين الأفغاني وبصديقه الشيخ محمد عبده لأول مرة أثناء وجوده في المدرسة السلطانية في بيروت حيث كان ناظرها الشيخ أحمد الأزهري يحمل جريدة “العروة الوثقى” ويحدث تلاميذه عن الرجلين وعلو مكانتهما وعن الغرض من إنشاء الجريدة.

  فبعد اتصاله بالأفغاني وعبده بدأ ينادي بضرورة الإصلاح وإحداث انقلاب ديني واجتماعي يعود بالمسلمين إلى بساطة الدين وأصوله الثابتة، كما كان يجهز بانتقاد الطريقة التي كان عليها رجال العهد الحميدي في إدارة البلاد العثمانية وأسلوبهم في الحكم، مما أخّر المسلمين عن أمم الأرض. وكانت رسائله بهذا الشأن لا تنقطع إلى الشيخ محمد عبده والشيخ رشيد رضا الذي سبقه في السفر إلى مصر عام 1315هـ/1897م.

  فلما أعلن الدستور العثماني سنة 1908 الذي منح العثمانيين شيئاً من الحرية والمساواة، عاد الشيخ عبد القادر إلى طرابلس كاتباً مرموقاً يحرر وينتقد، ويدعو إلى نهضة اجتماعية شاملة، ويراسل الصحف المصرية الكبيرة كالمؤيد واللواء وغيرها.

ثم عهدت إليه الحكومة السورية في عام 1933 بتدريس اللغة والآداب العربية في كلية الحقوق بالجامعة السورية. وفي عام 1934 سماه الملك فؤاد ملك مصر عضواً عاملاً في مجمع اللغة العربية فيها. (مجمع اللغة العربية) فكان لا ينقطع عن السفر إلى القاهرة في شتاء كل سنة لحضور جلسات المجمع والمشاركة في أعماله.

نشاطه العلمي

  بالإضافة إلى المقالات التي نشرها المغربي في المجلات المتخصصة كمجلة المجمع العلمي العربي بدمشق ومجلة مجمع اللغة العربية الملكي في القاهرة، ومجلة مجمع العراق، والتي أربى عددها على ثلاثماية وخمسين مقالة، وبالإضافة إلى محاضراته العديدة التي بلغت الأربعماية محاضرة (والتي لم ينشر المجمع العلمي منها سوى سبع عشرة محاضرة). ترك عبد القادر المغربي آثاراً مطبوعة بلغت اثني عشر كتاباً هي:

1- كتاب الاشتقاق والتعريب، القاهرة 1908، مطبعة الهلال بالفجالة، 147 صفحة من القطع الصغير.

2- كتاب الأخلاق والواجبات. مصر، 1920، المطبعة السلفية ومكتبها، 231 صفحة.

3- كتاب البينات. ويضم عدداً من مقالاته التي سبق له نشرها في المؤيد والمقطم وغيرها من الصحف المصرية والشامية. القاهرة، 1925. والمقدمة بقلم شكيب ارسلان، 290 صفحة، ومصدرة بصورة له وراء مكتبه.

4- تفسير جزء تبارك. القاهرة، 1949.

5- كتاب جمال الدين الأفغاني، سلسلة اقرأ، 1935.

6- تائية عامر بن عامر البصري. وهي من شعر الصوفية، شرح وتحقيق، بيروت، 1948.

7- تحقيق كتاب “التنبيه على غلط الجاهل والنبيه”.

8- محاضرة مطبوعة في كتاب بعنوان محمد والمرأة، ومعها محاضرتان الأولى بعنوان محاكمة وزيرين في أمرين خطيرين، والثانية بعنوان ابن خلدون في المدرسة العادلية، مطابع قوزما، 1928.

9- كلمتان في السفور والحجاب. دمشق، 1955.

10- مناظرة أدبية لغوية بين المغربي والبستاني والكرملي. 1935.

11- كتاب عشرات اللسان، من مطبوعات المجمع العلمي بدمشق، 1949.

12- كتاب على هامش التفسير، مصر 1949، وهو تتمة لتفسير جزء تبارك.

  هذا وللشيخ عبد القادر المغربي مؤلفات لم تنشر بعد بلغ تعدادها الأحد عشر.  

 

Categories
من علماء طرابلس

الشيخ محمود نشابة

الشيخ محمود نشابة

(1814- 1890)

  هو محمود بن محمد بن عبد الدايم. ويذكر نوفل ” أن أل نشابة فرع من بيت الزيلع ولقبوا نشابه لأن جدهم كان عدّاءً يسابق الخيل في مشيه فلقب نشابه تشبيهاً بالسهم”.

  نشأ المترجم له في طرابلس وتعلم فيها ثم غادرها إلى الأزهر الشريف وجاور فيه إحدى عشرة سنة عاد بعدها إلى طرابلس في العام 1266هـ/1849م بعد أن نال إجازات مشايخه العلماء.

  وقد راح في طرابلس يدرّس العلوم الشرعية والعقلية وتخرج على يديه كثيرون منهم مصطفى كرامي مفتي طرابلس الأسبق ثم ولده رشيد وكذلك العالم الشيخ عبد الفتاح الزعبي نقيب الأشراف. وكانت وفاته في العام 1308هـ/1890م. وكان لوفاته رنة حزن عميق أسفاً على علمه وأخلاقه.

مؤلفاته

  ترك الشيخ محمود عدداً من المؤلفات منها:

1- حاشية على متن البيقونية في مصطلح الحديث النبوي، مطبوعة.

2- حاشية على همزية البوصيري.

3- تعليق على شرح الضناوي في المنطق.

4- حاشية على شرح ايزاغوجي في المنطق.

5- العقود الدرية على الأسئلة النحوية للشيخ عبد الغني الرافعي طبع سنة 1301هـ.

6- الدر الثمين في أحكام تجويد الكتاب المبين لا مط. 1310هـ وهو من 14 صفحة.

  كما ترجم قانون كتاب العدل الموقت من التركية إلى العربية. وطبع في طرابلس 1329هـ. 

  

Categories
من علماء طرابلس

الشيخ عبد المجيد المغربي

الشيخ عبد المجيد المغربي

(1867-1934م)

 

  ولد الشيخ عبد المجيد بن محمود عزيز بن أحمد.. المغربي في طرابلس سنة 1867م لأسرة ينتهي نسبها إلى الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) فتشأ نشأة دينية برعاية والده القاضي محمود عزيز المغربي، الذي حفظ القرآن على يديه، كما أقرأه جملة من المتون بينها متن الأجرومية للإمام السنوسي ومتن جوهرة التوحيد للإمام اللقاني في علم التوحيد ومتن الأجرومية لابن أجروم .. والمعلقات السبع ومقامات الحريري وغيرها.

  ثم التحق الشيخ عبد المجيد بالمدرسة الرجبية متتلمذاً على الشيخ حسين الجسر وكان يدرس فيها العلوم الشرعية والمنطق والرياضيات والفلسفة الطبيعية، بالإضافة إلى العلوم العصرية واللغات الفرنسية والتركية والفارسية والعربية.

  ولما أقفلت هذه المدرسة أبوابها في نهاية العام 1881م، انتقل مع أستاذه الشيخ حسين إلى بيروت حيث التحق بالمدرسة السلطانية التي كان يدرس فيها الشيخ أحمد عباس الأزهري، والشيخ محمد عبده الذي أخذ عنه “رسالة التوحيد”. وما لبث أن عادة مع أستاذه الجسر إلى طرابلس ليتابع دروسه عليه في المدرسة الرجبية.

  ثم لازم الشيخ عبد المجيد دروس محدث الديار الشامية محمد بن خليل القاوقجي المعروف بأبي المحاسن، وسلك مسلكه في الطريقة الصوفية الشاذلية (نسبة إلى الإمام أبي الحسن الشاذلي) وأخذ عنه كذلك سائر علوم الشريعة من فقه وتفسير وأصول، وسائر كتب الحديث كصحيح مسلم وسنن أبي داود وسنن ابن ماجه.. وانتهى به الأمر إلى نيل شهادة العلامة القاوقجي في العلوم الشرعية “والتي كانت تعادل في ذلك الوقت شهادة “العالمية الأزهرية”.

  ولم يهادن الشيخ عبد المجيد حزب الاتحاد والترقي، الذي راح بعد الانقلاب العثماني يمارس سياسة التتريك، فكان نصيبه السجن لمدة سنة. كما لم يهادن دولة الانتداب، فقاوم الانتداب مع نفر من رجالات طرابلس كان على رأسهم مفتي طرابلس آنذاك عبد الحميد كرامي، ومن بينهم الدكتور عبد اللطيف البيسار وسعدي المنلا، وعثمان سلطان، وبراهيم السندروسي الحسيني، والشيخ شفيق مولوي.. ويذكر حفيده[1] أن حاكم لبنان الكبير (ترابو) أقاله من منصبه بتاريخ 30 تشرين الثاني عام 1922 بسبب خطاب وطني ألقاه في جمعية نهضة المعارف في مدينة طرابلس لتصلبه في مواقفه السياسية والوطنية.

  وكان الشيخ المغربي على علاقة وثيقة بالسلطان عبد الحميد الثاني كأكثر مشايخ وعلماء زمانه. فقد منحه السلطان الوسام المجيدي المذهب تقديراً لكتابه (المنهل الفائض في علم الفرائض). وكان الشيخ يصدّر كتبه بدعاء للملك السلطان الغازي عبد الحميد الثاني.

  وتولى الشيخ المغربي منصب أمين الفتوى في طرابلس بالإضافة إلى مركز الإفتاء في قائمقامية جبلة وحاكمية صافيتا في سوريا “أثر فتنة في المنطقة أخمدها وأعاد الهدوء والسكينة إليها” كما انتخب نائباً عن طرابلس ليمثلها في المؤتمر السوري الذي انعقد في دمشق أول العشرينات ونادى بالملك فيصل ملكاً على سوريا.

مؤلفاته

1- له ديوان شعر في مدح الرسول وآل بيته. لم يطبع ومساجلة شعرية حول السيف والقلم جرت بينه وبين الشاعر عبد اللطيف سلطان وشارك فيها المحامي سليم غنطوس، وقصائد رثاء في بعض مشايخ عصره.

2- الكوكب الشرقي في الرد على نظرية لابلاس ورفقائه من القوسموغونيين مطبعة اللواء طرابلس 1930، 107 صفحات.

3- شرح حديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين). قال عنه: “سفر فريد ريّان بالفوائد”.

4- المنهاج في المعراج. مطبعة الحضارة، طرابلس، 1925، 40 صفحة. وفيه يتعرض المغربي لمسألة الكرامات عند الصوفية، ويكفّر من ينكر الاسراء لأن الآيات القرآنية تنص على ذلك بصورة جليّة.

5- طلعة البدر على غالية النشر. كتاب في المنطق، قال هو عنه: أتيت بحاشية عليه تحرز قصب السبق في ذلك المضمار.

6- حاشية على المعلقات السبع.

7- النضار على رسالة وضع اليد في دعوى القصّار. مطبعة البلاغة، طرابلس، 1912، 35 صفحة.

8- حاشية على المقصورة الدريدية لابن دريد الأزدي سماها (الفوائد المجيدية في شرح المقصورة الدريدية).

9- حاشية على متن الإظهار في النحو.

10- حاشية على متن الأجرومية.

11- حاشية على (الدر المنتقى في شرح الملتقى) وهي في المذهب الحنفي واحتوت على فرائد التحقيقات الفقهية.

12- مختصر كتاب المواقف في علم الكلام.

13- شرح العقائد السنوسية.

14- شرح “كفاية الصبيان” لشيخه القاوقجي.

15- نيل الأماني على هداية الدجاني.

16- البرهان في علم العقائد، أو البرهان من عقائد الإيمان. وكتبه بأمر من المشيخة الإسلامية في استامبول. وهو أهم مؤلفاته على الإطلاق وهو عبارة عن بحوث ودراسات مستفيضة أصّل فيها الأصول والقواعد العقائدية وناقش فيها بعض المعاصرين وردّ فيها على الفرق الزائفة والملاحدة. وهو مشتمل على خلاصة تجرته في علمي الكلام والجدل. ولم يطبع كغيره من مؤلفات الشيخ التي لا تزال في ظلمات الخزائن. كما يقول حفيده.

17- كتاب (المنهل الفائض في علم الفرائض) طبع في مطبعة الأدبية في بيروت، 1322هـ، 189 صفحة من القطع الوسط.

18- علم الميراث: أصوله ومسائله. المكتبة الحديثة للطباعة والنشر، 1980، 189 صفحة.

19- كتاب (الفرائد الجمالية في أحكام النفقات المرضية). المطبعة الأدبية، بيروت، 1326هـ، 98 صفحة من القطع الصغير.

  

  


[1]  – فؤاد فوزي طرابلسي، العلامة الشيخ عبد المجيد المغربي (1866-1934م) حجة الفقهاء، جريدة التمدن، 5/12/2003،ص9.

Categories
من علماء طرابلس

الدكتور محمد قاسم

الدكتور محمد قاسم

(1943-2003)

بقلم (د. منذر معاليقي عنه بتصرف)

  الأستاذ الجامعي عاشق العربية

  كانت ولادته في قرية اجدعبرين- الكورة. غير أنه أقام في طرابلس حتى وفاته.

  تلقى علومه الابتدائية في مدرسة قريته، ثم انتقل إلى مدرسة الثقافة الوطنية الخاصة في كفرحاتا ونال الشهادة الابتدائية. ثم جاء طرابلس وتعلم في المدرسة الجديدة ونال الشهادة التكميلية وبعدها انتقل إلى ثانوية طرابلس الرسمية للبنين ونال الباكالوريا بقسميها. وانتسب إلى كلية الآداب في الجامعة اللبنانية حيث كان له نشاط طلابي بارز وانتخب رئيساً لاتحاد الطلاب الجامعيين ونال شهادة الإجازة في اللغة العربية وآدابها ثم شهادة دبلوم الدراسات العليا في اللغة العربية وآدابها. بعدها انتقل إلى جامعة القديس يوسف حيث أعد أطروحة دكتوراه في الصرف والنحو وكان موضوعها: “آراء الاستراباذي اللغوية” وناقشها في 21 حزيران 1982.

نشاطه الوظيفي

  عين أستاذاً في ملاك التعليم الثانوي 1971 وظل يدرس في عدد من الثانويات الرسمية إلى أن تفرغ في الجامعة اللبنانية 1992، كما درس في جامعة البلمند منذ تأسيسها 1989 وشغل فيها منصب رئيس الدائرة العربية. وكانت له فيها إسهامات أكاديمية مميزة. كما سبق له أن تعاقد مع جامعة الجنان لعامين جامعيين، ومع مدرسة الليسيه الفرنسية اللبنانية لحين تفرغه في الجامعة اللبنانية.

مؤلفاته

  توزع نشاط الدكتور محمد قاسم الواسع والمميز بين تحقيق لعدد من المؤلفات اللغوية والتراثية، ووضع لبعض المعاجم ودراسات لغوية ونقدية وبحوث لغوية وأدبية نشرت في بعض المجلات المتخصصة.

من أعمال التحقيق نذكر:

  – كتاب الاقتراح في علم أصول النحو للسيوطي، جروس برس، 1988.

– كتاب ابن عقيل على ألفية ابن مالك، جروس برس، 1990.

– ديوان الشاعر القروي (رشيد سليم الخوري)، جروس برس، 1993.

– ديوان الأعشى الكبير، المكتب الإسلامي، 1994.

– الأعمال النثرية الكاملة للشاعر القروي، جروس برس، 1996.

– ديوان الشعر الشمالي في القرن العشرين، المجلس الثقافي للبنان الشمالي، جروس برس، 1996.

– القواعد الأساسية للغة العربية للسيد أحمد الهاشمي، المكتبة العصرية، 1998.

– شذا العرف في فن الصرف، للشيخ أحمد الحملاوي، المكتبة العصرية، 2000.

– أهدى سبيل إلى علمي الخليل للسيد محمود مصطفى، المكتبة العصرية، 2001.

– المفرد العلم في رسم القلم، للسيد أحمد الهاشمي، المكتبة العصرية، 2001.

– كتاب الكافي في العروض والقوافي للتبريزي، المكتبة العصرية، 2003.

– قاموس أساس البلاغة للزمخشري، المكتبة العصرية، 2003.

في العمل المعجمي:

– معجم المذكر والمؤنث في اللغة، دار العلم للملايين، 1989.

– معجم ألفاظ الحضارة، جروس برس، 1995.

الدراسات اللغوية والنقدية

– لغة جيران بين التهافت والإبداع، دار الانتشار، 1983.

– موجز علوم العربية، جروس برس، 1994.

– النحو الجامع، جروس برس، 1998.

– المرجع في العروض والقوافي، جروس برس، 2002.

– القواعد الجامعة، صرفاً ونحواً وأساليب، المؤسسة الحديثة، 2002.

ومن البحوث المنشورة في الدوريات

– الألسنية في التراث العربي، مجلة الثقافة النفيسة، العدد 10 نيسان 1992.

– أزمة المصطلح أزمة لغوية أو حضارية، مجلة الثقافة النفسية، العدد 21 كانون الثاني 1995.

– اللغة العربية في العالم، بحث ألقي في مؤتمر لغة التعليم في لبنان، جامعة البلمند، ونشر في كتاب عام 1992، تضمن بحوث المؤتمر.

– لهجة طرابلس وأصولها وبعض تراكيبها، بحث ألقي في مؤتمر العربية في لبنان، جامعة البلمند، ونشر في كتاب خاص تضمن بحوث المؤتمر، تشرين الثاني 1997.

– شذرات من فصيح العوام، بحث منشور في مجلة “كلمة” البلمند، عدد صفر، 1994.

– لهجة طرابلس بين التأثيل والدخيل، بحث نشر في مجلة تاريخ العرب والعالم، عدد خاص عن طرابلس، 1995.

– لهجة طرابلس بين التأثيل والتقعيد، مجلة حوليات، البلمند، عدد 4، 1996.

– علم المعجمة عند العرب، مجلة التراث العربي، دمشق، العدد 50، 1993.

– الدرس النحوي في بغداد أم مدرسة بغداد النحوية مجلة التراث العربي، دمشق، العدد 64 تموز 1996.

– قراءة في صحافة كندا المهجرية، مجلة “كلمة” البلمند، عدد 1، 1994.

– ظاهرة الاشتقاق في معجم العلايلي، مجلة حوليات، البلمند، عدد 5، 1997.

– لغة نزار الشعرية بين التنظير والممارسة، مجلة حوليات، البلمند، عدد 10، 2000.

– ديوان ملائكة وشياطين: بين التقليد والتجديد، حلقة دراسية عن البياتي في جامعة البلمند، 12- 5- 2000.

– الشاعر القروي فناً وموقفاً، محاضرة ألقيت في صالون علي شلق، تاريخ 5/3/1998.

– حسيب غالب شاعر الوطنية، محاضرة ألقيت في البيت الثقافي زغرتا 21/3/1998.

– دور الشيخ عبد القادر المغربي في النهضة اللغوية، صدرت في كتاب خاص عن المجلس الثقافي للبنان الشمالي، 2002.

 

 

   

Categories
من علماء طرابلس

رشيد عبد الحميد كرامي

رشيد عبد الحميد كرامي

(1921-1987)

   هو الابن البكر للزعيم الراحل عبد الحميد كرامي المفتي والنائب السياسي المعارض للانتداب الفرنسي وأحد رجالات الاستقلال. تلقى دروسه الثانوية في كلية التربية والتعليم الإسلامية، ثم ذهب إلى القاهرة ليتابع في جامعتها دراسة الحقوق، فنال إجازتها في العام 1947.

    وبعودته إلى لبنان، تدرج في المحاماة في مكتب المحامي فؤاد رزق في بيروت. وما كاد ينهي تدرجه حتى رزئت العائلة بوفاة والده، في تشرين الثاني 1950، فاختير ليكمل في السياسة ما بدأه والده.

    وهكذا دخل معترك السياسة وفاز في المعارك الانتخابية نائباً عن طرابلس. وأعيد انتخابه في دورات 1953 و1957 و1960 و1964 و1968 و1972.

    وشغل رشيد كرامي مناصب وزارية، فكان وزيراً للعدل للمرة الأولى (7/4/1951 – 11/2/1952) ثم وزيراً للاقتصاد (16 آب 1953 – أول آذار 1954)، ثم وزيراً للاقتصاد والشؤون الاجتماعية (9 تموز 1955 – 9 ايلول 1955).

   وعين رئيساً للحكومة لأول مرة فشكل حكومته الأولى في 19 أيلول 1955 واستمر لغاية 19 آذار 1956.

   ثم شكل حكومته الثانية في 24 أيلول 1958 ولم تستمر هذه الحكومة سوى يام معدودة (24/9/1958 وحتى 14/10/1958) ليشكل حكومته الثالثة في 14 تشرين ألأول 1958 وقد استمرت حتى 14 أيار 1960.

   ثم شكل حكومته الرابعة في 31 تشرين الأول 1961 وهي الحكومة الأطول عمراً في لبنان من 31/10/1961 حتى 9 نيسان 1964، ثم الخامسة التي دامت من 25 تموز 1965 حتى 9 نيسان 1966 ثم السادسة التي دامت من 6 كانون الأول 1966 حتى 8 شباط 1968 ثم السابعة في 15 كانون الثاني 1969 والتي استمرت حتى 24 نيسان 1969 حيث قدم استقالته بعد الأحداث الدامية التي جرت في 23 نيسان 1969 والتي تسببت في أزمة وزارية استمرت ستة أشهر وانتهت بتوقيع اتفاق القاهرة.

   ثم كشل حكومته الثامنة في 25 تشرين الثاني 1969 التي استمرت حتى 13 تشرين الأول 1970.

   وشكل حكومته التاسعة في الأول من تموز 1975 على أثر حادثة عين الرمانة، وقد استمرت حكومته حتى 9 كانون الأول 1976. وكانت آخر حكومة شكلها قبل اغتياله، هي الحكومة التي دعيت حكومة الوحدة الوطنية (30 نيسان 1984 – 4 أيار 1987) حيث أعلن الرئيس كرامي استقالته.

    وفي الأول من حزيران 1987 كانت الفاجعة الوطنية باغتياله، وهو على متن طوافة عسكرية كانت تقله من طرابلس إلى بيروت فسقط شهيد الوحدة الوطنية.

   ويحمل الرئيس رشيد كرامي العديد من ألأوسمة اللبنانية والشرق أوسطية وتقديرات عالمية منها:

       وسام الصليب البرازيلي 1967.

       وسام الصليب الأكبر من إيطاليا.

       وسام الاستحقاق من لبنان 1967.

       وسام الشرف.

       وسام الوشاح الأكبر لمنطقة فرسان مالطا.

Categories
من علماء طرابلس

يوسف عبد الله الخال

يوسف عبد الله الخال

(1917-1987)


 
الشاعر المجدد والمنظر للحداثة

  تلقى يوسف الخال علومه الابتدائية والمتوسطة والثانوية في المدرسة الأميركية للصبيان بطرابلس 1926-1932، ثم تابع تحصيله العالي في الجامعة الأميركية في بيروت (1942-1944) وكان بين 1934 و1938 انصرف إلى العمل الصحفي، فلما اندلعت نيران الحرب العالمية الثانية غادر طرابلس إلى حلب ليتابع الدراسة الجامعية في الكلية الأميركية فيها. على أن ذلك لم يطل أكثر من سنتين. بعدها اشتغل بتدريس الأدب العربي في مدرسة الفنون في صيدا.

  وكانت دراسته في الجامعة الأميركية في بيروت في دائرة الفلسفة التي كان يرأسها الدكتور شارل مالك. وتخرج منها بدرجة بكالوريوس علوم. وفي السنة التي تخرج فيها أصدر أول مجموعاته الشعرية (الحرية) وفي العام 1947 ترك التدريس وتسلم رئاسة تحرير (صوت المرأة) التي أنشأتها جامعة نساء لبنان خلفاً لرشدي معلوف.

  وبعد سنة سلّم رئاسة تحريرها إلى صديقه فؤاد سليمان لعزمه على السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية.

  ومن العام 1947 حتى العام 1955 عمل في الأمانة العامة للأمم المتحدة بنيويورك كعضو في هيئة تحرير الطبعة الإنجليزية لمجلة الأمم المتحدة مما زاد في خبرته الصحفية.

  وأتيح له أن يتجول في كثير من الأنحاء الأوروبية عندما عين في العام 1950 ملحقاً صحفياً للبعثة التي أنشأتها الجمعية العامة للأمم المتحدة لتهيئة ليبيا للاستقلال في غضون سنتين.

  وفي ليبيا عمل على كتابة مسرحية هيروديا التي كان بدأها في بيروت ثم أنهاها آخر الأمر في نيويورك حيث صدرت عن مطابع جريدة الهدى في العام 1955.

  وفي العام 1952 وبعد استقالته من الأمم المتحدة تسلم رئاسة تحرير جريدة “الهدى” لصاحبها سلوم مكرزل. وقد أتيح له أن يطلع على أعمال الرابطة القلمية ويستفيد من نتاجهم الأدبي.

  وأخيراً عاد إلى بيروت في العام 1955، وتسلم تحرير مجلة “الصياد” التي كان يصدرها سعيد فريحة. إلا أنه لم يمكث فيها طويلاً واستقال وعاد إلى تدريس الأدب العربي في الجامعة الأميركية.

  وفي العام 1956 بدأ الاستعداد لإصدار مجلة (شعر) وكان صدورها- كما يقول هو- “حدثاً هاماً في حياته وفي مسيرة الشعر العربي”.

  وفي العام 1958 ترك التدريس في الجامعة الأميركية وانصرف إلى تحرير مجلة “شعر” وأنشأ مطبعة ودار لنشر المؤلفات الأدبية “التي تلتزم بدعوة المجلة إلى الثورة على السلفية والاتباع، والى إعادة النظر من الداخل في معطيات التراث الثقافي العربي، والى ربط مستقبل الثقافة العربية بتفاعلها الحميم الخلاق المبدع مع الحضارة الإنسانية منذ أرسطو إلى اليوم”. وقد توقفت “شعر” عن الصدور في أواخر العام 1964 بعد أن نشرت خلال ثماني سنوات 32 جزءاً وعدداً لا يستهان به من المؤلفات الأدبية الطليعية التي كونت النواة الصالحة لحركة الشعر العربي الحديث.

  وفي العام 1967 راودته فكرة إصدار مجلة شعر مجدداً، وذلك عن دار النهار للنشر التي كان تولى رئاسة تحريرها. غير أنه- بعد صدور العدد الأول منها- وقعت حرب حزيران بين الدول العربية وإسرائيل، فتوقفت نهائياً عن الصدور.

  وفي العام 1970 استقال من رئاسة تحرير دار النهار للنشر لينصرف إلى وضع ترجمة عربية حديثة للكتاب المقدس فصدر العهد الجديد من هذا الكتاب.

  وتوفي يوسف الخال في العام 1987 تاركاً وراءه تراثاً شعرياً وعدداً من المقالات والدراسات والترجمات.

مؤلفاته

أ- شعري (ونثر فني):

1- سلماي. طرابلس لبنان، لا ناشر، 1936م. رواية.

2- الحرية. بيروت، منشورات دار الكتاب، 1945م.

3- هيروديا. نيويورك، مطبعة الهدى، 1954م، مسرحية شعرية في ثلاثة فصول.

4- البئر المهجورة. بيروت، دار مجلة شعر، 1958م.

5- قصائد في الأربعين. بيروت، دار مجلة شعر، 1960م.

6- قصائد مختارة. جمعها مع مقدمة علي أحمد سعيد (أدونيس)، بيروت، دار مجلة شعر، 1963م.

7- الأعمال الشعرية الكاملة. بيروت، التعاونية اللبنانية للتأليف والنشر، 1973م، ط2 (مزيدة)، دار العودة، 1979م.

8- الولادة الثانية. بيروت، دار مجلة شعر، 1981م.

ب- مقالات ودراسات:

1- الحداثة في الشعر. بيروت، دار الطليعة، 1978م.

2- رسائل إلى دون كيشوت. بيروت، دار النهار للنشر، 1979م.

3- يوميات كلب، بيروت، دار النهار، 1987م.

4- على هامش “كليلة ودمنة”: منطق الحيوان. بيروت، دار النهار، 1987م.

5- دفاتر الأيام: أفكار على ورق. لندن، رياض الريّس للكتاب والنشر، 1987م.

ج- ترجمات:

1- وجوه سوفياتية في تسع قصص. لريموندبور. بيروت، دار الثقافة، 1955م.

2- الديموقراطية: أمل الإنسانية الأكبر. لليلاند ديويت بولدوين. بيروت، دار الثقافة، 1956م.

3- ترجمات من الشعر الحديث. لـ تي. اس. اليوت. دار مجلة شعر، 1958م. (ترجم منها يوسف: “الرجال الجوف” (ص119-126)، و “الأرض الخراب” بالاشتراك مع أدونيس (ص127-148).

4- ديوان الشعر الأميركي. بيروت، دار مجلة شعر، 1958م.

5- خواطر عن أمريكا. لجاك ماريتان. بيروت، دار مجلة شعر، 1958م.

6- إبراهيم لنكولن، من الكوخ إلى البيت الأبيض. لكارل ساندبرغ. بيروت، دار مجلة شعر، 1959م.

7- الطريق نحو الغرب. قصة في البطولة والشجاعة والحب لـ هـ. ب. فان وسب. بيروت، دار الثقافة، ؟ 196م.

8- قصائد مختارة. لروبرت فروست. بيروت، اتحاد جمعيات الكتاب المقدس، 1978م.

9- الحكماء السبعة. لـ هـ. ب. فان وسب. نقله عن الإنكليزية يوسف الخال وأنيس فاخوري. صيدا، دار مجلة شعر، المكتبة العصرية، 1963م.

10- لبنان في الأمم المتحدة. ليوسف سلامة. بيروت، دار مجلة شعر، 1965م.

11- ثلاثة قرون من الأدب. لنورمان فورستر، جزءان، إشراف نورمان فورستر، روبرت فوك، اختاره وأشرف على ترجمته جبرا إبراهيم جبرا. ترجمة يوسف الخال وآخرون. مراجعة عبد الواحد لؤلؤة. بيروت، مكتبة الحياة بالاشتراك مع مؤسسة فرانكلين، 1966م.

12- تاريخ لبنان الحديث. لكمال سليمان الصليبي. بيروت، دار النهار للنشر، 1967م.

13- النبي. لجبران خليل جبران. بيروت، دار النهار للنشر، 1968م.

14- الكتاب المقدس. العهد الجديد. الترجمة العربية من اللغة الأصلية. بيروت، اتحاد جمعيات الكتاب المقدس، 1978م.

15- التحول السياسي في تاريخ لبنان الحديث. لاليّاف. حريق. بيروت، دار الثقافة، ؟196م.

16- الكتاب المقدس. أي كتاب العهد القديم والعهد الجديد. الترجمة العربية الجديدة من اللغات الأصلية مع الكتب اليونانية من الترجمة السبعينية. بيروت، دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط، 1993م.

 

 

Categories
من علماء طرابلس

وجيه علم الدين

وجيه علم الدين

(1897-1976)

  شاهد على الانتداب

  من مواليد الميناء- طرابلس. درس المرحلتين الابتدائية والثانوية في مدارسها. وفي العام 1915 انخرط في الجندية بمناسبة اندلاع الحرب العالمية الأولى وحاز على رتبة ضابط احتياط في الجيش التركي.

  غير أنه بعد محاكمة شهداء الوطن وإعدامهم في 6 أيار، ونشوب الثورة العربية بقيادة الشريف حسين، التحق بالأمير فيصل وقاتل في صفوف الجيش العربي حتى إنهزام الجيش التركي وجلائه عن سوريا ولبنان عام 1918.

  وقد عاصر المترجم له مراحل النهضة العربية والحركات الاستقلالية وعاش معها وأتيح له أن يحصل على مستندات هامة من أوثق مصادرها، مما مكّنه من أن يكتب بالاستناد إليها عدداً من المؤلفات.

  وكان قبل تقاعده يعمل موظفاً في شركة الريجي التي انتقل إليها بعد إغلاق معمله الذي كان ينتج فيه التنباك والسجاير بسبب الاحتكار الذي منح للشركة المذكورة.

  وتوفي ودفن في مدافن الميناء (1976).

مؤلفاته

– مشاهداتي في اصفهان- المصورة، العرب فتوحاتهم وآثارهم (1957).

– 6 أيار، قصة شهداء الوطن

الاصدار 1966، كتب القصة: سميح الزين، مجاز بالصحافة من كلية القاهرة. ساهم بالوقائع التاريخية: وجيه علم الدين، الضابط في الجيش العربي خلال الحرب العالمية الأولى.

– العهود المتعلقة بالوطن العربي 1908-1922.

– مراحل استقلال دولتي لبنان وسوريا. وهو أشهر كتبه 1922-1943 طبع في بيروت 1967 في 308 صفحات مع الفهارس.

Categories
من علماء طرابلس

واصف علي البارودي

واصف علي البارودي

(1897-1962)

  ولد في طرابلس، وتعلم في مدارسها. تزوج من كريمة الشيخ محمد الحسيني الذي كان له أثر بعيد في حياته الفكرية، وأنجب منها ولدين هما الدكتور عصام القاضي المعروف، والدكتور هشام الطبيب الاختصاصي في جراحة العظم.

  بدأ حياته الوظيفية معلماً فمفتشاً معاوناً فمفتشاً للتعليم الثانوي، فرئيساً لمصلحة التفتيش، فأميناً عاماً لدار الكتب الوطنية.

  طالع أمّات الكتب في التربية وعلوم البيداغوجيا، واستطاع أن يكوّن لنفسه شخصية فكرية مميزة أهّلته، باحثاً ومنظماً، ومحاضراً ومؤلفاً وإدارياً… لأن يكون واحداً من أعلام الفكر التربوي، لا في لبنان وحده، بل في العالم العربي. وقام خلال تمرسه بالوظيفة ببعض رحلات إلى أوروبا، كما اشترك بعدد من المؤتمرات التربوية والثقافية التي عقدت في بعض الدول العربية. وأرسل في بعثة إلى باريس استمرت بضعة أشهر تدرب خلالها على التفتيش المدرسي وذلك في معهد سان كلود.

  كان البارودي صاحب قضية، وقضيته هي التربية، ومحور قضيته هو الإنسان، وقلب هذا المحور هو الشباب… فالشباب هو الأمل وهو المرتجى… لذلك يدعوه إلى أن يكون هو ذاته، ويحثه على الثورة والتحرر، نابذاً التقليد وداعياً إلى التجديد.

  ولم يكن البارودي منظّراً يخاطب الشباب من برج عاجي… بل كان معهم ولهم، في قلب العملية التربوية، في مختبرها. ذلك أنه كان يدرّس في دار المعلمين والمعلمات أولاً، في بيروت، ثم في معهد المعلمين العالي في اليونسكو، الذي أنشئ لإعداد أساتذة التعليم الثانوي بعد ذلك.

  والحق أنه لا يمكن التأريخ للتربية والتعليم في لبنان، وللفكر التربوي، ولنشاط وزارة التربية الوطنية، تنظيماً وإدارة ومناهج وتفتيشاً وبحوثاً، وتعليماً عالياً… دون التوقف ملياً عند ما قام به المترجم له.

  فقد طالب بجعل التعليم الابتدائي الزامياً ومجانياً، وبمنع استخدام الأولاد الذين هم في سن التحصيل الابتدائي وبإنزال العقاب بالآباء الذين يهملون أولادهم وبمن يجرؤ على استخدامهم.

  ودعا إلى إصلاح التربية يقول: “الاصلاح لا يرتجل: فأول علاج.. مركب من عنصرين أساسيين هما الاستقرار والتنظيم. فالاستقرار الذي تحتاجه إدارة التربية الوطنية يعني اتباع منهج معين وخطة فنية مدروسة تستمر في السير عليها مهما تبدلت الوزارات، وتغيّر الوزير.. وأما التنظيم الذي تحتاجه وزارة التربية فالهدف منه: إيجاد قسم فني يعمل تحت إشراف المدير العام، ويعطى الصلاحيات التي تقتضيها طبيعة وظائفه فيكون مسؤولاً:

– عن كل ما يتعلق بدراسة المناهج وتطبيقها وطرق التربية والتوجيه والتعليم الإلزامي، ومشاريع تشييد الأبنية وإصلاحها، واستئجارها وإيجاد الأثاث الملائم والأدوات الفنية وغيرها.

– عن تنظيم التفتيش من الوجهة الفنية بصورة خاصة.

– عن دراسة الأنظمة المتعلقة بالمعلمين وحفظ حقوقهم وعرض مشاريعها وتنفيذها.. فيستشار هذا القسم في اختيار المعلمين وترقيتهم ونقلهم وتأديبهم..

  ويقترح البارودي الأخذ بالاختبار والتجريب في صياغة المناهج. يقول: “متى وضع مقرر أي مادة، تطبع منه نسخ عدة توزع على المدارس الكبرى لتقول رأيها بعد الدرس والاختبار.. وبعد التنقيح والتعديل على ضوء هذه الاختبارات وغيرها يعرض على الحكومة للنظر في أمر إقراره نهائياً.

  ويقترح البارودي إحداث فرع لتخريج المفتشين والمديرين في دار المعلمين العليا وإحداث شهادة خاصة به، على أن يؤخذ طلابه من أفراد الهيئة التعليمية.

  ومن أقواله في المربي: “المربي هو روح المدرسة. فقضية القضايا في نظري هي هذه، فإذا كنا نريد تربية وطنية صحيحة تمنحنا نشئاً يستطيع تثبيت الاستقلال والاحتفاظ به، فلنعنّ بالمربي أولاً. يجب أن نهتم به الاهتمام الذي يستحقه وأن نكوّن له الجو الصالح الذي يمكنه من تأدية رسالته الوطنية خير أداء. والمنهاج الذي تضعه الحكومة لكل مدارسها لا يصلح بذاته، ولا لمدرسة واحدة أتقن وضعه والمربي وحده هو الذي يكيفه ويجعله صالحاً.

  المربي أولاً: هذا هو شعار المدرسة الحديثة”.

  وقد أقيم للبارودي حفل تكريمي بعد وفاته في العام 1962 إحياءً لذكراه، وتعاقب على الكلام في شهادات عنه الأساتذة: زهير عسيران ممثلاً نقابة الصحافة، وجورج سالم وفائق الرجي ومحمد الخطيب (مسؤول الإذاعة التربوية في إذاعة لبنان) والدكتور بطرس ديب ممثلاً الحكومة اللبنانية في المهرجان، والدكتور عبد الله الطباع والشاعر سعيد عقل والرئيس رشيد كرامي، والأديبة السورية وداد سكاكيني والرئيس صائب سلام والدكتور طه حسين والدكتور جميل جبر.

  فمما قاله الرئيس صائب سلام عنه:

  “كان واصف البارودي معلماً، وتلك صفة أصيلة لا تتأتى اكتساباً، وإنما هي تولد مع الإنسان فيشعر صاحبها أنه صاحب رسالة عليه أن يؤديها، فيهبها نفسه وما امتلكت. ولا يهدأ له بال، ولا يطمئن إلا إذا شعّت معرفته على ما حوله وانتقلت إلى من حوله، فانتفع بها الآخرون.. لقد أثر فقيدنا في توجيه التربية والتعليم في هذا البلد، وأفاد العالم العربي كافة من تعاليمه ونظرياته، وذلك أنه كان على اتصال دائم برجال الفكر والثقافة في كل بلد عربي، وكانت له عندهم من المكانة والثقة ما أهّله لعقد أول مؤتمرعربي ثقافي في لبنان عام 1954”.

  وقال فيه الرئيس رشيد كرامي:

  “… كانت له اليد الطولى في ازدهار دار المعلمين، ولم يقنع– رحمه الله-، بممارسة هذه الرسالة مجلياً، بل وضع له أسساً وقواعد نجد إشراقها في كتبه ومؤلفاته ومحاضراته ومقالاته وآرائه التي كان لها دوي في مؤتمرات التربية العربية والأجنبية. وكانت جامعة الدول العربية في نشاطها الثقافي التعليمي تعتمد على أمثال واصف البارودي للاحتفاظ بالتراث العربي الثمين، وصيانته من الضياع والاندثار، عن طريق نقله إلى الناشئة ميناً، نزيهاً..”

  وقالت فيه الأديبة السورية وداد سكاكيني:

  “… ما كان يبدو إلا على سجيته، باسماً، أنيساً، راعياً للمروءة والوفاء، في زمن تقطعت فيه أواصر الصداقة الخالصة… لقد اختاره مجمع اللغة العربية في القاهرة عضواً فيه.. لقد عاش لغيره وأعطى كثيراً، ولم يأخذ إلا القليل.. لقد فقدنا في غيابه عنا إنسانية تجلت معانيها في سيرته وتقواه وإيثاره قيماً ومفاهيم في التربية والأدب، لن تسمو الحياة بغير الحفاظ عليها والعمل في سبيلها،… وسيبقى اسم الفقيد مقروناً بكلمة التربية في نهضتنا الحديثة”

  أما الدكتور طه حسين فقال في تقديمه كتاب البارودي (الحياة والشباب)

  “الحياة والشباب كتاب شارك في تأليفه القلب والعقل جميعاً. بثّ فيه القلب قوة العاطفة ورقة الحس وصدق الشعور، وأشاع فيه القلب صواب الرأي ونفاذ البصيرة وبعد النظر وحسن الاستقصاء.. وما أكثر ما في هذا السفر النفيس من طرافة تسر العقل وتمتع القلب وترضي الشعور. ولعل الصدق والحب والإخلاص وسداد الرأي هي أخص ما يمتاز به هذا السفر القيم الممتع من الخصال.

مؤلفاته

ترك البارودي، بالإضافة إلى تقاريره واقتراحاته التربوية التنظيمية، عدداً من المؤلفات أهمها:

1.  الحياة والشباب، الطبعة الثانية، وقد قدم له الدكتور طه حسين.

2.  التربية ثورة وتحرر، وهو في جزئين:

والكتاب من نشر دار النشر للجامعيين، وطبع في المطبعة التجارية، تاريخ مقدمة الجزء الأول كانون الأول 1957.

3.  مقالات في التربية والتعليم، الطبعة الثالثة.

4.  وعي الشباب، الطبعة الأولى، سلسلة اقرأ، رقم 150، دار المعارف بمصر، 1955، 156 صفحة.

5.  هذا التاج.

6.  الشباب بين المثالية والواقع (نفد)

7.  المدرسة الرسمية (نفد)

8.  المشاكل الاجتماعية وعلم النفس (نفد)

9.  تجدد وانطلاق (نفد)

10. الشكليات وروحها في الأديان (الطبعة الأولى)

11. محاضرات في التربية والتعليم. أمثل طريقة لتعليم اللغة هي الطريقة المباشرة لأنها تجعل اللغة سليقة في الولد، مطبعة الكشاف، بيروت، 1972، 73 صفحة مع ثلاثة ملاحق. أهداه إلى أستاذه ومربي روحه الشيخ محمد إبراهيم الحسيني وقال: “أقدم كلماتي هذه، وهي ثمرة من ثمار تثقيفه واثر من آثار دروسه، اعترافاً بما له عليّ من الفضل والمنّة”.

  12. وله عدا ذلك كتب مدرسية وضعها بالاشتراك مع بعض الأساتذة أهمها كتاب (الأدب العربي في آثار أعلامه) بالاشتراك مع فؤاد البستاني وخليل تقي الدين، ثلاثة أجزاء، بيروت، 1934.

 

 

 

 

 

 

 

 

Categories
من علماء طرابلس

هكتور خلاط

هكتور خلاط

(1888-1972)

  الشاعر الموهوب بالفرنسية

  من مواليد الإسكندرية حيث كان عدد من أقاربه يعملون في التجارة ويتعاطون أعمال البورصة.

  تلقى علومه في كلية الأخوة المسيحيين وبرع بالفرنسية وتبحر في آدابها.

  عين مستشاراً خاصاً لرئيس الجمهورية في الأمور الثقافية، ثم نقل أميناً عاماً لدار الكتب اللبنانية (1940) على أثر إحالة مديرها السابق الفيكونت فيليب دي طرازي إلى التقاعد. وفي العام 1945 عين قنصلاً عاماً للبنان في مدينة سان باولو- البرازيل، خلال تولي الأديب يوسف السودا السفارة فيها.

  وبعد خمس سنوات قضاها في البرازيل عين رئيساً لدائرة الثقافة في وزارة الخارجية، ولبث في مركزه هذا إلى حين إحالته إلى التقاعد عام 1952. وقد كفّ بصره في السنوات الأخيرة وعاش مكفوفاً في منزل شقيقته السيدة لورا خلاط ثابت.

  وهكتور خلاط من كبار شعراء الفرنسية في لبنان ومن أبعدهم شهرة وصيتاً. وقد ربطته صداقة وثيقة بعدد من شعرائها اللبنانيين وفي طليعتهم ميشال شيحا وشارل قرم وإيلي تيان.

  “وهو شاعر كلاسيكي إنساني الترعة عميق الثقافة لاتصاله بالثقافتين اللاتينية واليونانية”.

  وأوتي ذاكرة شديدة الحفظ سريعته، مكنته من حفظ القصائد الطوال لبعض كبار شعراء العصر الفرنسيين أمثال ادمون روستان دون أن يتلعثم.. كما ربطته بشعراء فرنسا المعاصرين وشائج من الود الخالص والتقدير المتبادل، فذكر منهم مارسال بروست، بول جيرالدي، ادمون روستان وبيارلوتي.. وتأثر بهم.

  لم يؤثر عن خلاط أنه كتب بالعربية، فنتاجه كله كان بالفرنسية. وهو شاعر مرموق، ترك عدداً من الدواوين ذكرها يوسف أسعد داغر في (مصادر الدراسة الأدبية – الطبعة الألفية) ص 1370، وهي:

 Poemes, Beyrouth, 1969, 119p. – Du cedre au Lys  

Categories
من علماء طرابلس

نسيم نعمة خلاط

نسيم نعمة خلاط

(1833-؟)

  ولد نسيم خلاط في طرابلس وتعلم في مدارسها، غير أنه ما لبث أن لازم أحد المرسلين الأميركان وأخذ عنه اللغة الإنكليزية كما تعلم اللغة الإيطالية على راهب إيطالي، ثم راح يتثقف على نفسه من خلال مطالعات مكثفة باللغات الثلاث: العربية والإنكليزية والإيطالية.

  بدأ حياته العملية ترجماناً لقنصلية الولايات المتحدة الأميركية بطرابلس واستمر في عمله هذا حتى سفره إلى مصر حيث أنشأ في مدينة الإسكندرية محلاً تجارياً بشراكة ابن عمه أسعد مخائيل خلاط.

  ويبدو أن النشاط التجاري كان مزدهراً.. فلما آثر شريكه العودة إلى وطنه، استقدم المترجم أخويه تيودور وقيصر لمساعدته فراجت أعمال المحل واشتهر بحسن المعاملة. وقد ترك نسيم مصر عائداً إلى طرابلس سنة 1872 لينشئ فرعاً لمحله الاسكندري.

  وفي طرابلس عين خلاط عضواً في مجلسها البلدي، وكذلك عين عضواً في كل من شركتي الترامواي بين البلد والأسكلة (الميناء) والشوشة بين طرابلس وحمص وحماه. ثم انتخب عضواً في مجلس إدارة طرابلس ونال من الحكومة العثمانية الرتبة الثانية والوسام العثماني الثالث والمجيدي الرابع، كما يذكر عبد الله نوفل في كتابه تراجم علماء طرابلس وأدبائها (ص130-131).

  وكان نسيم خلاط واسع الاطلاع، حر الضمير، وكاتباً بارعاً وجريئاً مقداماً. فقد سافر إلى أوروبة سنة 1900 وألف في أثر سياحته في مدنها، كتاباً يعد من أفضل ما صنّف في أدب الرحلات.

  كما كان له مقالات شائقة في مجلتي المقتطف والمنار، وكان ينظم الشعر في بعض الأوقات. وقد ذكر نوفل أنه ترجم قصيدة دانتي من الإيطالية.

  ومما يذكر له أنه كان أحد المؤسسين لمدرسة بكفتين الداخلية الأرثودكسية وقد بذل في سبيل إنشائها مالاً وجهداً، “فمشت المدرسة شوطاً بعيداً من النجاح” إذ يسّر الله نخبة من أبناء الطائفة خدموها بكل إخلاص “فنالت المدرسة شهرة واسعة وخرج من صفوفها بضعة من كبار الأدباء..” وكانت وطنية الروح والنهج وغلب عليها التساهل الديني الذي كان يرفرف بين جدرانها.