تراث طرابلس

Categories
من علماء طرابلس

الدكتور معن زيادة

الدكتور معن زيادة

(1938-1997)

  المفكر المناضل .

  معن زيادة (1938-1997) مفكر ومناضل، أستاذ جامعي رئيس قسم الفلسفة في كلية الآداب الجامعة اللبنانية. رئيس تحرير مجلة الفكر العربي رئيس تحرير الموسوعة الفلسفية العربية.

  ولد في طرابلس حي الحدادين، درس في مدارسها، ولم يكن تجاوز العاشرة حين شهد أرتال النازحين الفلسطينيين تصل إلى طرابلس بعد نكبة 1948، فيقيمون في المدارس والمساجد. وقد رأى أولئك الفلسطينيين الذين اسكنوا في جامع طينال الأثري. فأثر مشهدهم في نفسه، وأدرك وهو الحدث شدة معاناة من يجير على ترك وطنه، فبقيت الصورة في مخيلته وكانت دافعاً له للانخراط في النضال حتى وفاته.

  بدأ اهتمامه بالحياة السياسية والأفكار الوطنية منذ مرحلة الدراسة المتوسطة، حسبما يذكر في مذكراته “الفصول الأربعة”.

  “في المرحلة التكميلية (المتوسطة) بدأت الأفكار السياسية تغزو العقول الصغيرة شيئاً فشيئاً، بدأنا نسمع بحزب البعث العربي الاشتراكي، وحركة القوميين العرب والحزب القومي السوري الاجتماعي، بدأنا نسمع عن الصهيونية والشيوعية وغيرها..” (ص33 و34).

  وشارك في النشاطات الطلابية من إضرابات ومظاهرات دعماً للقضية الفلسطينية والقضية الجزائرية. وفي سن السادسة عشرة كان من بين ثلاثة شكلوا أول حلقة لحركة القوميين العرب في طرابلس. وبين عام 1956 الذي شهد العدوان الثلاثي على مصر، واندلاع حرب التحرير الجزائرية وعام 1958 الذي شهد الوحدة بين سوريا ومصر، كما شهد الثورة على حكومة الرئيس شمعون التي اختارت الانحياز إلى حلف بغداد، شغله العمل الحزبي حتى كاد أن ينسى درسه، بل أن العمل الحزبي وتوزيع المنشورات ضد الرئيس شمعون عرضه للسجن لمدة ثلاثة أشهر في صيف 1958. وفي سجن الرمل في بيروت التقى برفاق حزبيين من بينهم محسن إبراهيم الذي صار مفكراً وسياسياً مرموقاً. فجعل الرفاق من السجن خلية نضالية، وقد زادت تجربته في المعتقل وخبرته وسرعت في نضجه.

  غادر إلى القاهرة في أواخر عام 1958 للالتحاق بجامعتها. فانتسب إلى قسم الفلسفة. فكان اختياره لمادة التخصص يدل على ميوله في التعمق بالأفكار. وصار صديقاً لأساتذته الكبار، أمثال زكريا إبراهيم وفؤاد زكريا. ولم يبتعد عن العمل السياسي والحزبي، فقد وجد في القاهرة رفاقاً من سائر الأقطار العربية، فصار مسؤولاً في حركة القوميين العرب ومن بين رفاق الحركة قحطان الشعبي الذي أصبح في ما بعد أول رئيس للجمهورية في اليمن بعد الاستقلال.

  وبالرغم من تفوقه في الدراسة، فإن تحصيله العلمي لم يمنعه من العمل، فقدم برنامجاً سياسياً في إذاعة صوت العرب، وأصبح مراسلاً لجريدة الحرية الناطقة باسم حركة القوميين العرب. وخلال سنوات دراسته الأربع كون العديد من الصداقات مع أدباء ومفكرين من أمثال نجيب محفوظ ومحمود تيمور، وأحمد عبد المعطي حجازي وصلاح عبد الصبور فضلاً عن الصحافيين من أمثال رجاء النقاش ومفيد فوزي والفنانين من أمثال جورج البهجوري ورجائي وغيرهم الكثير ممن احتفظ بصداقتهم طوال حياته.

  وبعد عودته إلى لبنان عام 1962، أصبح محاضراً في قسم الفلسفة في جامعة بيروت العربية الفتية، واستمر في العمل الصحافي فكان مسؤولاً عن القسم الثقافي في جريدة الحرية وكاتباً في جريدة المحرر وناشراً للمقالات في مجلة الآداب. وتابع عمله السياسي كمسؤول في حركة القوميين العرب.

  ولم ينس مدينته طرابلس، بالرغم من إقامته في بيروت، فنظم خلال سنوات 1962-1964 برنامجاً للمحاضرات، وبفضل صداقاته الكثيرة للأدباء والمفكرين والكتاب، استقبل النادي الثقافي العربي في طرابلس محمود تيمور، وزكي نجيب محمود، وصديقه في النضال والكتابة غسان كنفاني، والشاعر القروي وتوفيق يوسف عواد وغيرهم الكثير.

  وبهذا الصدد يقول د. هاشم أيوبي (عميد كلية الفنون في الجامعة اللبنانية) “كان معن زيادة يدعو مفكرين وشعراء معروفين ليحاضروا في طرابلس. وعن طريقه تعرفنا إلى الكثير منهم. هكذا تعرفنا إلى الشاعر القروي وسمعناه مباشرة للمرة الأولى في أمسية من أحلى الأمسيات التي ما زالت عالقة في ذاكرتي، مقترنة بالشاعر القروي وبمعن زيادة وبذكرى لا تنسى، فقد امتدت الأمسية إلى وقت متأخر، ولم نجد نحن أبناء القرى المجاورة سيارات تنقلنا إلى قرانا، فبات من له أقرباء في المدينة عند أقربائه، واضطر البعض الآخر وأنا منهم إلى الذهاب مشياً تلك الليلة إلى بيوتنا، وكانت تضحية اعتبرناها في سبيل الشعر”.

  حصل عام 1965 على منحتين دراسيتين واحدة من اسبانيا وأخرى من كندا، وقد نصحه صديقه د. حسن صعب بالتوجه إلى كندا لأن جامعة ماغييل في مونتريال، هي واحدة من أهم جامعات أميركا الشمالية، فغادر في أواخر صيف السنة المذكورة للالتحاق بمعهد الدراسات الإسلامية في ماغييل لتحضير شهادة الدكتوراه. وقد شعر عند وصوله بالألم، كما ذكر في الفصول الأربعة، بسبب ما أدركه من فارق بين تقدم هذا البلد وبين أحوال العالم العربي.

  أمضى في مونتريال كندا- سبع سنوات، شغلها بالدراسة والنشاط والكتابة والعمل السياسي. فبالإضافة إلى تحضيره دكتوراه في فلسفة ابن باجة الأندلسي، أصبح عضواً في الهيئة التنفيذية لمنظمة الطلبة العرب في أميركا الشمالية التي كانت شديدة التأثير في تلك الآونة، وأصبح رئيساً لتحرير مجلتها. وبسبب دوره في المنظمة زار العديد من المدن الكبرى في الولايات المتحدة الأميركية لحضور مؤتمرات المنظمة وإلقاء المحاضرات. وبعد عام 1967 أصبح مسؤولاً في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فكان يتنقل بين أميركا وأوروبا بصفته مسؤولاً في التنظيم الخارجي للجبهة.

  رجع إلى لبنان عام 1972، لينضم إلى هيئة التدريس في قسم الفلسفة في كلية الآداب، الجامعة اللبنانية، وكان يشغل منصب رئيس القسم آنذاك د. كمال يوسف الحاج الذي لم يفكر أحد بمنافسته على هذا المنصب، إلا أن معن استطاع عام 1974 أن ينتزع منه الرئاسة في معركة تعدت أصداؤها جدران الجامعة واستمر في الرئاسة لعشر سنوات متواصلة.

  وخلال سنوات التدريس الجامعي أثبت حضوره الأكاديمي، كما أثبت حضوره في الحياة الثقافية في بيروت من خلال عضويته في النادي الثقافي العربي، ومن خلال مشاركته في تأسيس دار الندوة لاحقاً. وبعد أن اندلعت الحرب في لبنان شارك في العديد من لقاءات الحوار الهادفة إلى تقريب وجهات النظر بين الأطراف اللبنانيين. وفي عام 1977 بعد أن توقفت حرب السنتين نظم في النادي الثقافي العربي سلسلة من المحاضرات من أجل التأكيد على وحدة الثقافة. وقد صدرت المحاضرات في كتاب تحت عنوان “لبنان الحضارة الواحدة”.

  وإذا كان معن زيادة قد قلص نشاطه السياسي خصوصاً بعد انفجار الأحداث في لبنان التي لم يجد لنفسه مكاناً فيها رافضاً منطق الحرب والاقتتال . فإنه ركز على دوره الأكاديمي كأستاذ وباحث، وكمفكر مدافع عن قضايا العروبة والحرية والتقدم.

  عمل باحثاً في معهد الإنماء العربي، وتسلم رئاسته لفترة من الوقت. ثم عمل رئيساً لتحرير مجلة الفكر العربي التي تصدر عن المعهد المذكور. أما العمل الكبير الذي بدأه في مطلع الثمانينات واستمر في رعايته حتى وفاته فهو رئاسته لتحرير الموسوعة الفلسفية العربية التي صدر الجزء الأول منها عام 1986 والجزء الثاني في 1988، أما الجزء الثالث والأخير فقد تأخر إلى سنة 1997 وهي السنة التي توفي فيها. والموسوعة الفلسفية العربية هي إنجاز ضخم، تمكن من إتمام العمل فيها بسبب صداقته الواسعة مع الباحثين والمفكرين العرب من كافة الأقطار، فقد شارك في تحريرها عشرات من الأساتذة العاملين في حقل الفلسفة.

  وقد قسمت هذه الموسوعة إلى ثلاثة أجزاء:

الجزء الأول: المصطلحات والمفاهيم.

الجزء الثاني: المدارس والمذاهب في مجلدين.

الجزء الثالث: أعلام الفكر الإنساني.

وتجاوز عدد صفحات الموسوعة الثلاثة آلاف صفحة.

  داهمه المرض ولم يكن يتجاوز سن الخمسين، فلم يقعده مرض عضال عن متابعة العمل والسفر وحضور المؤتمرات ومواصلة إنجاز مشروعه في الموسوعة الفلسفية. وحين استبد به المرض آثر أن يتابع العلاج في كندا، إلا أن ذلك لم يمنعه من تأسيس مشروع ثقافي، فكان يستقبل المحاضرين العرب في مكتبة الشرق الأوسط في مونتريال.

  عاد معن زيادة إلى لبنان في آذار 1997 بعد أن أعياه المرض، وكان قد بدأ بكتابة مذكراته التي لم يستطع أن يكملها. وفي شهر آذار أقامت دار الندوة لقاء معه حضره العديد من المفكرين والكتاب والأصدقاء فرحب به المفكر منح الصلح الذي قال “انتمى معن منذ البدء إلى الحلم الوطني والقومي الإنساني”.

  ورد بكلمة معبرة “أشعر أنني وقضية فلسطين متماهيان.. تخلى الأطباء عن مرضي الأساسي على أنه لا أمل من معالجته وصبوا اهتمامهم على الأعراض الجانبية الناتجة عن المرض وهي كثيرة.. والسلطة التنفيذية والقيادات العربية تفرط في هذه الإهتمامات الفرعية عن غير وعي. وفي الكثير من الحالات عن وعي وهذا أخطر وأفدح”.

  رافقت قضية فلسطين معن زيادة منذ الطفولة وحتى الوفاة. ولم تغب عن باله في أشد لحظات معاناته ومرضه.

مؤلفاته

  كان معن زيادة استاذاً متخصصاً بالفلسفة الإسلامية. أنجز أطروحة عن فلسفة ابن باجة الأندلسي، وقد نشر وحقق نصين من مؤلفات هذا الفيلسوف.

– تدبير المتوحد، دار الفكر، بيروت، 1977.

– السماع الطبيعي، دار الفكر، بيروت، 1978.

  كما نشر دراسة عن فلسفة ابن باجة تحت عنوان:

– الحركة من الطبيعة إلى ما بعد الطبيعة. دار اقرأ، بيروت، 1985.

وفي إطار اهتمامه بالفلسفة الإسلامية حقق مع د. رضوان السيد كتاب من الفكر المعتزلي: ” مسائل الخلاف بين البصريين والبغداديين للنيسابوري “، معهد الإنماء العربي، بيروت.

  كما ترجم إلى العربية مع د. رضوان السيد، كتاب: ” مفهوم الحرية في الإسلام “، لفرانز روزنتال، معهد الإنماء العربي، بيروت.

  وقد وسّع معن زيادة مجالات بحثه فانصرف إلى الإهتمام بالفكر العربي الحديث في عصر النهضة، فحقق ونشر كتاب المفكر النهضوي خير الدين التونسي: ” أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك “. دار الطليعة، بيروت، 1978.

  وكتب معن زيادة دراسة وضع فيها أفكاره وتطلعاته حول حاضر العرب ومستقبله، نشرها سلسلة عالم المعرفة، الكويت، العدد 115، تموز 1987، تحت عنوان: ” معالم على طريق تحديث الفكر العربي “.

  وفي إطار انشغاله بالفكر القومي العربي أشرف على إصدار مجموعة من الدراسات صدرت في جزئين.

  وآخر ما كتبه كانت مذكراته التي صدرت بعد وفاته والتي اختار لها عنواناً: ” الفصول الأربعة “، منشورات دار رياض الريس، بيروت، 1999.

  وبعد فإن معن زيادة المفكر والمناضل الذي توفي في التاسعة والخمسين من العمر عاش حياة كثيفة وزعها بين النضال القومي والعمل الأكاديمي والبحث والتأليف.

  وأفضل ما يمثل فكره هو الخاتمة التي كتبها لـ ” معالم على طريق تحديث الفكر العربي “.

” هل يمكن صياغة مشروع تحديثي نهضوي دون أخذ عناصر من الثقافة القومية واعتمادها كأساس نبني عليها البناء الثقافي والفكري الجديد. ودون أن يؤدي ذلك إلى فقداننا لشخصيتنا القومية؟ تجربة النهوض العربية الأولى، والمشروع النهضوي كما صاغه الطهطاوي والتونسي يؤكدان أنه لا بد من أرضية نبني عليها، وإلا فقدنا شخصيتنا وتحولنا إلى نسخ كرتونية عن المجتمعات الأخرى نقلد ولا نجدد، نتبع ولا نبدع.

   وهل يمكن نجاح المشروع النهضوي دون النهوض بالإنسان الذي تصاغ من أجله مشاريع النهوض، ودون العناية به وهو الأداة التي لا يتحقق المشروع إلا بها وعبرها؟ هذا ما يؤكده نجاح العرب في تجربتهم الأولى وسقوطهم في تجاربهم الحديثة.

  وهل يمكن نجاح المشروع التحديثي إذا لم يكن مشروعاً قومياً ووحدوياً؟ لقد وضع مشروع محمد علي التحديثي على طريق الفشل والسقوط عندما حصر هذا المشروع في إطار مصر وحدها، وكل المشاريع التحديثية العربية القطرية هي مشاريع محدودة الأفق والنتائج لأنها مشاريع لا تملك القوة اللازمة لاختراق الحلقة المفرغة.

  وهل يمكن نجاح المشروع النهضوي إذا لم يكن مشروعاً نضالياً، يقتبس عن الغرب ويواجه الغرب في آن واحد؟ وهل يمكن إفراغ المشروع التحديثي من أبعاده السياسية؟ وهل يمكن التحديث في ظل القمع والإرهاب؟ ألم تبين تجربة محمد علي أنها عندما طوقت من الخارج لم تعد تملك مقومات الصمود، لأنها لم تجد القوى الداخلية الشعبية الواسعة التي تشعر أن التحديث هو من أجلها أولاً وأخيراً؟ ألم يوضح التونسي بما لا يقبل الخلاف أن الاستبداد من أسباب تخلف العرب، وأن النهوض لايكون إلا مع الحرية؟؟ ألم يقنعنا الكواكبي أن التخلف ملازم للاستبداد وأن الازدهار والتقدم ملازمان للحرية؟؟

  عبارات تلخص فكر معن زيادة الذي أمضى حياته من أجل حرية العرب وتقدمهم.

  ومات معن زيادة وحزن يكتنفه لما آلت إليه البلاد العربية.. مريضاً بمستشفاه في الجامعة الأميركية في 14 أيار 1997. ودفن في ذكرى نكبة فلسطين التي شغلته في 15 أيار.

    

   

 

 

Categories
من علماء طرابلس

الدكتور عزمي رجب

الدكتور عزمي رجب

(1923-1981)

  الباحث والمؤلف في الاقتصاد.

  من مواليد طرابلس. درس في دار التربية والتعليم الإسلامية (الكلية) بطرابلس ونال شهادة البكالوريا اللبنانية- القسم الثاني. ثم قصد القاهرة للتخصص في العلوم الاقتصادية، فنال الإجازة فيها، ثم تابع دراساته العليا في الاقتصاد، في فرنسا وبعودته إلى لبنان درّس الاقتصاد السياسي في كلية الحقوق والعلوم السياسية التابعة للجامعة اللبنانية، وذلك منذ تأسيسها في العام 1959-1960.

  وعندما أنشئت الفروع الجامعية على أثر الحرب اللبنانية 1975-1976، عين مديراً للفرع الأول في كلية الحقوق، وقد شغل هذا المنصب حتى وفاته في العام 1981.

  كان عضواً مؤسساً لندوة الدراسات الإنمائية في بيروت التي ترأسها الدكتور حسن صعب، وشغل منصب المستشار الاقتصادي في الهيئة الإدارية، وله مساهمات علمية نشرت في منشورات الندوة، كما ترك عدداً من البحوث والدراسات لا تزال مخطوطة، وقد حالت وفاته المبكرة دون نشرها.

  وكان من خلال تدريسه مبادئ الاقتصاد أعد محاضرات لطلاب السنة الأولى- حقوق- منذ العام الدراسي 1959-1960 ثم طورها وأغناها ونشرها في جزءين، وهي تحمل العنوان التالي:

  مبادئ الاقتصاد السياسي. دار العلم للملايين، الطبعة الأولى، بيروت، كانون الثاني 1964. الجزء الأول في 328 صفحة، والجزء الثاني في 248 صفحة من القطع العادي.

Categories
من علماء طرابلس

أكرم محمد نوري صوفي

أكرم محمد نوري صوفي

(1920-1986)

  الأديب الوجداني

  هو ابن محمد نوري الصوفي حفيد والي طرابلس محمد باشا الصوفي. كان والده أديباً وشاعراً بالعربية والفارسية والتركية. درس في اسطنبول ونال شهادة الحقوق من جامعتها. وهو منشئ جريدة “الثريا” في طرابلس في العام 1920 أي في السنة التي ولد فيها أكرم.

  درس أكرم في مدارس طرابلس “ونشأ في عائلة عريقة برزت فيها غير شخصية شعرية وقضائية”.

  وتعلق بالحرف منذ صباه ونشأت بينهما صداقة ومودة، ما لبثت أن نمت مع ميله نحو الصحافة. وقيل إنه بدأ يراسل الصحف الشمالية ولما يتجاوز الخامسة عشرة من عمره.

  وعندما اشتد عوده، وعرفت موهبته الأدبية، كان من المشاركين في تأسيس الرابطة الأدبية الشمالية التي ضمت في حينه 1938 العديد من أدباء الشمال. وحرر في مجلة “الأفكار” وهي المجلة التي كانت لسان حال الرابطة. كما كتب لغيرها من المجلات والصحف، كالأخبار والرائد والمستقبل والجمهور والإنشاء والاتحاد اللبناني وصدى الشمال.. وكان يوقع بعض مقالاته باسم “كنعان”.

  والى جانب نشاطه الأدبي شغل أكرم صوفي منصب رئيس مصلحة الاقتصاد في الشمال فترة طويلة، وانتدب مرات عديدة لتمثيل لبنان في مؤتمرات اقتصادية في الخارج.

  وكان له دور مرموق في أحداث السنتين يوم تقطعت أوصال البلاد، فعمل بكل جد وتفان وإخلاص مع التجمع الوطني للعمل الاجتماعي الذي ضم الجمعيات والروابط الناشطة والفاعلة في طرابلس، ليؤمن للمدينة والشمال اجمالاً، ما تحتاجه من مواد وفي طليعتها القمح والمحروقات.

 

Categories
من علماء طرابلس

الشيخ ابراهيم الاحدب

 

الشيخ إبراهيم الأحدب

(1826-1891م)

 

  جاء في موسوعة أعلام القرن الرابع عشر والخامس عشر لإبراهيم ابن عبد الله الحازمي[1] “كان من المشتغلين بالعلم والأدب ونظم الشعر، وكان سيال القلم وذا قريحة شعرية مع سرعة الخاطر ينظم القصيدة في جلسة واحدة. وبلغ ما نظمه نحو ثمانين ألف بيت من الشعر. وكان كثير المداراة، لين الجانب، بشوش الوجه، واسع الاطلاع في الفقه واللغة. وقد وعى كثيراً من أشعار المتقدمين وأقوالهم وأدبهم ونوادرهم”. وجاء مثله كذلك في موسوعة الأعلام الشرقية[2] .

مؤلفاته:

  بالإضافة إلى مسرحياته التي بلغ تعدادها نحواً من عشرين رواية تمثيلية بعضها مبتكر وبعضها مأخوذ من التاريخ الإسلامي، والآخر مقتبس عن اللغات الأوروبية[3] ترك الأحدب الآثار الآتية:

1. ديوان شعر نظمه في صباه ورتبه على ثمانية فصول.

2. ديوان “النفح المسكي في الشعر البيروني” المطبعة العمومية، بيروت، 1284 هـ، 232 صفحة.

3. ديوان آخر نظمه بعده 1284 هـ.

4. مقامات تبلغ ثمانين مقامة أملاها على لسان أبي عمر الدمشقي وأسند رواياتها إلى أبي المحاسن حسان الطرابلسي على نحو مقامات الحريري.

5. فرائد الأطواق في أجياد محاسن الأخلاق. تحتوي على مائة مقالة نثراً ونظماً على مثال مقامات الزمخشري.

6. فرائد اللآل في مجمع الأمثال: نظم فيه الأمثال التي جمعها الميداني في نحو ستة الآف بيت. وقد شرح هذا الكتاب في مجلدين وجعله خدمة لجلالة السلطان. وعني ولداه بطبع هذا الكتاب بعد موته، فجاء كتاباً ضخماً صفحاته تسعمائة صفحة كبيرة مطبوعة طبعاً جميلاً تلونت به الأمثال باللون الأحمر لتظهر وحدها دون سائرالنظم والشروح. المطبعة الكاثوليكية، بيروت، 1312 هـ، جزءان 380 و 418 صفحة.

7. تفصيل اللؤلؤ والمرجان في فصول الحكم والبيان. فيه مايتان وخمسون فصلاً في الحكم والآداب والنصائح.

8. نشوة الصهباء في صناعة الإنشاء.

9. إبداع الإبداء لفتح أبواب البناء في التصريف. مطبعة جمعية الفنون في بيروت 1299 هـ في 135 صفحة من القطع الصغير.

10. مهذب التهذيب في علم المنطق نظما.

11. ذيل على ثمرات الأوراق لابن حجة الحموي، طبع بهامش المستطرف وغيره، المطبعة الوهيبة بمصر 1300 هـ.195 صفحة.

12. كشف المعاني والبيان عن رسائل بديع الزمان. ألف هذا الشرح في أواخر أيامه وطبع بنفقة الأباء اليسوعيين، المطبعة الكاثولكية، بيروت 1890م وطبعه ثانية 1921م ، 545 صفحة.

13. الوسائل الأدبية في الرسائل الأحدبية.

14. وشي اليراعة في علوم البلاغة والبراعة. المطبعة العمومية، بيروت، 1286 هـ/ 1871م، 55 صفحة.

15. تحفة الرشيدية في علوم العربية. بيروت، 1285 هـ 89 صفحة. المطبعة العمومية، بيروت.

16. كشف الأرب عن سر الأدب. بيروت، مطبعة دار الفنون، 1293 هـ، 65 صفحة. 

 

 


[1]  دار الشريف، الطبعة الأولى، 1419 هـ، ص 132.

[2]  زكي محمد مجاهد: الأعلام الشرقية. نشر دار الغرب الاسلامي، الطبعة الثانية، بيروت، 1994، ص 249.

[3]  نزيه كبارة: المسرح في لبنان الشمالي، اصدار المجلس الثقافي للبنان الشمالي، نشر دار جروس برس، 1998، ص 59 و 60.

Categories
من علماء طرابلس

الشيخ محمد رشيد رضا العالم الثائر والمفكر الإصلاحي الرائد

الشيخ محمد رشيد رضا العالم الثائر والمفكر الإصلاحي الرائد

         يمثل الشيخ محمد رشيد رضا نموذجاً للشخصية الإسلامية القلقة، فقد عاش نحو سبعين عاماً، أغلبها عامراً بالحركة والنشاط والعمل، يقرأ ويبحث ويكتب ويؤلف ويخطب ويعظ، ويحاور ويراسل، ويطبع وينشر، ويسافر ويرحل، ويشارك بنشاطه في الجمعيات والهيئات ويشتغل بالسياسة وقضايا العروبة والإسلام فضلاً عن الصحافة، ويصدر من مجلة المنار وثلاثين مجلداً، فضلاً عن إشتغاله بتفسير القرآن يطبع منه إثني عشر مجلداً، شخصية حركية لا تهدأ ولا تمل الإتصال بالكثير من الإعلام والزعماء والأدباء والعلماء، فترك أثراً لا يمحى في حياة جيله والأجيال التي أعقبت.
  عاش الشيخ الإمام محمد رشيد رضا مرحلة من أكثر المراحل خطورة في تاريخ أمتنا والتي شهدت تحولات هائلة، فقد عاصر المرحلة التي تدهور فيها حال الدولة العثمانية وساد فيها الفساد رغم كل المحاولات الإصلاحية التي جرت للنهوض بحالها، وعاصر مرحلة الإنقلاب العثماني وسيطرت ما عرف بجماعة الإتحاد والترقي على الأستانة، كما عاصر الحرب العالمية الأولى ونتاجها بدءاً بسقوط البلاد العربية والإسلامية تحت الإنتداب والإحتلال الأجنبي وإنتهاءً بإلغاء الخلافة عام 1924 إلى ثورة الشريف حسين والثورة السورية الكبرى، وصولاً إلى بدايات الهجرة اليهودية الصهيونية التي نبه مبكراً إلى خطورتها.
  في مقال له بعنوان “الجنسية والدين الإسلامي” نشرها عام 1317/ 1899، قال إن الجماعة الإسلامية لها طرفان الأول يضم المعتقدين بالدين الإسلامي ويربطهم برباط الأخوة الإيمانية حتى يكونوا جسماً واحداً، وقد إنحلّت هذا الرابطة، ولكنها ما زالت ولن تزول، ويجب توثيقها من خلال التعاون والتضامن بين البلاد الإسلامية على قضايا التربية والتعليم والإجتماع وغيرها، والثاني فهو الذي يربط المسلم وغيره من أرباب الملل برابطة الشريعة العادلة التي يحكمون بها جميعاً بالمساواة. وهذه الرابطة أيضاً طرأ عليها تعديل بتخلي الكثير من الحكومات عنها، فصار من الواجب تقديره على المسلمين في كل عصر ” أن يسعوا بالإشتراك مع مواطنيهم الذين يحكمون معهم بحكومة واحدة، إلى كل ما يعود على وطنهم وبلادهم بالعمران ويفجر فيهم ينابيع الثروة من أجل مزيد من المنعة والقوة والإستعداد”.  ومع ذلك، لم يكن هذا يعني تخليه عن المضمون السياسي للجامعة الإسلامية. فهو إعتقد بأن العمل السياسي من أجلها هو أمر ينطوي على محاذير كثيرة، إلاّ أنه إعتقد أيضاً أن هذا المضمون يمكن أن يتحقق بطريق آخر هو طريق “الإصلاح الديني” و “الإصلاح التربوي”، وذلك لأن الإصلاح الديني لا بد أن يلازم “الإصلاح السياسي المدني”، وهذا الإصلاح لا يتحقق، كما عبّر عنه حين كان لا يزال مؤيداً للسلطان عبد الحميد، لا يتحقق بعمارة المساجد والتكايا ولا بالإنعام على بعض الشيوخ بالرتب والرواتب، بل يجمع كلمة المسلمين على عقيدة واحدة وأصول أدبية واحدة وقانون شرعي واحد ولغة واحدة هي اللغة العربية لا التركية. وهذا الإصلاح يتوقف على تأليف جمعية إسلامية تحت الحماية الخليفة يكون لها شُعَب في كل قطر إسلامي وتكون عظمى شُعبَها في مكة المكرمة التي يؤمها المسلمين من جميع الأقطار، تأخذ على عاتقها محاربة البدع وإصلاح الخطابة والدعوة إلى الدين والتغريب بين الحكومات الإسلامية، والإتحاد بهدف صد الهجمات الأوروبية. أما غاية هذا الإتحاد الذي يدعو له فهي “أن تكون هذه الدول كالدولة المتحالفة بالنسبة للأمور الخارجية وكالولايات المتحدة في الإصلاحات الداخلية كالتربية والتعليم ووحدة الإحكام والآداب واللغة”.

Categories
من علماء طرابلس

الشيخ نديم الجسر

الجسر، نديم

1313 هـ / 1895 م _ 1400 هـ / 1980 م

 

        هو المفتي الشيخ نديم بن حسين بن محمد الجسر. عالم، مفكر، سياسي، شاعر.. وله اسهامات في مختلف الحقول والمجالات. ولد نديم في الأحياء القديمة من طرابلس / الشام عام 1895 م. وفيها نشأ وترعرع في وسط علمي مرموق، فهو من أُسرة عُرفت تاريخياً بالعلم والتدين وأصالة النسب. إذ تعود بنسبها إلى آل المائي من أبناء مدينة دمياط في مصر، والمتحدرين تاريخياً من السلسلة النبوية الشريفة ورأسها في دمياط هو السيد محمد المائي الصيادي المدفون في قبة السيد عثمان الصيادي. أما رأس الأسرة في طرابلس فهو الحاج مصطفى الجسر الذي غادر دمياط حوالي سنة 1756م. مهاجراً إلى بلاد الشام ومستقراً بطرابلس. وفيها نمت أُسرته ولا تزال.

  

Categories
من علماء طرابلس

الشيخ عبد المجيد المغربي

المغربي، عبد المجيد
1283 هـ/1866م – 1352هـ /1934م
 

هو عالم من علماء طرابلس الشام المجاهدين، الشيخ عبد المجيد بن محمود عزيز المغربي. ولد عام 1866 م. في أسرة عرفت بالعلم والتديّن؛ فوالده كان قاضياً شرعياً، وجدّه لأمه هو مفتي طرابلس في زمانه الشيخ الإمام حسن بن يوسف بن مصطفى كرامي. والمغربي نسبة إلى موطن الأسرة تاريخياً أي المغرب العربي والتي وفد جدّها الأعلى في طرابلس السيد محمد التونسي الحسني إلى المدينة في القرن التاسع الهجري، وهو ابن مفتي الديار التونسية في عصره، والمنتهي نسباً بالحسن بن علي بن أبي طالب.

Categories
من علماء طرابلس

الشيخ صبحي الصالح

الصالح، صبحي
1345 هـ/1926 م – 1407 هـ/1986 م

 

هو الشيخ العلامة الدكتور صبحي بن ابراهيم الصالح. عالم، فقيه، مجتهد، أديب، لغوي، مجاهد، شهيد،. وله إسهامات يضيق المجال عن إحصائها كلها.
ولد صبحي عام 1926 م في مدينة الميناء الساحلية، التي تُشكِّل الامتداد الطبيعي والجغرافي لمدينة طرابلس/الشام، والتي عرفت عبر التاريخ بدورها العلمي الريادي، وبكونها ثغراً من ثغور الجهاد والرباط والمدافعة، ليس عن طرابلس فحسب، وإنما عن منطقة بلاد الشام كلها.

Categories
من علماء طرابلس

الشيخ رشيد رضا

 

رضا ، محمد رشيد
1282 هـ / 1865م – 1354 هـ / 1935م

بقلم د. محمود حمد سليمان

هو الشيخ محمد رشيد بن علي رضا بن شمس الدين بن بهاء الدين القلموني، الحسيني. يرجع نسبه الى آل البيت.
ولد في 27 / 5 / 1282هـ في بلدة القلمون جنوب طرابلس الشام. بدأ طلب العلم بحفظ القرآن والخط والحساب. ثم درس في مدرسة ” الرشدية “، وكان التعليم فيها بالتركية. ولكن ما لبث أن تركها بعد سنة ليلتحق بالمدرسة الوطنية الإسلامية التي أسسها، ويدرّس فيها، شيخه حسين الجسر، فدرس فيها سبع سنوات، أثرت وغيّرت في مجرى حياته. وبدأت مرحلة تصوّفه.