الشيخ محمد كامال الرافعي
(1854-1918)
شارع ديوان مصطفى صادق الرافعي.
هو أحد أبناء الشيخ عبد الغني الرافعي وشقيق بلبل سوريا عبد الحميد ولد في طرابلس 1271هـ 1854م درس في المكتب الرشدي. وكان من أساتذته الشيخ عبد القادر الرافعي الثاني مفتي الديار المصرية سابقاً. فنشأ محباً للغة العربية وآدابها وعرف ببلاغة نثره وطلاوة بيانه. ومال إلى التصوف كمعظم مشايخ أسرته، فسلك على والده الطريقة الخلوتية. دخل في خدمة الحكومة العثمانية وشغل وظائف عدة كان آخرها مأمورية الإجراء وكتابة العدل في طرابلس.
ورزئ بوفاة وحيد رشيد، وكان أديباً فاضلاً، فحزن لوفاته وما لبثت صحته أن انحرفت وأهمل المعالجة والدواء وتوفي في سنة 1918م.
نظم محمد كامل الشعر وكتب فصولاً أدبية لم تطبع.
أما المطبوع فهو شرحه لديوان مصطفى صادق الرافعي في ثلاثة أجزاء وطبع في مصر[1]. وقام بوضع تراجم مختصرة لمشاهير الأسرة الرافعية.
وقد ذكر عبد الله نوفل في ترجمته أن له قصائد عامرة، واثبت له قصيدة يمدح فيها محمد باشا المحمد المرعبي لبنائه مدرسة مجانية في قرية مشحا (عكار) وتعيينه لها كبار الأساتذة فاستحق بذلك أن يمنحه السلطان العثماني ميداليتين من ذهب وفضة.
***********************
مصطفى صادق الرافعي
(1880-1937)
ولد في طنطا من عائلة لبنانية الأصل طرابلسية النشأة. كان والده رئيس المحكمة الشرعية في طنطا، فنشأ مصطفى في جو مشبع بعلوم الدين والشرع، دخل المدرسة الابتدائية متأخراً (في نحو الثانية عشرة من عمره) ولم يتجاوز الدراسة الابتدائية لإصابته بمرض شديد فقد معه حاسة السمع. فاستعاض عن تعليم المعلمين بتعليم نفسه وحصل ثقافة واسعة وذلك من خلال اطلاعه على الكتب التي حفلت بها مكتبة والده القاضي.
وعهد إليه الكتابة في بعض المحاكم الشرعية واستقر أخيراً في محكمة طنطا يتولى الكتابة فيها إلى يومه الأخير، وتزوج وهو في الرابعة والعشرين وأنجب عشرة ذكور وبنتا واحدة. وكان يقضي أكثر وقته في البيت بين كتبه وأوراقه. ولم يعمر طويلاً إذ توفي وهو في السابعة والخمسين من عمره إثر نوبة قلبية صرعته للحال.
وكان معتداً بنفسه، حاد الطباع، شديد القسوة على خصومه من أهل القلم شديد التدين غيوراً على التقاليد الموروثة عن السلف، مناضلاً عن الدين وفياً لما يؤمن به. "ولا يؤخذ عليه إلا تزمّته وتضييقه حتى كانت الأوهام تسلط عليه في نظره إلى بعض الأمور الغيبية".
وكان معتزاً بلغته العربية التي رأى فيها - كالدين- أساس كل نهضة عربية. كما رأى فيها أفضل لغة على الإطلاق، وكانت حماسته في الدفاع عنها وتبيان فضائلها تطغى على روح البحث العلمي عنده. بدأ الرافعي حياته الأدبية عاكفاً على نظم الشعر فأصدر الجزء الأول من ديوانه وهو في الثالثة والعشرين من عمره، وبعد سنة أتبعه بالجزء الثاني، ثم بعد سنتين أخريين بالجزء الثالث. وفي الثامنة والعشرين أصدر ديوان "النظرات" فطارت شهرته كشاعر، ثم تخلى عن الشعر واهتم للنشر محتلاً فيه مكانة رفيعة بين كتاب العرب المحدثين ومن مؤلفاته:
- تاريخ آداب العرب 3 أجزاء، تحقيق محمد سعيد العريان، 1940، القاهرة.
- حديث القمر (1912) عقب رحلته إلى لبنان: فصول في الحب، تغلب عليها الصناعة، دار الكتاب العربي بيروت 1982.
- المساكين (1917)، مشاهداته في مصر خلال الحرب العالمية الأولى.
- رسائل الأحزان (1924) رسائل موضوعة على لسان صديق، وأتبعه بعد أشهر بكتاب آخر هو (السحاب الأحمر).
- تحت راية القرآن، فصول في النقد والمنظرة، معظمه نقد لكتاب (في الشعر الجاهلي) لطه حسين (1926) تحقيق محمد سعيد العريان، بيروت، 1974.
- إعجاز القرآن، المكتبة العصرية، بيروت.
- على السفود، يتهجم فيه على عباس محمود العقاد، ولم ينشر تحت اسمه 1930، دار القصور، القاهرة.
- أوراق الورد، 1931، رسائل في الحب والجمال، وطبعة ثانية 1982، دار الكتاب العربي، بيروت.
- وحي القلم، ثلاثة أجزاء، يضم مقالاته بين 1934 و 1937، وقد أعادت طبع ديوانه وكتبه المكتبة العصرية في بيروت.
*****************************
[1] ذكر أنيس المقدسي في كتابه الفنون الأدبية وأعلامها (ص306) أن مصطفى صادق الرافعي هو الذي فسر الديوان وقرّظه ونحله إلى محمد كامل الرافعي والله أعلم.