الشيخ عبد القادر الرافعي
(1832-1905م)
هو " الإمام الكبير والعلم الشهير الفقيه الأكبر في عصره والإمام الأوحد في مصره" شيخ السادة الحنفية ومفتي الديار المصرية وصاحب التعليقات على الكتب المتداولة في الأزهر.
وقد ترجم لحياته ولده الشيخ محمد رشيد الرافعي، وأصدر كتاباً عنه في العام 1323هـ، عن دار التقدم بشارع محمد علي بمصر 1906م.
ونعتمد على هذه الترجمة لبيان فضل الشيخ عبد القادر وعلو منزلته فقد جاء فيها ما ملخصه:
الشيخ عبد القادر الرافعي: هو ابن الشيخ مصطفى الرافعي المتوفي سنة 1283هـ الذي جاء إلى مصر ودرس على مشايخها وعلمائها ثم عاد إلى بلده طرابلس الشام وكان من كبار المرشدين. أخذ الطريقة الخلوتية، عن الأستاذ الشيخ أحمد الصاوي الولي الشهير ولازمه وانقطع له حتى أتم السلوك على يديه وكان للأستاذ عناية تامة به.
وكان الشيخ عبد القادر، والد الشيخ مصطفى هو أول من تلقب بهذا اللقب، وهو ابن الشيخ عبد اللطيف البيسار ابن الشيخ عمر البيساري صاحب الزاوية المشهورة في العوينات بطرابلس الشام. وينتهي بنسبه إلى الفاروق عمر بن الخطاب.
وكان الشيخ عبد القادر (جد الشيخ عبد القادر المحكي عنه) قد جاء مصر وأخذ عن علمائها. وبرع في العلوم والمعارف، وأخذ الطريقة الخلوتية عن الشيخ محمود الكردي. ثم عاد إلى طرابلس ودرس في الجامع المنصوري الكبير بالإضافة إلى تعاطي التجارة. وله في الأدبيات والتصوف الشعر الرائق والنثر الفائق وتوفي في طرابلس سنة 1230هـ.
أما الشيخ عبد القادر الحفيد فوالدته هي سلمى بنت الشيخ رشيد ميقاتي الموقت بطرابلس الشام والإمام الشافعي في جامعها الكبير المنصوري. ولد في طرابلس الشام سنة 1248هـ أخذ مبادئ العلوم عن علمائها ثم جاء مصر ليتلقى العلوم في الأزهر حيث كان شقيقه الشيخ محمد الرافعي منفرداً بالشهرة الطائرة في مذهب أبي حنيفة. وتولى مشيخة رواق الشام بعد وفاة شيخها وتولى بعدها عدداً من المناصب الرفيعة منها عضوية مجلس الأحكام والإفتاء في ديوان الأوقاف وبقي في هذا المنصب إلى أن توفاه الله في سنة 1280هـ.
وجاء الشيخ عبد القادر مصر وأخذ الفقه عن أخيه الشيخ محمد الرافعي وأخذ الحديث والتفسير والمعقول عن شيوخ الأزهر ونال إجازاتهم في سنة 1275هـ.
وبدأ بعد ذلك التدريس في الأزهر وأقبل عليه الطلاب بكثرة. وكان من تلامذته الشيخ حسين الجسر والشيخ عبد الكريم عويضة (والشيخ محمد عبد الغني الرافعي وأخوه الشاعر عبد الحميد الرافعي ومنشئ هذه الترجمة محمد رشيد الرافعي).
وعندما توفي الشيخ محمد شقيق المترجم له سنة 1280هـ، أسند إلى الشيخ عبد القادر المترجم المنصبان اللذان كان يحتلهما وهما مشيخة رواق الشوام وإفتاء ديوان الأوقاف على الرغم من حداثة سنه. وفي مشيخة رواق الشوام قام الشيخ بخدمة الطلاب وتمكن من ترتيب الجراية لهم بفضل سعيه لدى الأغنياء والكبراء وحبس بعض ريع الأملاك لهم.. كما مكث في إفتاء الأوقاف زهاء اثنتي عشرة سنة كان فيها المرجع. ثم جعله إسماعيل باشا رئيساً لإحدى محكمتي مصر الكبرى الشرعيتين فمكث فيها خمس سنوات. وبعد ذلك عكف على الدرس والتأليف وصارت داره كعبة يؤمها العلماء والأمراء والأعيان، فأحبه الناس وتعلقوا به. ثم لما خلت وظيفة إفتاء الديار المصرية بوفاة الشيخ محمد عبده لم يجد سمو الخديوي كفؤاً غيره، فدعاه إلى قصره وأظهر له ثقته به وابلغه أنه اختاره لهذا المنصب. وقد أصدر أمره بتعيينه وفيه:
"فضيلتلو حضرة الأستاذ الشيخ عبد القادر الرافعي
إنه لخلو وظيفة إفتاء الديار المصرية، ولما هو محقق لدينا في فضيلتكم من العالمية والأهلية، قد وجّهنا لعهدتكم الوظيفة المشار إليها وأصدرنا أمرنا هذا إليكم للعلم به والقيام بما تستدعيه هذه الوظيفة المهمة من الأعمال بما هو معهود فيكم من الدراية والأمانة" (الختم: عباس حلمي).
ويقول ولده رشيد صاحب كتاب ترجمة حياته ".. كان القضاة والمفتون من جميع محاكم القطر المصري وفي مقدمتها المحكمة العليا والمحكمة الكبرى يقصدونه لاستفتائه رحمه الله تعالى في معضلات المسائل أمهات المشاكل فيجيبهم عن علم حاضر وعارضة شديدة وبديهة ثابتة" (ص68).
مؤلفاته
تعليقات على الكتب المتداولة في الأزهر وأهمها:
- ما كتبه على حاشية الأشياء والنظائر للعلامة الحموي.
- ما كتبه على حاشية ابن عابدين (ويقول ابنه الشيخ محمد رشيد صاحب ترجمته بأنه قدمه إلى المطبعة الأميرية وبدأ بالطبع فيه..) .