الشيخ عبد الغني الرافعي
(1816-1890م)
الفقيه والقاضي والشاعر
ولد الشيخ عبد الغني بن أحمد بن عبد القادر الرافعي في طرابلس وتلقى العلم على أشياخها: الشيخ مصطفى الحفار، والشيخ إبراهيم الزيلعي، والشيخ نجيب الزعبي القادري. ثم سافر إلى دمشق وأخذ عن علمائها أمثال الشيخ عبد الرحمن الكزبري والشيخ عبد الله الحلبي. وبعدها سافر إلى مكة لأداء فريضة الحج، وهناك أخذ العلم عن الشيخ محمد الكتبي مفتي مكة.
وبعودته إلى طرابلس سلك الخلوتية على يد أستاذه الشيخ محمد رشيد الميقاتي. وانقطع للتدريس في الجامع الكبير المنصوري حيث تخرج عليه كثيرون منهم الشيخ إبراهيم الأحدب.
وتولى الشيخ عبد الغني الرافعي الإفتاء في مدينة طرابلس لمدة ثلاث سنوات، لكنه ترك الإفتاء لوشاية أوقع الوشاة بها بينه وبين متصرف طرابلس، وسافر إلى مصر حيث اتصل بعلمائها فأعجبوا به و "لقبوه بعالم الشام".
ومن هنا توجه إلى استانبول حيث قلده شيخ الإسلام نيابة (تعز) باليمن، ثم عيّن رئيساً لمحكمة الاستئناف في ولاية صنعاء. وفي صنعاء كان يعقد مجالس العلم التي كان يرتادها علماء المدينة من الزيدية. وقد أفاد من هذه المجالس، من مناظرة علماء الزيدية كما من اطلاعه على المصنفات الموجودة في خزائن صنعاء.
وعندما عاد إلى طرابلس راح يقيم في بهو داره حلقات الدرس التي يحضرها خيرة طلاب المدينة. وغلب عليه التصوف في أواخر أيامه فانقطع للعبادة وظل على هذه الحال إلى أن وافاه الأجل في مكة بعلّة الهواء الأصفر العام 1307هـ/1890م.
مؤلفاته
1- رسالة إشراق الأنوار في إطلاق العذار. لا مط. لا ت. وهي قسمان: في الأول يعلل ضرورة الالتحاء ووجوبه شرعاً. وفي الثاني يجمع طائفة من القصائد لشعراء قدامى ومعاصرين قيلت في العذار وصاحبه مدحاً وتغزلاً وتشجيعاً.
2- ترصيع الجواهر المكية في تزكية الأخلاق المرضية. وهو في التصوف، المطبعة العامرة الشرقية، مصر 1301هـ، 73 صفحة.
3- أسرار الاعتبار فيما أودعه الله تعالى من الحكم في الأشجار.
4- شرح على بديعية صفي الدين الحلي في الأدب في مجلد ضخم.
وله غير ذلك: تعليق على حاشية ابن عابدين. ورسائل في فنون شتى ومجموعة من الفتاوى. ومقالة بديعة أنشأها حين زار بخعون من قرى الضنية.