الشيخ اسماعيل الحافظ
(؟-1940م)
القاضي الفقيه والشاعر.
هو نجل العلامة الشيخ عبد الحميد وحفيد العلامة الشيخ اسماعيل "ابن الشيخ أحمد الأحمدي نسبة إلى قبيلة بني أحمد أو إلى بلدة بني أحمد التابعة لمديرية المنيا من الأقاليم المصرية..".
وكان جده قد حفظ القرآن الكريم منذ صباه وأتقن أداءه ثم تلقى علومه في الجامع الأزهر على جماعة من مشاهير علمائه وتميز بين أقرانه بوفرة الذكاء وقوة الحافظة واستظهار كثير من متون العلم وأصوله".
وسلك الجد على شيخه العلامة أحمد الصاوي طريق الخلوتية التي كان سلوكها وسلوك أمثالها من طرق الصوفية من أعظم الوسائل لتربية النفس وتهذيب الأخلاق، وكان شيخه يلقبه بالحافظ تنويهاً بكثرة محفوظه فغلب عليه اللقب. وأجاز له شيخه نشر الطريقة الخلوتية في البلاد السورية. وبعد أداء فريضة الحج ومجاورته في مكة المكرمة عاد إلى طرابلس لينشر طريقته الصوفية وليدرس ويمارس الفتوى. وقد ذاع صيته، واختاره مفتي طرابلس آنذاك عبد الحميد كرامة أميناً للفتوى.
وواظب الشيخ اسماعيل على التدريس فكان يقرئ الفقه والعلوم الأدبية والآلية في مدرسته المعروفة بالخاتونية.
وترك الحافظ الجد حواشي وتعاليق على شرح الدر المختار في فقه الحنفية، ورسالة في علم الفرائض وفتاوى كثيرة، مع عدد من الخطب المنبرية، وبعض المقامات. وبعض القصائد في المديح والرثاء ضاع أكثرها. أما ولده الشيخ عبد الحميد والد الشيخ اسماعيل فكانت ولادته في العام 1270هـ. وقد تتلمذ على والده الذي حفظه بعض المتون ولقنه شيئاً من مبادئ العلوم، وبعد وفاة والده 1288هـ قرأ علم الفرائض على الشيخ اسماعيل الخطيب والعربية وشيئاً من فنون الأدب على الشيخ عبد الحميد الخطيب. ثم لازم دروس العلامة الشيخ عبد الرزاق الرافعي.. وكان بطبعه ميالاً إلى الأدب مكثراً من حفظ الخطب والأشعار. وتوفي وهو في مقتبل العمر عن ثلاث وثلاثين سنة (1303هـ) ولم يرزق إلا بولد واحد هو الشيخ إسماعيل الذي نترجم له.
ولد الشيخ إسماعيل (الحفيد) في طرابلس ودرس فيها.
"وقد تولى من المناصب الدينية أسماها بعد دراسة كثيرة وبحوث فياضة في العلوم والفنون، وعين عضواً في محكمة الاستئناف الشرعية في فلسطين. وكان عالماً يرجع إلى علمه في أكثر الشؤون الدينية والدنيوية، كما كان شاعراً بليغاً نظم كثيراً من القصائد. وقد توفاه الله في العام 1940". كما جاء ذلك في الأعلام الشرقية لزكي محمد مجاهد، وأنجب ابناً هو الرئيس الدكتور أمين النائب ورئيس لجنة الشؤون الخارجية الأسبق في مجلس النواب اللبناني.
وقال الميقاتي في كتابه "طرابلس في النصف الأول من القرن العشرين الميلادي" ص104-105.
"كان شيخنا الحافظ على جانب كبير من العلم والفضل، وقد انقضت حياته في الوظائف الدينية العالية خارج طرابلس، حيث كان يشغل حتى تاريخ انسلاخ البلاد العربية عن السلطة العثمانية عضوية المجلس الإسلامي الأعلى في العاصمة استانبول. وبعد الحرب العمومية الأولى انتقل إلى طرابلس وتعاطى المحاماة، ثم انتقل إلى القدس، وتولّى رياسة محكمة الاستئناف الشرعية العليا، وبقي فيها إلى قبيل ولادة دولة اسرائيل، ثم عاد إلى طرابلس وتقاعد عن العمل حتى توفي".
وكان إلى جانب علمه وطنياً صلب العقيدة في عروبته، ساهم برزانة مع رجالات العرب في خدمة القضية العربية أيام المنتدى الأدبي في استنبول، وكانت روحه الصافية لا تميل إلى الجهر بآرائه الوطنية، وهذا ما أنجاه من نقمة الأتراك يوم أعدموا رفاقه، ومنهم: عبد الوهاب الإنكليزي، وعبد الحميد الزهراوي، وغيرهما من أحرار العرب. وكان ضد الانتداب الفرنسي وضد إلحاق طرابلس بدولة لبنان الكبير، ووقع على مذكرة الاحتجاج التي قدمها عدد من رجالات البلاد في العام 1923 إلى الجنرال ويغان.