دولة يوسف سيفا في طرابلس
مطلع القرن السابع عشر
محمد المحبي
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر
الجزء الرابع ص 305
الأمير يوسف بن سيفا أمير طرابلس الشام، وأشهر المشاهير بالكرم والأنعام. وليَّ حكومة طرابلس مدة طويلة وأشتهر عنه عزة عظيمة ونعمة جزيلة. وقصده الشعراء بالمدائح وأهدوا إليه أنفس بداية المدائح. وكان في نفس الأمر ممن تفرد بالهبات الطائلة ورغب في ادخار الثناء الحسن العطايا الشاملة. وأقتدى به اخوه الأمير علي وأبنه الأمير حسين وابن أخيه الأمير محمد، فكانت دولتهم السيفية اليوسفية كما سمعت عن الدولة البرمكية والمعتمدية، جمعوا للمعالي شملاً وأصبحوا للمكارم أهلاً. وكانت لهم بلاد طرابلس صافية ووعود الزمان بالمراد لمن قصدها وافية. وكان الأمير يوسف أكبر القوم سناً واحدّهم في النجدة والبأس سناً. وهو الذي أسس لهم الدولة فبنوا على أساسه وأقتدوا به في أمر الحكومة مستضيئين نبراسه. وله من الآثار مسجد بناه بطرابلس.