سجلات المحكمة الشرعية.. عمرها 300 سنة وتؤرشف ليوميات أهل طرابلس
مركز في المدينة يجمع وثائقها المبعثرة من اسطنبول وأوروبا
بقلم سوسن الابطح
في مبادرة لافتة تم الإعلان عن ولادة «المركز الثقافي للحوار والدراسات» الذي يعنى بشكل أساسي بجمع الوثائق والمخطوطات والدراسات حول مدينة طرابلس، التي تعتبر المدينة اللبنانية الثانية بعد بيروت. ولطرابلس أهمية تاريخية عربية وإسلامية، ووثائقها التي بقيت مشتتة بين إسطنبول والقاهرة وباريس ولندن، وفي البيوتات الطرابلسية، تعتبر من الغنى بحيث سيساعد جمعها على إعادة تشكيل ملامح الحياة التي عاشتها المدينة طوال القرون الثلاثة الأخيرة. ولعل الوثائق الأهم التي بدأ العمل بها، هي سجلات محكمة طرابلس الشرعية، التي يعود بدء تسجيلها إلى عام 1077هـ/1666م، وكانت طرابلس في ذلك الوقت لا تزال مركزا لولاية، قبل أن تصبح في القرن الثامن عشر تابعة لولاية دمشق ولولاية عكا في فترة من فترات القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر. تتضمن مخطوطات ووثائق المحكمة الشرعية معلومات في مجالات شتّى جرى تسجيلها حسب ورودها إلى قلم المحكمة حينها من دون أي تصنيف يتعلق بموضوعاتها، فهي متداخلة وغير مبوبة. وبالتالي يجد قارئ هذه المخطوطات وثائق تتعلق بالنواحي الاقتصادية والتجارية، والأسواق، والمهن، والحرف، ومستوى المعيشة، كما يجد مخطوطات لها علاقة بالعادات والتقاليد والحياة اليومية للطرابلسيين، والعلاقات بين سكان المدينة، وأوضاع المسيحيين واليهود اجتماعيا واقتصاديا وقانونيا، وعلاقة الأهالي بالتجار الأجانب، وكل ما يتعلق بالأوقاف، والحياة العائلية من طلاق وزواج وإرث، إلى مسائل التعيينات والوظائف الدينية والإدارية والعسكرية، والعائلات، ومشايخ الطرق الصوفية، وعلاقة طرابلس بمحيطها الريفي وتطور هذه العلاقة.
سجلات المحكمة الشرعية.. عمرها 300 سنة وتؤرشف ليوميات أهل طرابلس
مركز في المدينة يجمع وثائقها المبعثرة من اسطنبول وأوروبا
بقلم سوسن الابطح
في مبادرة لافتة تم الإعلان عن ولادة «المركز الثقافي للحوار والدراسات» الذي يعنى بشكل أساسي بجمع الوثائق والمخطوطات والدراسات حول مدينة طرابلس، التي تعتبر المدينة اللبنانية الثانية بعد بيروت. ولطرابلس أهمية تاريخية عربية وإسلامية، ووثائقها التي بقيت مشتتة بين إسطنبول والقاهرة وباريس ولندن، وفي البيوتات الطرابلسية، تعتبر من الغنى بحيث سيساعد جمعها على إعادة تشكيل ملامح الحياة التي عاشتها المدينة طوال القرون الثلاثة الأخيرة. ولعل الوثائق الأهم التي بدأ العمل بها، هي سجلات محكمة طرابلس الشرعية، التي يعود بدء تسجيلها إلى عام 1077هـ/1666م، وكانت طرابلس في ذلك الوقت لا تزال مركزا لولاية، قبل أن تصبح في القرن الثامن عشر تابعة لولاية دمشق ولولاية عكا في فترة من فترات القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر. تتضمن مخطوطات ووثائق المحكمة الشرعية معلومات في مجالات شتّى جرى تسجيلها حسب ورودها إلى قلم المحكمة حينها من دون أي تصنيف يتعلق بموضوعاتها، فهي متداخلة وغير مبوبة. وبالتالي يجد قارئ هذه المخطوطات وثائق تتعلق بالنواحي الاقتصادية والتجارية، والأسواق، والمهن، والحرف، ومستوى المعيشة، كما يجد مخطوطات لها علاقة بالعادات والتقاليد والحياة اليومية للطرابلسيين، والعلاقات بين سكان المدينة، وأوضاع المسيحيين واليهود اجتماعيا واقتصاديا وقانونيا، وعلاقة الأهالي بالتجار الأجانب، وكل ما يتعلق بالأوقاف، والحياة العائلية من طلاق وزواج وإرث، إلى مسائل التعيينات والوظائف الدينية والإدارية والعسكرية، والعائلات، ومشايخ الطرق الصوفية، وعلاقة طرابلس بمحيطها الريفي وتطور هذه العلاقة.
وينطوي المشروع الذي يقوم به «المركز الثقافي للحوار والدراسات» بإدارة الدكتور عبد الغني عماد على عدة محاور، وذلك بالتعاون الوثيق مع «جمعية العزم والسعادة» التابعة لرئيس الوزراء الأسبق وابن طرابلس نجيب ميقاتي. إذ سيتم جمع الوثائق الطرابلسية، وتحريرها وفهرستها، وتصنيفها بعد أرشفتها، ووضعها بتصرف الباحثين الشباب وتنظيم مؤتمرات وندوات وحلقات بحث علمية حول تاريخ طرابلس. ومن ثم تنشر الوثائق لكي تكون مرجعا بتصرف الباحثين في العالمين العربي والإسلامي من خلال طبعها بشكل يليق بتاريخ المدينة، وحفظها على أقراص مدمجة لتسهيل التعامل معها وفق أحدث الطرق المعلوماتية.
وهناك تطلع لإنشاء مركز يحفظ ذاكرة طرابلس الثقافية والحضارية، هدفه في المرحلة الأولى إضافة إلى احتضان سجلات المحكمة الشرعية وأرشفتها، تجميع وأرشفة وفهرسة كل الوثائق المشتتة في مختلف عواصم العالم حول المدينة، بما فيها مراسلات القناصل الفرنسيين والإنجليز وغيرهم الذين كانوا في طرابلس.
وسيعمل المركز على نشر المخطوطات والمطبوعات النادرة لعلماء وأدباء ومؤلفي طرابلس والتي لم تعد متوافرة للباحثين وأصبحت بالتالي كإرث ثقافي عرضة للنسيان والضياع، وكذلك طباعة ونشر الدراسات الجامعية والأطروحات التي تتعلق بطرابلس.
ويتم السعي لإنشاء مكتبة عامة متخصصة تتضمن كل ما كتب عن طرابلس، ومتابعة ما يصدر من أبحاث ودراسات تتعلق بتاريخها وواقعها الراهن، بحيث تصبح هذه المكتبة مقصدا للباحثين الذين يهدرون الكثير من أوقاتهم بحثا عن المصادر والمراجع المبعثرة.. هذا إن وجدوها.
وسيتم إصدار مجلة دورية تتضمن دراسات موثقة ومتنوعة تتضمن محاور تتناول مواضيع جديدة حول مدينة طرابلس من حيث التاريخ والعادات والدور الحضاري، والواقع الحالي في جانبه التنموي والثقافي والاجتماعي.
وبانتظار افتتاح هذه المكتبة المتخصصة، فإن الباحث يجد على الموقع الإلكتروني للمركز الذي بات في الخدمة، دراسات حول طرابلس، ومراجعات لكتب، وأيضا صورا قديمة وحديثة عن مختلف المواضيع، إضافة إلى معلومات عن الشخصيات الطرابلسية، قديمها وجديدها، منها رشيد رضا والشيخ صبحي الصالح، والشاعر يوسف الخال الذي نشأ في المدينة، ونشر كتابه الأول فيها عام 1936 تحت عنوان «سلماي».
جريدة الشرق الاوسط جريدة العرب الدولية
صفحة المنتدى الثقافي
الاحـد 08 رجـب 1431 هـ 20 يونيو 2010 العدد 11527