طرابلس عام 1624
دومينيكو ماغري
رحلة إلى جبل لبنان
ترجمة كميل افرام البستاني
دار لحد خاطر – بيروت 1985 ص122
ويوم السبت في وقت الغذاء، وصلنا طرابلس، المعروفة بهذا الأسم من اللفظة اليونانية الدالّة على المدينة المثلثة، فهي مقسومة الى ثلاثة اجزاء. تمتد على سفح لبنان، ومن هذه الناحية تنتصب قلعة عالية، يُكشف منها بستان زيتون بالغ الكثافة، بطول خمسة عشر ميلاً في ثمانية عرضاً، تستخرج منه كمية وافرة من الزيت الطيّب. تبعد المدينة ميلاً ونصف الميل عن البحر، حيث يُرى مرفأ ملائم للغاية، تحميه سبعة ابراج مزوّدة بعدد لا بأس به من المدافع.
وصلاح المرفأ يجعل المدينة وافرة الخيرات واسعة التجارة. أما السهل فهو بالغ العذوبة، شائق المنظر، ينبسط من المدينة الى البحر، مزروع بالبساتين المليئة ليموناً ونخيلاً وتوتاً، يسقيه النهر المعروف بالكتابات المقدسة بأسم "نبع البساتين"، وهو ينبع من لبنان ويجري عبر هذا السهل الكثير الخصب، حتى يبدو وكأنه الفردوس الأرضي، لا سيما لمن ينظر اليه من المواقع المرتفعة في المدينة.