لا يمكن قراءة التاريخ عموماً دون الرجوع الى الوثائق التي هي بمثابة الشواهد على أحداثه ومساراته ومحطاته. ولا يمكن بالتالي تصور تاريخ البشرية من دون مثل هذه الوثائق والمستندات
ولقد تركت لنا العصور المتعاقبة أثاراً مكتوبة ومخطوطات مختلفة الأهمية ومتنوعة الشكل، وبالطبع متفاوتة المصداقية، غير ان المهم منها، والذي درج على تسميته بـ “الوثائق” بقي المرجع الأكثر ركوناً إليه من قبل المؤرخين والدارسين والباحثين
وإذا كان البعض يعتبر “الوثيقة” مرآة للتاريخ، والبعض الآخر يرى فيها نبض حركة الجماعة أو الفرد في حقبة غابرة، فإن افتقارنا إلى وثائق كافية عن مراحل معينة من تاريخ مجتمعاتنا ضاعف من أهمية الوثائق النادرة والمتوفرة، أو التي لا يزال يعثر عليها بين الحين والآخر. وفي هذا السياق أنشئت المراكز والمعاهد المتخصصة، وشكلت فرق البحث والخبراء للتحقيق والعناية بهذه الكنوز المعرفية، وكان هذا الاهتمام سمة من سمات عصرنا الراهن، لا سيما بعد ظهور الأمم المتحدة ومنظماتها التابعة المتخصصة، ومنها تحديداً تلك المعنية بمجتمع المعلومات، وبالحفاظ على التراث الإنساني
ولا جدال في أن تطور تكنولوجيا الاتصال وثورة المعلومات أكسبت الوثائق التاريخية قيمة جديدة، فهي بقيت تمثل ما يمكن اعتباره “النوع المعلوماتي الأصيل” مقابل “الكم المعلوماتي المتواتر” الذي يصعب التحقق منه بسبب سرعة انتشاره إلى درجة يصبح معها أحياناً من المسلمات المعرفية. لذلك فأن عالم التراث الوثائقي تتمتع به عادةً قلة من الباحثين والمعنيين بصون التراث وحفظه لكي يكون أداة حاسمة تجلو صورة الماضي، في قضايا قد تكون محط خلاف ونزاع في الحاضر، وربما في المستقبل
تأسس المركز الثقافي للحوار والدراسات في 21 كانون الثاني 2009 في لبنان كإطار جامع للطاقات الفكرية الهادفة الى تعزيز ثقافة الحوار والعيش الواحد والتسامح في المجتمع اللبناني.
تعزيز حركة المجتمع المدني بإتجاه تفعيل وحدته وتمتين قيم الديمقراطية والمساواة والعدالة والحرية فيه عبر الندوات والمؤتمرات ووسائل الإعلام كافة
العمل على حفظ الإرث الثقافي والتاريخي والوثائقي وأرشفة وتوثيق المهمل منه وإبراز أهميته في الذاكرة المجتمعية
ترجمة الأعمال الفكرية البارزة والتي تخدم أهداف الجمعية إلى العربية وإلى اللغات الأجنبية لوضعها بين يدي الطلاب والباحثين المختصين بما يخدم هذه الأهداف
تنظيم أبحاث ونشاطات وورش عمل ودراسات تربوية وتنموية وإحصائية واستطلاعات رأي تستهدف تقديم توصيات إلى الجهات المعنية لتحسين أداء المؤسسات والمرافق العامة
إنشاء مكتبة عامة وذات طابع متخصص تتضمن قسماً للأطفال وقسماً تربوياً
إصدار نشرات تثقيفية وكتيبات للتوعية إنطلاقاً من أهداف الجمعية وبما يخدم أهدافها العامة
الأهداف العامة للمشروع: جمع الوثائق الطرابلسية، وتحريرها وفهرستها، وتصنيفها بعد أرشفتها، ووضعها بتصرف الباحثين الشباب وتنظيم مؤتمرات وندوات وحلقات بحث علمية حول تاريخ طرابلس الحديث على أساسها. ومن ثم نشر هذه الوثائق والدراسات لكي تكون مرجعاً بتصرف مراكز الأبحاث والباحثين في العالمين العربي والإسلامي من خلال طبعها بشكل يليق بتاريخ المدينة، وحفظها على أقراص مدمجة لتسهيل التعامل معها وفق أحدث الطرق المعلوماتية وبما يحفظها من التلف والضياع