محلات طرابلس القديمة أسماؤها، سكانها، مواقعها من خلال الوثائق العثمانية
إعداد رويدا ياسر قاسم
إن مدينة طرابلس الشام كانت عاصمة ولاية على ساحل الشام، أو "لواء" كانت حدوده تمتد من جبلة ونواحيها شمالاً، حتى جبال العاقورة وبلاد جبيل جنوباً، فإن مجموعة كبيرة من الدفاتر والسجلات العثمانية تختص بها محفوظة في ذلك الأرشيف، وقد جرى فهرست البعض منها.
بعض هذه الدفاتر يتناول أسماء المحلات بطرابلس، وبالمقارنة بينها نجد إختلافاً واضحاً في أسماء عدة محلات حيث تبدلت بعض الأسماء القديمة وأخذت أسماء جديدة، كما طرأت أسماء محلات لم تكن موجودة من قبل، مثل : محلة المزابل، قبة النصر، محل الرمانة، ومحلة القواسير وغيرها .
عدد المحلات ست وعشرون محلّة في أواخر عصر المماليك وأوائل العصر العثماني، نجد أن أكثرها قد تغير الآن، وبالتالي فإن أكثر أهل طرابلس الآن يجهلون مواقع تلك المحلات على خارطة المدينة، ومدلولات أسمائها (1) .
1-محلة جامع كبير :
أي محلّة الجامع المنصوري الكبير، وعُرِفت في الوثائق العثمانية اللاحقة، وسجلات المحكمة الشرعية بمحلة سويقة النوري، ولا تزال تُعرف إلى الآن بهذا الإسم .
2-محلّة حارة النّيني :
وهي مجاورة لسويقة النوري من الجهة الجنوبية . عُرِفت في الوثائق العثمانية اللاحقة وفي سجلات المحكمة الشرعية بمحلة القنواتي .
سُميّت في عصر المماليك بحارة النيني نسبة إلى أحد علماء طرابلس من بني النيني، كان يسكن فيها (1) .
وسُميت المحلة في الدفتر العثماني رقم (1017) بين سنتي 926 – 943 هـ / 1520 – 1537 م بإسم :" حارة النيني المعروف القنواتي" وفي الدفاتر اللاحقة نُسِي اسم "حارة النيني" تماماً، وبقي فقط " محلة القنواتي" نسبة إلى صاحب هذه الوظيفة الذي كانت مهمته مراقبة توزيع مياه السقي في القنوات إلى بساتين طرابلس، والمشرف على فتحها وإغلاقها . وحتى منتصف هذا القرن كان يوجد سبيل ماء يحمل لوحة تاريخية، يُعرف بسبيل القنواتي، في الطريق الواقعة جنوبي بهو الجامع المنصوري .
3-محلة زقاق الأكوز :
وتقع في الجهة القِبلية الجنوبية من الجامع الكبير، وهي المحلة التي يشقها الآن شارع الشيخ "محمد رشيد رضا" الممتد من مستديرة السلطان الأشرف ابن المنصور قلاوون "النجمة سابقاً" حتى طلعة الرفاعية .
ويرجع اسم المحلة إلى عصر المماليك، وبقي حتى القرن الثالث عشر الهجري/التاسع الميلادي يتردد في سجلات المحكمة الشرعية، ونُسِي منذ نحو قرن تقريباً.
وكلمة "الأكوز" أو "الإي كوز" تركية مركّبة من "الإي" ومعناها :"العسلي" و "كوز" ومعناها :"العين " فيكون المعنى الإجمالي :"العين العسلية" أو "صاحب العيون العسلية"، وقد اشتهر أحد سكان المحلة بجماله وعينيه العسليتين حتى سُميت المحلة به .
4-محلة سوق الطواقي :
وهي المنطقة المجاورة للجامع الكبير من جهة الشرق، وفيها زقاق ومدرسة الأمير "قرطاي" وسوق العطارين حالياً . ويرجع اسمها بسوق الطواقي إلى عصر المماليك، وبقي إلى منتصف القرن العاشر الهجري/السادس عشر ميلادي، وأخذت تسميتها من صناعة وبيع الطواقي، ومفردها "طاقية"، وهي التي توضع على الرأس . وفي الدفتر رقم (1017) نجد اسم هذه المحلة مع محلة "الأكوز" يكوّنان محلة واحدة، ويبدأ ظهور "محلة الصباغين" محلها . وفي الدفتر رقم (372) نُسِي اسم "محلة سوق الطواقي" تماماً، وحلّ محلة "سوق الصباغين"، وظلّت هذه التسمية معروفة حتى منتصف هذا القرن العشرين، إذ كانت تقوم فيه حرفة صباغة القماش وتلوينه . ثم تعطلت المصبغة التي كانت تقوم في هذه المحلة بعد دخول التقنيات الحديثة في صناعة الملابس، ونسي الناس اسم " الصباغين" ليحلّ اسم "سوق العطارين" وهو المعروف حتى الآن .
5- محلّة مسجد القرمشي :
تقع في الجنوب الغربي من خان العسكر حالياً بين محلتيّ : الدباغة والتربيعة وكان بها مدرسة بناها أحد أمراء المماليك يدعى " قرمش " وكان يُطلق على المدرسة اسم مسجد ، فَنُسِبَت المحلة اليه . وحسب السجل العقاري لدائرة اوقاف طرابلس الإسلامية فإن مدرسة او مسجد الأمير سيف الدين قرمش كان يقوم بين خان العسكر ومدرسة الفرير التي أزيلت قبل سنوات قليلة وأزيلت المدرسة في النصف الأول من هذا القرن ، وكان يتولى التدريس فيها مفتي طرابلس "عثمان بن مصطفى كرامي " المتوفي سنة 1175هـ/1762 م .
وتعتبر هذه المحلة أكثر محلات طرابلس كثافة بالسكان ، كما كانت الوحيدة التي تضم المسلمين والنصارى واليهود جنباً الى جنب .
6- محلّة خان عديمي :
وهي مجاورة ومتداخلة مع المحلّة السابقة وتمتد من نواحي خان العسكر الى حي الزاهرية ، وتضم جزءاً من حارة النصارى والتربيعة حتى السراي العتيقة ، وكان في المحلّة خان قديم من عصر المماليك ويُتّخذ مأوى للفقراء والمعدمين من النصارى ، ولهذا عرف بخان العديمي وسميت المحلة بإسمه.
وان الدفتر رقم (68) موضع هذه الدراسة يفرّق بين محلة مسجد القرمشي ، ومحلة خان العديمي ، ويجعلهما محلّتين ، بينما يجمع بينهما الدفتر رقم (1017) تحت اسم " مسجد القرمشي مع خان العديمي " وفي الدفتر رقم ( 372) وفيه : " محلة خان العديم المعروف بمسجد القرمشي " وفي الدفتر رقم ( 513 ) لسنة 979هـ /1571م يرد " محلّة خان العديمي" مفرداً دون ذكر لمحلّة مسجد القرمشي ، أما في السجل الأول من سجلات المحكمة الشرعية ، فتسمى محلّة خان العديمي بمحلة عديمي النصارى ، ويسقط اسم محلة مسجد القرمشي نهائياً ليحلّ محلّه " القواسير".
7- محلة سوق أسن دمور :
وهي تمتد عند القسم الشمالي من السوق المعروف الآن بالبازركان وتقع بين خان الخياطين وبركة الملاّحة ، وتلامس من جهة الغرب جامع العطار ، وورد في إحدى وثائق المحكمة الشرعية ما يؤكد ان الزقاق الطويل كان قريباً من جامع العطار والتسمية قديمة من عصر المماليك ، ثم عرف القسم الشمالي من المحلة المطل على النهر بإسم " محلة الناعورة".
8 – محلة سُقاق الطويل :
وهي تمتد عند القسم الشمالي من السوق المعروف الآن بالبازركان، وتقع بين خان الخياطين وبركة الملاّحة، وتلامس من جهة الغرب جامع العطار، وورد في إحدى وثائق المحكمة الشرعية ما يؤكد أن الزقاق الطويل كان قريباً من جامع العطار. والتسمية قديمة من عصر المماليك، ثم عُِرف القسم الشمالي من المحلّة المطلّ على النهر باسم "محلّة الناعورة".
9- محلة سوقاق المصري :
وتقع بين سقاق الطويل ومحلّة التربيعة التي كانت تعرف بساحة الحمصي ، وهي منسوبة الى احد التجار المصريين الذي أقام فيها الخان المعروف حتى بخان المصريين في القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي ، من عصر المماليك .
وقد وردت هذه التسمية في الدفتر العثماني الأول رقم ( 68) فقط ، ثم أهملت في بقية الدفاتر اللاحقة وضُمّت فيها بعد الى المحلات المجاورة او المحيطة بها وهي : محلة التربيعة ، محلة الرمانة، محلة ساحة عُميرة .
10- محلة مسجد الخشب وسوقاق الخولي :
وموقعها حالياً محلّة مقهى موسى ، والأطراف الجنوبية من محلّة الدبابسة وكانت خارج باب بيروت المعروف ببوابة الحدادين ، وكان بالقرب من مقهى موسى مسجد صغير مبنّي من الخشب يُصلىّ فيه على الجنائز ، فنسبت المحلة اليه ، اما سوقاق الخولي فقد أخذ تسميته من شيخ الخّوليين ( البستانيين) الذي كان يسكن المحلّة ، وان جماعة البستانيين كانوا يقطنون في محلة الدبابسة(1) . وفي الدفتر رقم ( 1017) جرى التفريق بين محلة مسجد الخشب ومحلة سوقاق الخولي، فإعتبرتا محلتين منفصلتين ، وفي الدفتر رقم (372) نُسي اسم محلة سوقاق الخولي وحلّ محله إسم محلة "عبد الرحمن الصوفي" ثم نُسيت التسمية الجديدة وحلّ محلها " سويقة الخيل " كما جاء في الدفتر رقم (513) لسنة 979 هـ /1571م وأصبحت تشمل محلة الدبابسة مع محلّة الحدادين التي فيها سبيل التينة والحمام الجديد ، والجامع المعلّق .
11- محلة حصن صنجيل :
وهي المنطقة المجاورة لقلعة طرابلس من الجهة الغربية والشمالية .
وتمتد من نواحي مقبرة مار يوحنا في محلة ابي سمراء جنوباً حتى نواحي جامع الأويسية وباب الحديد شمالاً ، وتضم المنطقة الواقعة بين القلعة وسوق الطواقي (العطارين حالياً ) وهي المعروفة الآن بمحلة المهاترة ، والتسمية قديمة منذ عهد الصليبيين ، حيث قام القائد التولوزي "ريموند دي سان جيل " ببناء حصن حربيّ فوق انقاض حصن " سفيان بن مجيب الأزدي " أثناء حصاره لطرابلس سنة 497/1103م ومات في السنة التالية 498هـ/1105 م داخل الحصن فنسب اليه كما نسبت المحلة الي الحصن .
واسم هذه المحلة لم يعد يذكر في سجلات المحكمة الشرعية .
وتفيد الدفاتر العثمانية الأربعة ذات الأرقام ( 1017) و ( 372) و ( 513) و (68) أن المسلمين والنصارى كانوا يتقاسمون السَّكنى في هذه المحلة ، وفي الدفاتر الثلاثة الأولى كانوا متساويين تقريباً في العدد ، ولكن عدد النصارى تزايد بشكل ملحوظ في سنة 979 هـ/1571م بحيث باتوا يشكلون ضعف المسلمين تقريباً بموجب دفتر الاحصاء رقم ( 513) ، ففيه ان المسلمين كانوا ثلاثين أسرة ، بينما بلغ النصارى أربعة وخمسين اسرة .
12- محلة سوقاق شيخ علي :
وهي محلة المسلخ القديم التي تمتد من نواحي جامع التوبة ، وجسر اللّحامة المعروف بالعتيق حتى باب التبانة وهذه المحلة لم يرد ذكرها الا في الدفتر العثماني رقم (68) ولم يرد في بقية الدفاتر العثمانية، ولا حتى في سجلات المحكمة الشرعية مما يعني انها أُلحقت بالمحلاّت المجاورة لها أو المحيطة بها وخاصة محلّة " الجسر الجديد المعروفة بين الجسرين".
13- محلة عوينات :
هي الآن محلة الحدادين والعوينات جزء منها.
أما في عهد المماليك فكانت محلة العوينات تشمل المنطقة الواقعة بين محلة الأكوز من الشمال ومحلة مسجد الخشب من الجنوب ، ويحدّها من الغرب محلة أَقْ طَرَق ، ومن الشرق محلة حصن صنجيل .
وأخذت المحلة اسمها " العوينات " من " اعانات " بمعنى الإعانة والمساعدة ، وورد اسم المحلة في جميع الدفاتر العثمانية وسجلات المحكمة الشرعية ، وكان في الناحية الغربية من المحلة سوق يُعرف بسوق الحدادين . وقد استمرت هذه الحرفة قائمة في المحلة وكثرت محلات الحدادة فيها واربابها ، حتى غلبت تسمية المحلة بإسمهم على اسم محلة العوينات الا انه لم يلغها من الذاكرة حتى الآن .
14- محلة شيخ فضل الله :
هي المحلة المعروفة الآن بـ " قبر الزيني "(1) وكانت تعتبر آخر حدود مدينة طرابلس في العهد العثماني حتى النصف الأول من هذا القرن وهي جنوب محلة مسجد الخشب التي سبق تعريفها ، وورد اسم المحلة في جميع الدفاتر العثمانية ، وفي سجلات المحكمة الشرعية .
وارتفع عدد سكانها من تسع وعشرين أسرة في سنة 925هـ/1519م . إلى خمسين أسرة في مدى نصف قرن كما يدل احصاء الدفتر رقم ( 513) لسنة 979هـ/ 1571م وجميع سكانها من المسلمين .
15- محلة خوري :
وردت في الدفتر العثماني رقم (68) " حوري " بالحاء المهملة وهو تصحيف والتصحيح "خوري " بالخاء المعجمة . وقد سميت بذلك منذ عصر المماليك نسبة الى بطريرك النصارى الذي كان مقره في عهد الصليبيين بالقرب من " البيمارستان " أمام البائكة القديمة التي كانت تعرف ببائكة غانم ، وعندما استعاد المسملون طرابلس من الصليبيين حوّلوا مقر البطريرك الى مدرسة ، وابقوا على شعار الصليب المنقوش فوق بابها، وعُرفت المدرسة بالمدرسة البطركية وهي مقيدة بهذا الاسم في دفتر العقارات الوقفية لدائرة أوقاف طرابلس الإسلامية وقد أزيلت المدرسة والبيمارستان حول سنة 1960 عند تقويم مجرى نهر ابو علي .
وكان سكانها النصارى يزيدون على سكانها المسلمين بواقع احد عشر اسرة للنصارى، مقابل ستة أُسَر مسلمة بموجب الدفتر لسنة 925هـ/1519م ، وفي بقية الدفاتر العثمانية لم يعد يظهر اسم محلة خوري ، وكذلك في سجلات المحكمة الشرعية مما يدل على انها ضُمَّت الى المحال المجاورة لها والمحيطة بها : محلة باب المدينة (الحديد) ، محلة الجسر الجديد ، ومحلة بين الجسرين .
16- محلة باب المدينة :
هكذا ورد اسمها في الدفتر العثماني الأول لسنة 925هـ / 1519م مما يؤكد ان الاسم يعود الى عصر المماليك وفي الدفترين العثمانيين رقم (1017) ورقم ( 372) ورد اسمها : " باب المدينة المعروف بباب الحديد " والدفتر العائد لسنة 979 هـ /1571م اصبح اسمها فقط " باب الحديد " وهكذا اصبح يرد في سجلات المحكمة الشرعية ، ولا يزال حتى الآن .
وتعتبر هذه المحلة قلب طرابلس القديمة ، وهي مفتاح الطريق الى القلعة ولهذا كان نواب السلطنة في عصر المماليك يهتمون دائماً ببوابتها الضخمة المصفّحَة بالحديد ، فنُسبت المحلة الى بابها الحديدي .
وحسب الدفتر العثماني الأول فإن المحلة كانت ثانية محلات طرابلس كثافة بالسكان بعد محلّة مسجد القرمشي ، ففيها مائة وتسع عشرة أسرة منها اسرتان نصرانيتان فقط . ولكن هذا الرقم ينخفض بشكل ملفت في الدفتر الثاني فيصبح اربعاً واربعين اسرة مسلمة فقط ، ثم ينخفض عدد النصارى من صفر الى ثمانٍ وعشرين اسرة ، وفي الدفتر الرابع لسنة 979هـ/1571 م يرتفع عدد الأسر المسلمة من جديد الى اثنين وستين اسرة ، ويرتفع عدد النصارى ايضاً الى اربع واربعين اسرة .
17- محلة حجّارين :
هي المنطقة المجاورة لمحلة سويقة النوري من جهة الشمال الغربي وتمتد شمالاً حتى السراي العتيقة ، وفيها حالياً شارع وثكنة الدرك السيّار ( سابقاً ) والكنيسة الإنجيلية، وتلامس شارع الراهبات. واسم المحلة يعود الى عصر المماليك ، وفي وسطها زقاق كان يشغله معلمّو البناء والعمال الذين يقطعون الحجارة والبلاط ، فنسبت المحلة إليهم ولا يزال الزقاق قائماً حتى الآن ويحمل لوحة البلدية بإسم" زقاق الحجارين " .
وكان يتقاسمها المسلمون والنصارى في السُكنى فيزيد المسلمون على النصارى تارة، ويزيد النصارى على المسلمين تارة أخرى حسب احصاءات الدفاتر الأربعة ، وفي القرن الحادي عشر الهجري / السابع عشر الميلادي وجرى تقسيم المحلّة الى محلتين، هما : محلة حجّارين النصارى ومحلّة حجارين المسلمين ، حسب اول سجلات المحكمة الشرعية.
18- محلة باب آق طرق :
هي المحلة المعروفة بـ " صف البلاط " وكان قسم منها يعرف حتى منتصف هذا القرن بـ " قبوة الطرطوسي " وتقع المحلة الى الشمال من مقبرة باب الرمل ، تجاورها من الشرق محلة سوقاق الحمص والملوخية ( الدفتار ) حالياً ، ومن الشمال محلّة الأكوز ومحلة القنواتي واسم المحلة من عصر المماليك مأخوذ من اسم الأمير " سيف الدين اَقْطَرَق الحاجب " صاحب المدرسة المعروفة بالسقرقية ، هو اسم تركي مركب من " آق " أبيض ، وطُرق: طريق ، اي الطريق الأبيض وقد يكون: طَرَق : بفتح الطاء والراء : ومعناه المشط فيكون المشْط الأبيض .
وكان اسم المحلة متداولاً في جميع الدفاتر العثمانية ، وفي سجلات المحكمة الشرعية حتى اواخر القرن الماضي ، حيث عُرفت المحلة بـ " صف البلاط " لأن أرضها كانت مرصوفة بالبلاط الأسود ، كما تغيّر اسم البوابة فأصبحت " باب الرمل" .
19- محلة سوقاق الحِمّص والملوخية :
موقعها الآن " ساحة الدفتار " وهي بين محلة الأكوز من الشمال والعوينات من الشرق وسوقاق الخولي من الجنوب وباب اقطرق من الغرب .
ويظهر من التسمية ان المحلة كانت تشتهر ببيع الحمص والملوخية فسُميت بهما وبقي اسم محلة سوقاق الحمص هو المتداول حتى القرن الثالث عشر الهجري / التاسع عشر الميلادي، حيث اصبحت تعرف بساحة الدفتردار، نسبة الى ناظر حسابات طرابلس "عمر أفندي الدفتردار" (1) الذي ان يسكنها ، وبقي اسمها " زقاق الحمص " يطلق حتى الآن.
20- محلة بين الجسرين :
هي المنطقة الواقعة شمال محلة سوق اسندمر ( السويقة حالياً ) على الضفة الشرقية من النهر وتمتد حتى محلة باب التبانة، وتسميتها تعود الى عصر المماليك ويحدها من الشمال الجسر العتيق المعروف بالدباغة، ومن الجنوب الجسر الجديد عند جامع البرطاسي ، ولهذا سُميت " بين الجسرين" .
21- محلة عقبة الحمراوي :
وهي معروفة حتى الآن بهذا الاسم ، فوق محلة سوق أسندمر ، وهي درج يُصعَد منها الى محلة ظهر المغر ، والى محلة قبة النصر ، لهذا سميت بالعقبة . ولم تذكر هذه المحلة بهذا الاسم الا في الدفتر العثماني الأول . وقيدت في الدفاتر العثمانية الأخرى بإسم "محلة العويراتية" ثم ورد ذِكر "بوابة عقبة الحمراوي" في سجل المحكمة الشرعية رقم (8) لسنة 1152هـ / 1739م على انها تقع بين محلتي : بين الجسرين وقبة النصر .
22- محلة الطواحين :
وهي المنطقة الممتدة عبر النهر وعلى حافتيه ابتداء من موقع تكية الدراويش المعروفة بالمولوية جنوباً ، حتى الناعورة قرب المسلخ القديم شمالاً ، وتضم المحلة المعروفة الآن بـ " تحت السِّباط " (1) التي تقع في سفح القلعة لجهة النهر .
وكان في المحلة عدة طواحين اعتباراً من العهد البيزنطي حتى عهد قريب من الآن مروراً بالعهد الاسلامي والصليبي والمملوكي والعثماني ولهذا نُسبت المحلة اليها . ان هذه التسمية لم ترد الا في الدفتر العثماني الأول ، اذ قُيّدت في الدفتر الثاني بإسم " حارة اليعقوبية " وهي "محلة تحت السّباط" الآن . وأخذت اسمها من طائفة اليعاقبة التي كانت تسكن المحلة وكان منهم جماعة من المطببيّن الذين يعملون في معهد الطبّ المشهور في عهد الصليبيين(2) . والذي تحوّل في عهد المماليك الى بيمارستان . ثم قُيّدت في الدفتر الثالث بإسم " محلة الناعورة " وهكذا عرفت في الدفتر الرابع . والذي يؤكد ان محلة الطواحين هي محلة اليعقوبية وهي أيضاً محلة الناعورة ، ما ورد في السجل ( 8) من سجلات المحكمة لسنة 1152 هـ / 1739 م في وثيقة تُحصي بوابات طرابلس ، وجاء فيها أن بوابة الطواحين كان عليها محلتا: اليعقوبية والناعورة.
23- محلة ساحة الحمصي :
هي محلة " التربيعة " المعروفة الآن واسمها يعود الى عصر المماليك وهي منسوبة الى الأمير " علم الدين سنجر الحمصي " الذي كان يتولى وظيفة " شاد الدواوين " بطرابلس سنة 742 هـ / 1324 م . وقد بنى في الساحة المذكورة مدرسة لا تزال قائمة الى الآن ، كما بنى بقربها داراً فوق الطريق لا تزال قائمة الى الآن ايضاً .
وفي الدفتر العثماني رقم ( 372) ورد اسم المحلة : " ساحة الحمصي المعروف علم الدين " وفي سجلات المحكمة الشرعية سُميت : " محلة التربيعة " ولا تزال معروفة حتى الآن.
والأكثرية من سكانها مسلمون وفيها قلة من النصارى وفي بعض الأحيان قلّة من اليهود ، وذلك لإتصالها بمحلتي النصارى واليهود من جهتي الغرب والشمال .
24- محلة جسر العتيق :
هي المحلة التي كانت تعرف بالدباغة ، ويحتمل ان جسراً قديماً من عهد الصليبين كان يقوم فوق النهر مكان جسر " اللحامة" الذي تهدم في فيضان النهر أواخر 1955 فنسبت المحلة اليه .
وورد اسم المحلة في الدفتر الثالث : " جسر العتيق المعروف بدبَّاغة " . وفي سجلات المحكمة الشرعية اصبحت تسمى " محلة ساحة عُميرة " و هي الساحة التي كانت تتوسطها بركة الدباغة بالقرب من جامع التوبة. وتفيد الإحصاءات في الدفاتر الأربعة بأنها كانت تشهد كثافة سكانية وخاصة في الدفتر الثالث رقم (372) حيث أُحصي فيها مائتان وأربع عشرة أسرة كلها من المسلمين .
25- محلة النصارى المعروفة بالتبانة :
والمقصود بها محلة النصارى المعروفة الآن حيث شارع الكنائس وما حولها ، وكانت تتصل قديماً بالتبانة التي اخذت تسميتها من بائعي التبن والعلف للدواب ، ولهذا اخذت المحلة إسمين في عصر المماليك وَصدْر العصر العثماني ، ومع أطراد التوسع العمراني والسكاني تمدد موقع محلات التبانة شمالاً الى مسافة بعيدة عن حارة النصارى ، لتصبح محلة قائمة بذاتها منفصلة عن محلة النصارى .
وقد جاء في الدفتر العثماني الأول ان سكانها بلغوا اثنين وتسعين اسرة كلهم نصارى بينما نجد في الدفتر الثاني ان المجموع انخفض الى اربع وستين اسرة ، ولكن كلهم من المسلمين ، مما يعني ان المقصود هو " محلة التبانة " دون حارة النصارى ، وان محلة النصارى اصبحت تعرف بمحلة "خان العديمي " .
26- محلة يهودي :
وهي محلة قديمة من عصر المماليك ، وكانت تعرف حتى منتصف هذا القرن بمحلة " قبور اليهود " وهي تعتبر في عصر المماليك بظاهر مدينة طرابلس ، وموقعها خارج بوابة الدباغة الى الشمال الغربي من خان العسكر (1).
وكانت تمتد حتى معمل الثلج القديم والأطراف الشرقية من محلة الزاهرية . وتجدر الإشارة الى اسماء جديدة حلت محل اسماء المحلات القديمة ، ذكرتها الدفاتر العثمانية التالية مثل : محلة الصباغين، حارة اليعقوبية، محلة العويراتية، قيسارية الافرنج، الناعورة، محلة عبد الرحمن الصوفي، سويقة الخيل، وزقاق القسيس، وقبة النصر .
وفي اول احصاء عثماني لسكان طرابلس سنة 925هـ / 1519 م كان اليهود يشكلون تسعين أسرة في محلتي : محلة اليهود ، ومحلة مسجد القرمشي .
وفي الدفتر العثماني الثاني رقم ( 1017) أُحصي ثماني أُسر في محلة "ساحة الحمصي" ( أي التربيعة) وفي الدفتر الثالث رقم ( 372) ازداد العدد الاجمالي لليهود فبلغوا مائة وخمساً وخمسين أسرة .
ثم أضاف السجل الأول من سجلات المحكمة الشرعية أسماء محلات أخرى بعضها حلّ محلّ أسماء قديمة ، والبعض الآخر لمحلات مستحدثة مثل : محلة حجارين النصارى ، ومحلة حجارين المسلمين ، ومحلة عديمي المسلمين ، ومحلة عديمي النصارى ، ومحلة القواسير، ومحلة الرمّانة ومحلة المزابل (وهي حارة " البرانية"حالياً ).
عرض للجداول التي تبين أسماء المحلات وأعداد الأسر المختلفة الطوائف التي سكنتها في فترة زمنية محددة .
قراءة وتحليل الجداول
دفتر مالية لواء طرابلس رقم 68 سنة 925 هـ / 1519 م (1) :
جدول رقم (1) (2):
اسم المحلة مسلمون نصارى يهود المجموع
1 جامع كبير 65 14 -
2 حارة النيني 74 - -
3 زقاق الأكواز 35 - -
4 سوق الطواقي 69 2 -
5 مسجد القرمشي 34 65 28
6 خان العديمي 34 34 -
7 سوق أسن دمور 14 - -
8 سقاق الطويق 20 - -
9 سوقاق المصري 44 - -
10 مسجد الخشب وسوقاق الخولي 60 5 -
11 حصن صنجيل 32 38 -
12 سوقاق شيخ علي 29 - -
13 عُوينات 30 - -
14 شيخ فضل الله 29 - -
15 حوري 6 11 -
16 باب المدينة 117 2 -
17 حجّارين 23 19 -
18 باب آق طرق - -
19 سوقاق الحمّص والملوخية 58 - -
20 بين الجسرين 88 - -
21 عقبة الحمراوي 29 - -
22 الطواحين 44 - -
23 ساحة الحمصي 71 7 -
24 جسر العتيق 116 - -
25 النصارى المعرفة بتبّانة - 92 -
26 يهودي - - 62
المجموع 1155 298 90 1543
دفتر مالية لواء طرابلس رقم 1017 :
بين سنتي 926-943 هـ / 1520 – 1537 م (1) :
جدول رقم (2) (2) :
اسم المحلة مسلمون نصارى يهود المجموع
1 سويقة النوري 50 11 -
2 حارة النيني المعروف القنواتي 61 - -
3 سوق أسن دمر 15 - -
4 زقاق الطويل 38 1 -
5 مسجد القرمشي مع خان العديمي 60 77 25
6 صبّاغين 28 - -
7 زقاق الأكوز مع زقاق الطواقي 49 - -
8 باب أقطوق 53 - -
9 جسر الجديد المعروف بين الجسرين 143 - -
10 باب المدينة المعروف بباب الحديد 44 - -
11 جسر العتيق 148 - -
12 النصارى المعروف بتبانة 64 - -
13 عُوينات 38 - -
14 الحجّارين 37 57 -
15 مسجد الخشب 55 6 -
16 سويقة الخيل 54 - -
17 الخولي 26 9 -
18 حارة اليعقوبية 49 - -
19 يهودي - - 79
20 شيخ فضل الله 45 1 -
21 حصن صنجيل 33 32 -
22 عويراتية 18 - -
23 ساحة الحمصي 67 6 8
24 زقاق الحمّص 84 - -
المجموع 1249 200 112 1561
دفتر مفصّل لواء طرابلس رقم 372 قبل سنة 962 هـ / 1555 م (1) :
جدول رقم (3) :
اسم المحلة مسلمون نصارى يهود المجموع
1 سويقة النوري 73 15 -
2 قنواتي 86 - -
3 خان العديم المعروف بمسجد القرمشي 85 68 -
4 قيسارة الإفرنج 40 - -
5 باب المدينة المعروف بباب الحديد 17 28 -
6 ساحة الحمصي المعروفة بعلم الدين 121 5 -
7 جسر الجديد 182 - -
8 جسر العتيق المعروف بدبّاغة 214 - -
9 جماعة يعقوبية - 19 -
10 جماعة رومية - 30 -
11 ناعوة 45 - -
12 يهوديانت - - 155
13 حجّارين 40 28 -
14 عبد الرحمن الصوفي 25 6 -
15 مسجد الخشب 35 14 -
16 سويقة الخيل 17 2 -
17 صبّاغين 59 - -
18 أسندمر 17 - -
19 زقاق طويل 34 - -
20 عُوينات 63 - -
21 الأكوز 55 - -
22 عُويراتية 28 - -
23 شيخ فضل الله 40 - -
24 حصن سنجيل 47 46 -
25 زقاق الحمص 77 - -
26 حارة أقطرق 71 - -
المجموع 1481 261 155 1897
دفتر إحصاء لواء طرابلس رقم 513 :
لسنة 979 هـ / 1571 م (1) :
جدول رقم (4) :
اسم المحلة مسلمون نصارى يهود المجموع
1 سويقة النوري 28 33 -
2 قنواتي 50 - -
3 الأكواز 23 - -
4 ناعورة 25 - -
5 باب الحديد 62 44 -
6 باب أقطرق 27 - -
7 سويقة الخيل 49 - -
8 مسجد الخشب 25 30 -
9 عوينات 32 - -
10 حصن سنجيل 30 54 -
11 جسر العتيق 67 25 -
12 جسر الجديد 60 - -
13 زقاق الحمّصي 47 - -
14 شيخ فضل الله 50 - -
15 سندمر 12 - -
16 ساحة الحمصي 48 4 -
17 صبّاغين 26 - -
18 زقاق طويل 20 - -
19 عويراتية 13 - -
20 حجّارين 14 48 -
21 خان العديمي 27 60 -
22 قيسارية إفرنج - 30 -
23 زقاق القسّيس - 14 -
24 قبة النصر - 60 -
25 يهود - - 132
المجموع 735 402 132 1269
قراءة للجدول رقم (1)
الأسر المسلمة تتواجد في 24 محلة من أصل 26 والمحلتان اللتان لم تتواجد فيها هي محلة النصارى المعروفة بتبانة ومحلة يهودي . وبلغ مجموع عدد العائلات ( 1155) عائلة .
بالنسبة للأسر النصرانية فتتواجد في 11 محلة من أصل 26، وبلغ مجموعها 298 عائلة.
أما الأسر اليهودية فنجدها في محلتين من أصل 26 وهما محلة مسجد القرمشي، ومحلة يهودي . وبلغ مجموعها 90 عائلة .
قراءة للجدول رقم (2)
الأسر المسلمة تتواجد بحسب هذا الدفتر في 23 محلة من أصل 24 .
والمحلة الوحيدة التي لم يتواجدوا بها هي محلة يهودي وبلغ مجموع عدد الأسر (1249) أسرة مسلمة .
بالنسبة للأسر النصرانية فتتواجد في 9 محلات من أصل 24 وبلغ مجموع عددها 200 أسرة نصرانية .
أما الأسر اليهودية فتواجدت في 3 محلات من أصل 24 وهي محلة مسجد القرمشي مع خان العديمي، محلة يهودي، ومحلة ساحة الحمصي .
قراءة للجدول رقم (3)
بحسب الدفتر تتواجد الأسر المسلمة في 23 محلة من أصل 26، والمحلات الثلاث التي لم يتواجدوا فيها هي محلة جماعة يعقوبية، جماعة رومية، ومحلة يهوديان . وبلغ مجموع عدد الأسر (1481) أسرة .
أما الأسر النصرانية فتتواجد في 11 محلة من أصل 26 وبلغ مجموع عددهم (261) أسرة .
أما الأسر اليهودية فتواجدت في محلة واحدة هي يهوديان وبلغ عددهم (155) عائلة .
قراءة للجدول رقم (4)
تتواجد الأسر المسلمة كما يذكر الدفتر في 21 محلة من أصل 25، والمحلات التي لم تتواجد فيها الطائفة المسلمة هي قيسارية إفرنج، زقاق القسيّس، قبة النصر، يهود .
وبلغ مجموع أعداد الأسر 735 أسرة .
الأسر النصرانية تواجدت في 11 محلة من أصل 25 . وبلغ مجموع أعدادهم (402) أسرة .
أما الأسر اليهودية فتواجدت في محلة يهود فقط وبلغ عددهم (132) أسرة .
عدد الأسر بمختلف الطوائف بحسب الدفاتر ونسبتها المئوية
جدول رقم (1) :
دفتر مالية رقم 68 سنة 1519 م :
مجموع عدد الأسر النسبة المئوية
الأسر المسلمة 1155 74.85%
الأسر النصرانية 298 19.31%
الأسر اليهودية 90 5.83%
مجموع 1543 100%
جدول رقم (2) :
دفتر مالية رقم 1017 بين سنة 1520 – 1537 م :
مجموع عدد الأسر النسبة المئوية
الأسر المسلمة 1249 80.01%
الأسر النصرانية 200 12.81%
الأسر اليهودية 112 7.17%
مجموع 1561 100%
جدول رقم (3) :
دفتر مفصّل رقم 372 قبل سنة 1555 م :
مجموع عدد الأسر النسبة المئوية
الأسر المسلمة 1481 78.07%
الأسر النصرانية 261 13.75%
الأسر اليهودية 155 8.17%
مجموع 1897 100%
جدول رقم (4) :
دفتر مالية رقم 513 سنة 1571 م :
مجموع عدد الأسر النسبة المئوية
الأسر المسلمة 735 57.91%
الأسر النصرانية 402 31.67%
الأسر اليهودية 132 10.40%
مجموع 1269 100%
أسماء المحلات الأكثر تواجداً بالأسر المسلمة
جدول رقم (1) :
دفتر مالية رقم 68 سنة 1519 م :
اسم المحلة الأسر المسلمة النسبة المئوية
باب المدينة 117 10.12%
جسر العتيق 116 10.04%
سوق الحمّص والملوخية 88 7.61%
المجموع 321 27.77%
جدول رقم (2) :
دفتر مالية رقم 1017 بين سنة 1520 – 1537 م :
اسم المحلة الأسر المسلمة النسبة المئوية
جسر العتيق 148 11.84%
جسر الحديد المعروف بين الجسرين 143 11.44%
زقاق الحمص 84 6.72%
المجموع 375 30%
جدول رقم (3) :
دفتر مفصّل رقم 372 قبل سنة 1555 م :
اسم المحلة الأسر المسلمة النسبة المئوية
جسر العتيق المعروف بدباغة 214 14.44%
جسر الجديد 182 12.28%
ساحة الحمصي المعروفة بعلم الدين 121 8.17%
المجموع 517 34.89%
جدول رقم (4) :
دفتر مالية رقم 513 سنة 1517 م :
اسم المحلة الأسر المسلمة النسبة المئوية
جسر العتيق 67 9.11%
شيخ فضل الله
قنواتي 50
50 6.80%
6.80%
سويقة الخيل 49 6.66%
المجموع 216 29.37%
أسماء المحلات الأكثر تواجداً بالأسر النصرانية
جدول رقم (1) :
دفتر مالية رقم 68 سنة 1519 م :
اسم المحلة الأسر النصرانية النسبة المئوية
النصارى المعروفة بتبّانة 92 3.87%
مسجد القرمشي 65 21.81%
خان العديمي 43 14.42%
مجموع 200 40.4%
جدول رقم (2) :
دفتر مالية رقم 1017 بين سنة 1520 – 1537 م :
اسم المحلة الأسر النصرانية النسبة المئوية
مسجد القرمشي مع خان العديمي 77 38.5%
الحجارين 57 28.5%
حصن صنجيل 32 16%
مجموع 166 83%
جدول رقم (3) :
دفتر مفصّل رقم 372 قبل سنة 1555 م :
اسم المحلة الأسر النصرانية النسبة المئوية
خان العديم المعروف بمسجد القرمشي 68 26.05%
حصن سنجيل 46 17.62%
جماعة رومية 30 11.49%
مجموع 144 55.16%
جدول رقم (4) :
دفتر مالية رقم 513 سنة 1871 م :
اسم المحلة الأسر النصرانية النسبة المئوية
خان العديمي 60 14.92%
قبة النصر 60 14.92%
حصن سنجيل 54 13.43%
حجارين 48 11.94%
مجموع 222 55.21%
أسماء المحلات الأكثر تواجداً بالأسر اليهودية
جدول رقم (1) :
دفتر مالية رقم 68 سنة 1519 م :
اسم المحلة الأسر اليهودية النسبة المئوية
يهودي 62 68.88%
مسجد القرمشي 28 31.11%
مجموع 90 100%
جدول رقم (2) :
دفتر مالية رقم 1017 بين سنة 1520 – 1537 م :
اسم المحلة الأسر اليهودية النسبة المئوية
يهودي 79 70.53%
مسجد القرمشي مع خان العديمي 25 22.32%
ساحة الحمصي 8 7.14%
مجموع 112 100%
جدول رقم (3) :
دفتر مفصّل رقم 372 قبل سنة 1555 م :
اسم المحلة الأسر اليهودية النسبة المئوية
يهوديان 155 100%
جدول رقم (4) :
دفتر مالية رقم 513 سنة 1571 م :
اسم المحلة الأسر اليهودية النسبة المئوية
يهود 132 100%
قراءة لمجموع عدد الأسر :
بداية نجد من خلال قراءتنا للجداول بعدد الأسر لمختلف الطوائف يتبين أن الطائفة الإسلامية العدد الأكبر في كل الدفاتر المالية ولو اختلفت النسب، ففي سنة 1519 بلغت نسبتهم 74.85% وبين سنة 1520-1537 / 80.01% لتصبح قبل سنة 1555 م 78.07% وتتراجع لتصبح 57.91% في سنة 1571 .
أما الطائفة النصرانية فاحتلت المرتبة الثانية بـ 19.31% سنة 1519 و 12.81% بين سنة 1520-1537 و 13.75% قبل سنة 1555 لترتفع النسبة إلى 31.67% سنة 1571.
أخيراً الطائفة اليهودية اقتصرت نسبتها على 5.83% سنة 1519 و 7.17% بين سنة 1520-1537 و 8.17% قبل سنة 1555 لترتفع سنة 1571 وتصبح 10.40% .
نلاحظ أن الأسر المسلمة سنة 1519 تسكن في غالبية المحلات التالية : باب المدينة، جسر العتيق، وسوق الحمّص والملوخية، وتشكل 27.77% من أصل 74.85%.
أما بين سنة 1520 – 1537 سكنوا في غالبية المحلات التالية جسر العتيق، جسر الحديد المعروف بين الجسرين بنسبة 30% من أصل 80.01% .
وقبل سنة 1555 كانت محلة جسر العتيق المعروف بدباغة، وجسر الجديد وساحة الحمصي المعروفة بعلم الدين المحلات الأكثر سكناً بنسبة 34.89% من أصل 78.07%.
وفي سنة 1571 الأسر المسلمة تسكن في غالبية المحلات التالية جسر العتيق، شيخ فضل الله قنواتي، سويقة الخيل بنسبة 29.37% من أصل 57.91%.
ويتبين لنا أن الأسر النصرانية سنة 1519 تسكن في غالبية المحلات التالية: النصارى المعروفة بتبانة، مسجد القرمشي، خان العديمي بنسبة 40.4% من المجموع العام للأسر .
وفي سنة 1520-1537 سكنت غالبية الأسر في محلة مسجد القرمشي مع خان العديمي، محلة الحجارين، حصن صنجيل وشكلت نسبتهم 83% .
وقبل سنة 1555 نجدهم في غالبية المحلات التالية : خان العديم المعروف بمسجد القرمشي، حصن سنجيل، جماعة رومية بنسبة 55.16% .
وفي سنة 1571 كانت محلة خان العديمي، قبة النصر، حصن سنجيل ومحلة حجارين الأكثر سكناً بنسبة 55.21% من المجموع العام .
ويتبين لنا أن الأسر اليهودية سنة 1519 تشكل نسبة 5.83% واقتصر سكنهم في محلتان هي : يهودي، مسجد القرمشي .
وبين سنة 1520-1537 شكلت نسبة 7.17% وتواجدت في 3 محلات هي : يهودي، مسجد القرمشي مع خان العديمي، ساحة الحمصي .
وقبل سنة 1555 برزوا في محلة واحدة هي يهوديان بنسبة 8.17% . كذلك في سنة 1571 برزوا في محلة واحدة هي يهود بنسبة 10.40% .
إن التبيان الذي حصل في سنة 1519، وبين سنة 1520-1537 وقبل سنة 1555 وفي سنة 1571 في أعداد الأسر كان طفيفاً، ولم يزل المشهد العام ألا وهو أن العائلات المسلمة تشكل النسبة الأعلى تليها العائلات النصرانية، وتصل نسبتها بالنسبة إلى مجموع السكان ما يقرب من الربع .
أما العائلات اليهودية يتبين لنا أنهم بضع مئات وقد سكنوا محلة اليهود أغلب الفترات.
ومدينة طرابلس تقوم عند مجرى نهر "أبي علي" وينتشر عمرانها بشكل أساسي عند ضفته الشمالية، وعمران المدينة كان ينتشر حول قلعة "صان جيل" المطلة على النهر .
فنجد غالبية المحلات التي تسكنها العائلات من مختلف الطوائف تتمحور حول مجرى النهر وفي قلب المدينة التي تستقطب حركة إقتصادي وسياسية واجتماعية.
ولا يغفل عنا أن الجداول تبين أن النصارى قد إندمجوا في مدينة طرابلس واختلطوا بالسكان وعاشوا بعيداً عن الإنعزال السكني في أحياء خاصة وهذا الأمر يسقط بعض التحليلات التي كانت تتحدث عن أن المدينة الإسلامية مدينة مغلقة وغير مفتوحة للسكن لغير المسلمين.
إن الجداول وكذلك مختلف الوثائق تبين أن هناك تراجع كبير بنسبة المسلمين بين عام 1520م حيث كان المسلمين يشكلون نسبة 80 بالمئة من السكان وعام 1571 حيث أصبح المسلمين يشكلون نسبة 57.91 بالمئة من السكان.
إن هذه المعطيات تشكل مفاجأة بالنسبة لنا وتدفع إلى التوقف عندها للتحليل، وقد حاولنا أن نجد تفسيراً لهذا التراجع الكبير بعدد المسليمن الذي قابله تضاعف بنسبة الأسر النصرانية التي كانت تشكل حوالي 200 أسرة وأصبحت 402 أسرة.
وقد عالج هذا الأمر، الباحث "رالف هاتوكس Ralph Hatox" في بحثه بعنوان طرابلس في القرن الثامن عشر، ونشره باللغة الإنكليزية في مجلة الكلية الصادرة عن الجامعة الأميركية في بيروت، وقد اشار إليه الأستاذ مارون عيسى الخوري في مؤتمر طرابلس... عيش واحد الذي عقد في فندق "الكواليتي إن" بطرابلس بتاريخ 27/28 آذار 2009، حيث قال إن طرابلس قد عانت من هبوط درامي إذ خسرت من مجموع سكانها ما نسبة 37%. ففي حين هبط عدد المسلمين هبوطاً حاداً تدنى كذلك عدد اليهود حوالي 18%. بينما تابع عدد المسيحيين إرتفاعه. وليس ثمة تفسير مرضٍ لمثل هذه الظاهرة، أحصل ذلك، بسبب أرجال الجراد التي رمت المحاصيل، أم بسبب النقص في الغذاء وغلاء الأسعار اللذين ضربا المدينة سنة 1525؟ فضلاً عما كان لرغبة العثمانيين عن الأمراء المحليين الأثر الكبير في إطلاق يدهم في المنطقة. إذ شرعوا يتعاملون مع الزعماء والشعب تعاملاً مزاجياً، مما أسهم إلى حد كبير في خلق تقلقل سياسي ساد المنطقة كلها قبيل سنة 1541. ربما كان هذا مجتمعاً هو ما أكره كثيراً من المسلمين على الهرب من جديد والإحتماء بالعوائل المقيمة في المنطقة الخلفية التي تسيطر عليها سيطرة تامة، فغادروا المدينة تباعاً، وهو أمر كانوا قادرين عليه أمام كوارث كهذه.
إن إختفاء قسم كبير قضية تنتظر المزيد من البحث. وكانت نتيجة ما حصل تغيراً ديموغرافياً لمصلحة المسيحيين إستمر خمسين سنة (1525-1575) ولكنه بعد عام 1525م أخذت عصائب من المسلمين تفد إلى المدينة لسكناها. ومع الأيام شالت كفة المسلمين في الميزان الديموغرافي، فعاشوا معاً على الألفة والوئام يتقاسمون السراء والضراء .
ويفيدنا الدكتور فاروق حبلص برأيه فيما يتعلق بتناقص عدد المسلمين في بداية القرن السادس عشر مرحلة الحكم العثماني، أن الأمر يعود إلى اخذهم إلى الجندية للمشاركة في حصار فيينا في ذلك التاريخ. أما بالنسبة لليهود فالدفاتر العثمانية المهمة توضح تماماً الأمر وتقول أنه حتى سنة 1546 يوجد حوالي ألف عائلة يهودية نزحت من بلاد الشام إلى صفد تهرباً من دفع الجزية لأنها لم تسجل أسماءها هناك.
أما الأستاذ عبد اللطيف كريم فقد اعتبر أنه بالإضافة إلى أخذهم إلى الجندية كما ذكر الدكتور فاروق حبلص، هناك الكوارث التي كانت تحلّ في المدن وبالتالي كانت تضرب السكان في معظم الأحيان ضربات مخيفة، ففي عام 1811 ضرب زلزال الطاعون طرابلس بحيث أن عدد سكان طرابلس الـ 14200 نسمة تدنى إلى 2500 فقط.
وكان عدد الأموات يناهز ويزيد في اليوم الواحد على 300 قتيل بحيث أن المسؤولين عن الدفن عاجزين عن تنظيم مراسيم الدفن للأموات. فكانوا يجمعونهم ويضعونهم في مقابر جماعية، وكان الطاعون يضرب بمعدل كل عشر سنوات مرة وكان أمراً خطيراً، يضاف إليه الجراد الذي كان من النكبات الهائلة والزلازل، ومنها الزلزال الذي ضرب طرابلس سنة 1857 ضرباً رهيباً دمر بعض عواميد قلعة بعلبك ودمر المنارة "مئذنة الجامع الأموي" ودمر الجرس في دير صدنايا، كل ذلك أثر على تركيبة السكان في أوقات مختلفة.
ويتوضح لنا من ذلك كله أن هذا الموضوع مدار نقاش لم يبت بأسبابه الحقيقة بعد، ونرى أن حجة الحرب والتجنيد للمشاركة في حصار فيينا سبب مقبول منطقياً إلا أننا لا نجزم به، كما أننا لا نجزم بالبقية لسبب بسيط وهو أن الكوارث الطبيعية لا تصيب فئة من السكان دون أخرى. ستظل السجلات تقدم لنا ألغازاً وهي وحدها من سيهدينا الحقيقة.