كاظم بن خير الدين بن رشيد الميقاتي
يعود نسبه إلى دفين المقبرة التي في الجامع الكبير بطرابلس، وهو الشيخ محمد الميقاتي الذي كان قد أحضره من مصر السلطان قلاوون إلى طرابلس. عندما بنى الجامع المنصوري فيها عام 693 هـ/1293 م. وقد عهد إليه بعدة وظائف دينية، وبالأخص علم التوقيت، وذلك لعلمه وشهرته.
ولد الشيخ كاظم عام 1302 هـ/1884 م. تلقى علومه الأولى بالمدرسة الرشدية بطرابلس، ثم التحق بالمهعد الطبي بالشام؛ لكنه بعد سنة عاد إلى بلده حيث درس الفقه والعلوم الشرعية على الشيخ العلامة حسين الجسر، والحديث على والده خير الدين ومحمود نشابة؛ وكان يجيد التركية ويلم بالفرنسية. درّس بالمدرسة السلطانية ثم أصبح مديراً لها. كما تولى مفتشية المعارف في المنطقة الممتدة بين طرطوس وصافيتا والبترون.
وتولى وظيفة الإمامة والخطابة والتدريس في جامع ارغون شاه، ووظيفة حفظ الأثر النبوي الشريف في الجامع المنصوري الكبير. في عام 1375 هـ/1955 م انتخب مفتياً لطرابلس، وكان ينافسه على هذا المنصب الشيخ عمر بن عبد الغني الرافعي. وبقي الشيخ كاظم في منصب الإفتاء حتى وفاته عام 1378 هـ/1958 م. له مواقف مشهودة في الدفاع عن الطائفة وحقوقها، كما عارض تهديم بعض مساجد طرابلس ومدارسها القديمة خلال شق الطرقات. كما قام ببناء صالة كبيرة في الجهة الشمالية من الجامع المنصوري الكبير تعرف ببهو الجامع، كي تكون مركزاً للإحتفالات الدينية، وتقبّل التهاني بالمناسبات والأعياد، وقاعة للمحاضرات والندوات. ووضع حجر الأساس لجامع الصدّيق الذي بني على مدخل طرابلس الجنوبي. وقد اشتهر الشيخ كاظم بحدبه وعطفه على الفقراء وبإجابته للمحتاجين والملهوفين[1].
والشيخ كاظم هو الذي عيّن الشيخ رامز الملك أميناً للفتوى منذ عام 1375 هـ/1955 م وقد ظل الشيخ رامز في مركزه خمساً وعشرين سنة. ثم بعد وفاة مفتي طرابلس الشيخ نديم الجسر عام 1400 هـ/1980 م أصبح الشيخ رامز مفتياً بالوكالة.
والشيخ كاظم اصدر جريدة أسبوعية بالاشتراك مع الشيخ نديم الجسر. كانا يعالجان فيها قضايا العصر.
[1] - را: الميقاتي، الأثر الحميد، ص 8؛ تدمري، آثار طرابلس، ص 163- 164؛ تدمري، تاريخ وآثار، ص 126 و ص 228؛ تدمري، موسوعة علماء 3: 3/ 457- 460.