النظام المدرسي العثماني في القرن الثامن عشر
الأطر والثقافة والمحددات
نموذج بحثي من خلال سجلات محكمة طرابلس الشرعية
الدكتور عبد الغني عماد
استاذ في الجامعة اللبنانية
بحث قدم في المؤتمر الدولي حول نظام التعليم في شرقي المتوسط بين العصرين المملوكي والعثماني بتنظيم من الجامعة اللبنانية – كلية الآداب الفرع الثالث والمعهد الألماني للأبحاث الشرقية في طرابلس – مبنى الجامعة اللبنانية – قاعة عباس علم الدين بين 13 و 15 تشرين الثاني 2008.
النظام المدرسي العثماني في القرن الثامن عشر
الأطر والثقافة والمحددات
نموذج بحثي من خلال سجلات محكمة طرابلس الشرعية
لقد كان هناك ترابط مهم بين النظام المدرسي العثماني وبين الأجهزة الدينية والتعليمية والقضائية. وكانت التراتبية داخل النظام المدرسي تنعكس على الأجهزة الدينية بحيث يحصل المتخرجون على درجات تبعاً للمراحل التي قطعوها في الدراسة. ويمكن القول إن جسم المؤسسة الدينية الرئيس يتكون من ثلاث فئات: القضاة والمفتين والمدرسين.
وقد كان الإعداد لهذه المناصب يجري وفقاً لتقليد عريق. فالمرشحون لها كانوا يتلقون العلم في المدارس الدينية الكثيرة، وقد بلغ عدد الطلبة في عهد مراد الثاني ( 1421م ) تسعين ألفاً منتشرين في أرجاء الإمبراطورية على ما جاء في إحصاء رسمي . كان الطلاب في المدارس السلطانية الكبرى يدرسون عشرة علوم هي: القواعد والنحو والمنطق وعلوم الدين وفقه اللغة وعلم البيان والمعاني والإنشاء والهندسة والفلك. وكل من أتقن هذه المواد العشر يتلقى لقب "دانشمند" أي الحاصل على المعرفة، ويحق له أن يعلم الطلبة. ويمكن للدانشمند ان يطالب برئاسة مدرسة من المدارس الصغيرة العامة . إلا أن هذا النمط من التعليم أصبح أكثر تنظيماً في عهد السلطان سليمان القانوني ( 1520- 1566م ) فقد بنى مدارس السليمانية حول مسجده، وجعل التعليم فيها يمر عبر درجات تعليمية، وقد اختلف في تقدير عدد هذه الدرجات، وهي تتراوح بين (7و12) درجة كما يلي: ابتدائي خارجي – حركتي خارجي – ابتدائي الطميشلي – حركتي داخل – الموصلة للصحن – صحت الثمان – ابتدائي الطميشلي – حركة الطميشلي – الموصلة للسليمانية – خوامس السليمانية – دار الحديث .
وقد كان على طالب العلم في المدارس السليمانية أن ينال في كل مرحلة إجازة تشهد بأنه غدا عارفا بما درسه على أيدي معلميه، وتسمح له بالانتقال إلى الدرجة التي تليها. وعندما ينتقل إلى الدرجة السادسة (صحن الثمان)، فإنه لا يعود "صوفتا" كما كان يطلق على المبتدئين، وتعني المحترف للعلم، وإنما دانشمند، ويسمح له بمتابعة دراسته في المدارس العليا، وأن يجعل في الوقت نفسه مساعداً في الدرجات الأدنى، أي أن يستمع إلى ما درسه التلاميذ ويعيد عليهم بعضه. وإذا ما رأى بعد ذلك أي أمل له في الوصول إلى أعلى المناصب القضائية، فإن عليه أن يتابع دراسته عبر المراحل الست المتبقية، وأن ينال منها أكبر عدد من الإجازات. وعندها يصبح "مدرساً" في المرحلة الدنيا ثم يرتقي تدريجياً نحو العليا، ولا يصبح مرشحاً لمنصب "الملا" أو القاضي الكبير إلا بعد الوصول إلى الدرجة التاسعة من التدريس على الأقل.
في الواقع كانت قلة من الدارسين هي التي تتابع كل تلك المراحل التعليمية، ولا سيّما أنهم كانوا يعرفون أن العلم لا يكفي وحده للوصول إلى المناصب العليا، لذلك كان كثيراً منهم يلتحق بعد المرور بالمراحل الدنيا من التعليم، بمدارس مسجد السلطان بيازيد وهي مختصة بدراسة الفقه. وكان يحق للمتخرجين من هذه المدارس أن يصبحوا مرشحين لوظائف نواب القضاة، والقضاة العاديين والمفتين في الأقاليم. وهذه المناصب كانت مفتوحة كذلك للمجازين من المدارس الأخرى الخارجة عن ذلك التنظيم المركزي في العاصمة. في كل الحالات فإن هذه الآلية التربوية لم تكن مطبقة بشكلها الصارم المذكور في كل الولايات، وحتى في العاصمة، فإن التطورات التي مرت بها السلطة تركت آثارها على المؤسسة الدينية والمدرسية كما هي الحال في المؤسسة العسكرية.
إن دراسة وتحليل تراجم العديد من القضاة والمدرسين والعلماء الواردة في خلاصة الأثر عند "المحبي" أو في سلك الدرر عند "المرادي" تبين أن الالتحاق بالنظام المدرسي العثماني كان يقوم على المفهوم التقليدي السائد قديماً والقائم على نظام "الخدمة والملازمة" وهو نظام كان يفرض نوعاً من الترابط بين المريد والشيخ أو بين الفقيه وطلابه، إلا أن التعمق في تحليل هذا النظام يجعلنا نستكشف مستتبعات لا بد منها إذا ما كان الطلاب يرغبون في الحصول على مناصب أو وظائف دينية هامة. فقد كشفت دراسة هامة أجرتها ثريا الفاروقي على عينة من مئة عالم من المنخرطين في النظام المدرسي العثماني في القرن الثامن عشر عن أثر كبير لصلات القربى (47 بالمئة) ورعاية أصحاب النفوذ (43 بالمئة) لمن تولى منهم مناصب قضائية أو إفتائية هامة في ولايات السلطنة . وتلتقي هذه النتائج مع ما ذهب إليه كل من "جب وبوون" من أن أهم عوامل الترقي والتقدم في الهرمية العلمية، الرعاية والانتماء إلى ذوي النفوذ الكبير.
وحسب إشارات "المحبي" و "المرادي" العائدة للقرنين السابع عشر والثامن عشر فقد حصل بعض أبناء المدن العربية على مناصب دينية هامة من خلال التحاقهم بذلك النظام فيشير المحبي الى عبد الوهاب الفرفوري الدمشقي الحنفي فيقول :"لزم المفتي العمادي.. ثم لازم ودرس على قاعدة الروم.. ونال رتبة الداخل المتعارفة الآن في بلادنا" كذلك محب الدين بن محمد الذي "سافر الى الروم ولازم شيخ الإسلام زكريا وهو قاضي الحج وقاضي العسكر، ودرّس بالدرويشية برتبة الداخل المعروفة الآن، ثم أعطي رتبة قضاء القدس" إلا أن النجاح لم يكن نصيب جميع أولئك الذين أرادوا الانخراط في هذا النظام، فعبد الرحمن المغربي الحنفي الطرابلسي حصل على رتبة الداخل ورتبة أيكنجي خارج لكنه لم ينل أمنيته بعد أن سافر إلى اسلامبول سبع عشر مرة . من الواضح حسب إشارات "المحبي" وخاصة في ترجمته لإبراهيم بن عبد الرحمن العمادي، حين يذكر انه درس بالمدرسة النورية الكبرى "برتبة الداخل المتعارف بين أهالي الديار الشامية تبعاً لبلاد الروم" ، هذه الإشارات وغيرها الكثير تبين أن التراتبية العلمية التي يشتمل عليها النظام المدرسي العثماني أصبحت معروفة في بلاد الشام، ولكنه مع ذلك ليس هناك ما يشير إلى انتشار هذا النظام بشكل واسع في القرن السابع عشر. فقد بقيت الطرق التقليدية في اكتساب العلم فاعلة، بالإضافة إلى أن علماء الشافعية والحنابلة والمالكية لم يعيروا النظام المدرسي العثماني اهتماماً كافياً. في كل الأحوال شهد هذا القرن بداية نشاط للعلماء الأحناف باتجاه تحصيل النفوذ بفضل الصلات التي عقدوها مع الموالي الروم النافذين من أصحاب المناصب عن طريق نظام الملازمة والخدمة الذي سبقت الإشارة إليه.
- القاهرة وإستانبول والتجاذب بين مراكز العلم:
وبهدف دراسة التحولات الطارئة في القرن الثامن عشر وقوة الجذب والاستقطاب لمراكز العلم في ذلك الحين قمنا بدراسة عينة من مائتي شخصية من العلماء الذين ترجم لهم المرادي تبين لنا من خلالها أن 33 بالمئة من العينة سافروا إلى اسلامبول أما لطلب العلم أو الملازمة والخدمة، في حين بلغت نسبة الذين سافروا إلى مصر بهدف "المجاورة" في الأزهر بلغت 24.5 بالمئة، وفيما يختص أبناء المدن المجاورة لدمشق فإن 17.5 بالمئة قد حطوا رحالهم فيها لتلقي العلوم في مدارسها أو في الجامع الأموي، أي أن 75 بالمئة من العينة رحلوا في طلب العلم إما إلى استانبول أو القاهرة أو دمشق، في حين لم يغادر الباقون مدنهم التي اكتسبوا فيها معارفهم وعلومهم. من الواضح أن القرن الثامن عشر شهد استقطاباً ثنائياً للدارسين بين عاصمة السلطنة والقاهرة حيث الأزهر الشريف، ولم تكن دمشق سوى محطة على الطريق بينهما بالنسبة لأبناء مدن بلاد الشام الأخرى.
ما يعزز هذه القراءة عينة أخرى شملت (15) من كبار علماء طرابلس ترجم لهم عبد الله نوفل تبين فيها أن
7 منهم توجهوا إلى القاهرة للمجاورة في الأزهر.
5 منهم توجهوا إلى اسلامبول.
3 منهم توجهوا إلى دمشق كمحطة مؤقتة للانتقال فيما بعد .
لا شك أن هذه المعطيات تبين أن مدارس استانبول وحلقات الأزهر الشريف في مصر كانا محط أنظار متلقي العلم، فقد كان التخرج منها يعتبر مرحلة متميزة في الحياة العلمية. وقد شكلت دمشق بمدارسها وبحلقات الجامع الأموي فيها، محطة هامة بين عاصمتين، شكلتا مركزي استقطاب وجذب فعليين لرجال العلم في بلاد الشام. لكنها من جهة أخرى تبين أن النظام المدرسي العثماني لم ينفذ نفاذاً كاملاً إلى بلاد الشام، وهو تعرض إلى منافسة قوية من قبل الأزهر، والمرادي يلمح إلى هذه المنافسة بطريقة مباشرة حين يشير في ترجمة إلى حد العلماء: ".. وكتب بخط يده كتباً كثيرة، وكلها مملوءة بالحواشي وتقريرات مشايخه على طريقة المصريين.." . لقد بقيت الطرق التقليدية في اكتساب العلم الشرعي فاعلة وحية في بلاد الشام بالرغم من توجه العديد من العلماء إلى استانبول بهدف الحصول على المناصب العليا والوظائف الهامة، ولم يكن هذا ممكناً إلا بالانخراط في نظام الخدمة والملازمة والحصول على الرتب العلمية. لقد كان اغلب كبار العلماء الذين تولوا مناصب هامة، كالإفتاء ونيابة القضاء أو القضاء في المدن الصغيرة بل وحتى التدريس في كبريات مدارس الشام، من الذين سافروا إلى استانبول أو نجحوا في عقد صلات مع نافذين فيها.
ويذكر المرادي في معرض ترجمته لبعض العلماء تفاصيل هامة تعكس الكيفية التي كانت تنتظم فيها عملية الارتحال للحصول على الرتب العلمية فعبد الرحمن منير: "... ذهب إلى اسلامبول لأجل المعيشة فمكث فيها خمس سنوات ونصف ولم يحصل على طائل ثم ذهب ثانياً وثالثاً.. فلم ينل قدر الكفاف، فاشتغل بنسخ الكتب" ، أما سليمان المحاسني الخطيب بالجامع الأموي فقد :"... ارتحل إلى دار الخلافة في الروم وصرف مبلغاً من الدراهم وباع كتباً جليلة ولم يحصل على شيء من سفرته.." ، في حين ذهب الشيخ عمر بن عبد الحي الطرابلسي إلى الديار الرومية: ".. فأدرك الأمنية وسلك طريق الموالي بها.. وتقلد قضاء بلدته طرابلس" . هذه الأمثلة تبين مسألتين: الأولى تتعلق بمصاريف السفر والهدايا التي عليه تقديمها لينال مراده وهي باهظة، والثانية أن لا شيء مضمون، فقد يعود القاصد صفر اليدين، كما حصل مع الشيخ عبد الرحمن المغربي الطرابلسي الحنفي الذي ذهب إلى استانبول سبع عشرة مرة ليحصل على رتبة الداخل، في حين ان شقيقه توفي هناك، ولم ينل أمنيته في أي منصب على حد تعبير المرادي . خلاصة الأمر أن 33 بالمئة من العينة الذين قصدوا استانبول تمكن فقط 16 بالمئة منهم من الحصول على رتب علمية وبالتالي وظائف ومناصب هامة. أي أن نصف الذين كانوا يقصدون العاصمة كانوا يتمكنون من النجاح. ولم يكن محض صدفة أن أغلب هؤلاء ينتمون إلى عائلات ميسورة ومن أبناء العلماء، وكان لعلاقاتهم المسبقة مع الجهات النافذة الأثر الأساسي في نجاحهم.
وفي محاولة لاستكشاف أثر التبني الرسمي العثماني للمذهب الحنفي وأثر البعد المدرسي الفقهي في عملية الارتحال من أجل "العلم" ومن أجل "الرتبة" و "الوظيفة"، قمنا بفرز العينة المدروسة من تراجم المرادي (200 عالم) وتبين أنها موزعة على الشكل التالي:
العدد المذهب النسبة %
100 أحناف 50
85 شافعية 42.5
10 حنابلة 5
3 مالكية 1.5
2 غير محدد 1
200 مجموع 100%
إن هذه المعطيات تلحظ بشكل واضح تقدم الأحناف من حيث العدد في القرن الثامن عشر. ولمعرفة الأثر العثماني بشكل دقيق قمنا بفرز مقارن وبشكل مزدوج، فرصدنا عدد العلماء الذين رحلوا إلى كل من استانبول والقاهرة من الأحناف والشافعية كونهما المذهبين الأكثر انتشاراً في ذلك الحين في بلاد الشام، فخرجنا بالمعطيات التالية:
المذهب استانبول النسبة القاهرة النسبة
أحناف 41 62.12 25 51.03
شافعية 21 31.82 20 40.8
حنابلة 2 3.03 1 2.05
مالكية - - - -
غير محدد 2 3.03 3 6.12
مجموع 66 100 49 100
يبدو جلياً أن القسم الأكبر من الأحناف استقطبتهم استانبول، ولا غرابة في ذلك، فهي مركز القرار وعاصمة السلطنة. إلا أن التبادل المدرسي والثقافي بين الأحناف والقاهرة حافظ على نسبة جيدة مع أنها كانت تعتبر عاصمة للشوافع. الملفت للانتباه في الجدول هو استقطاب متواز للشوافع بين القاهرة واستانبول. وهذا تطور بالغ الأهمية. فمصر ولفترات طويلة، بقيت مرجعاً أساسياً للعلماء والشوافع، بالقدر الذي كان المغرب العربي يحتوي على تجمع كبير من أتباع المذهب المالكي.
إن ملاحظة واضحة تفرض نفسها وهي أن تبادلاً مؤثراً وقوياً قام بين العاصمة ومختلف المذاهب الفقهية. إن إغراء السلطة والمنصب والنفوذ من جهة، وإغراء الرتب والألقاب العلمية من جهة ثانية، قد ساهم بشكل كبير في غياب روح التحسس المذهبي أو الفقهي، وأثبت النظام المدرسي العثماني مقدرته على استيعاب إتباع المذاهب السنية الأخرى، بالرغم من تقدم المذهب الرسمي الحنفي على بقية المذاهب، وقد أصبح الأمر مسلماً به في القرن الثامن عشر.
وفي هذا المجال إشارات عديدة في ثنايا تراجم المرادي منها إشارته إلى : "... الدمشقي الشافعي الخلوتي الذي صارت له رتبة موصلة الصحن المتعارفة بين الموالي وأعطي تولية المدرسة الحجازية مع التدريس ثم إمامة الجامع الأموي..." ، ولم يكن غريباً أن يدرس طلبة العلم على يد علماء من مختلف المذاهب، فأحمد الغزي مفتي الشافعية تتلمذ على يد إسماعيل الحائك المفتي الحنفي بدمشق ، وأحمد المنيني الشافعي تتلمذ على يد فقيه حنبلي ، أما أبو المواهب الحنبلي فقد تتلمذ على يد تشكيلة من علماء عصره الأحناف والشافعية، وجلس مكان والده للتدريس في محراب الشافعية بالمسجد الأموي وهو مفتي الحنابلة وأكثر من ذلك فإننا نجد من العلماء من ينسب نفسه لأكثر من مذهب فقهي بنفس الوقت، مثل حسن بن علي الشهير بالحنبلي الشافعي ، أما أحمد الدمنهوري فكان يوقع اسمه بالشافعي الحنفي المالكي الحنبلي أما عبد الله الخليلي فكان شخصية مميزة في طرابلس تتقلد منصب لم يعرف لأحد من قبله وهو "مفتي أهل المذهبين الشافعي والحنفي في طرابلس الشام" .
إن المعطيات السابقة تزيل بعض الغرابة حين نجد أن العاصمة استانبول استقطبت علماء من مختلف المذاهب الفقهية، فهؤلاء كانوا يتتلمذون في مدنهم عند كبار العلماء، قبل أن يرحلوا إلى العاصمة في طلب العلم والرتب العلمية. ولم يخل الأمر أن البعض قد بدّل مذهبه تحت ضغط الأغراء للترقي وللحصول على منصب، وقد وقعنا على بعض الحالات النادرة في هذا المجال التي أشارت إليها كتب التراجم . مع ذلك تجدر الإشارة إلى أن منصب مفتي الشافعية في بعض مدن بلاد الشام وكذلك بعض مناصب التدريس والإمامة في المدارس والجوامع الكبرى كالقدس ودمشق وحلب، ظهر تنافس حولها من خلال تخريج وإعداد وتعيين المؤهلين لهذا المنصب بين العاصمتين، استانبول والقاهرة، وكان لهذا الأمر آلية معقدة، إذا يحتاج المرشح للمنصب إلى دراسة ورتب علمية من الأزهر، لكنها وحدها لا تكفي ليعين في مناصب من هذا النوع، لذا كان عليه أن يتوجه إلى عاصمة السلطنة ويتمم مستلزمات تعينه .
وبالرغم مما تقدم، فإن نسبة الذين رحلوا إلى استانبول من أجل الدراسة أو الرتب العلمية أو الحصول على مناصب والبالغة 33 بالمئة من العينة التي أخذناها من تراجم المرادي، تدل على أن النظام المدرسي العثماني لم يهيمن على الحياة التعليمية الدينية بشكل شامل، ومما يقوي هذا الاستنتاج، إن نصف الذين رحلوا إلى استانبول فقط، نجحوا في الحصول على رتب ومناصب دينية، وبالرغم من انفتاح هذا النظام واتساعه لأبناء المذاهب السنية الأخرى إلا أن الوصول إليه والانخراط فيه كان يحتاج إلى مصاريف باهظة. لذلك بقيت الطرق التقليدية في اكتساب العلم، والتي درج عليها علماء بلاد الشام صلبة، وكانت الأمور تسير باتجاه تمايز علماء بلاد الشام عن العلماء الأتراك، وكانت الهوّة التي تفصل بين النظام المدرسي العثماني والنظام الأهلي أو التقليدي العرفي في التدريس الموروث تتسع، خاصة وأن الحصول على الوظائف والمناصب الدينية لم يكن مقتصراً على الذين انخرطوا في "سلك الموالي" حسب تعبير المرادي ويقصد طبعاً النظام المدرسي العثماني والذي يصفه بأنه معروف في بلاد "الروم". لقد بقيت القاهرة ودمشق وحلب والمدن الصغيرة الأخرى ترفد سلك العلماء الأهليين بأعداد غفيرة، كما لعبت الطرق الصوفية دوراً هاماً في هذا المجال، فهي استقطبت فئات شعبية واسعة، وشكلت حالة دينية لها نفوذ يمتد إلى سائر أنحاء السلطنة، وخارج رقابة الجهاز المدرسي والقضائي العثماني.
لقد حافظ نظام التعليم الأهلي – المحلي على تماسكه، ولعب الدور الرئيسي فيه أسلوب نقل المعرفة التلقينية الشفوية، من الأستاذ إلى تلميذه، وكان العلماء يفاخرون بأسماء أساتذتهم الذين نالوا على أيديهم الإجازات في قواعد اللغة العربية والبلاغة والبيان والمنطق والحديث والفقه والتصوف والهيئة... وفيما بعد كان أبناء العائلات الميسورة يرسلون أبناءهم إلى استانبول للاستزادة منها ولتأكيد الحصول على رتبة ومنصب.
لم يكن التعليم محصوراً في مدارس محددة في بلاد الشام، فبالإضافة إلى الجامعين الأساسيين في حلب ودمشق حيث الجامع الأموي درّتها، كانت توجد مدارس هامة في الولايات، في طرابلس وصيدا والقدس ونابلس وحمص والرملة وحماه وادلب وبعلبك وعكا. وقد أحصينا من خلال تراجم المرادي ما لا يقل عن 45 مدرسة عاملة في دمشق بخلاف المساجد، أما في حلب فكان العدد لا يقل كثيراً عن ذلك. أما في طرابلس فقد أحصينا 23 مدرسة عدا المساجد والجوامع التي كان يتم التدريس فيها أيضاً بطبيعة الحال . ومعظم المصادر بما فيها سجلات المحاكم الشرعية لا تذكر إلا القليل عن طبيعة النشاط داخل تلك المدارس، وكيفية التدريس، وأنواع المواد التي يتم تدريسها. وجل ما تذكره اسم من عيّن من المدرسين أو الأئمة. وقد أمكن رصد أسماء بعض موظفي هذه المدارس والتي ليس بالضرورة تنطبق على كل المدارس، بل على المدارس الكبرى كالمدرسة المرادية التي بنيت عام 1720م التي كانت تسمى أزهر دمشق أو المدرسة السليمانية التي بناها سليمان باشا العظم (1737م) والتي كان فيها موظفين منهم: المحدث، وشيخ الرواية، والحافظ، والمفسر، والفقيه، والمعيد، والمفيد، والمنتهي، وكاتب الغيبة، والقاص، والواعظ ومعلم الكتّاب، والمقرئ، وخازن الكتب، وكان لكل واحد من هؤلاء راتبه المحدد نقوداً ومواد عينية تصرف له من أوقافها وتعيين هؤلاء الموظفين كان يتم من خلال قاضي المحكمة الشرعية.
خلاصة الأمر أن النظام المدرسي بشكل عام قد انتظم في حركة ثلاثية الأبعاد تقوم على : طلب العلم أولاً، ثم طلب الوظيفة ثانياً، ثم إعادة نشر أو توزيع العلم ثالثاً. المرحلة الثالثة تعمدنا فيها القول إعادة "نشر" أو "توزيع" العلم، وليس إعادة "إنتاج" العلم،إذ أن عملية إعادة الإنتاج تتطلب تقديم العلم بصورة جديدة تختلف عن صورته القديمة وتتجاوزها إن لجهة المفاهيم أو لجهة المضامين وهذا ما لم نجده كما سيتضح معنا في الصفحات القادمة.
بروز العائلات الدينية:
ثمة ظاهرة مهمة بدأت تبرز بشكل ملفت في القرن الثامن عشر وتتمثل بتضخم دور العائلات الدينية في المدن، ففي دمشق تنافست أسرتا العمادي والمرادي على منصب الإفتاء الحنفي، وتداول هذا المنصب ستة مفتين من آل العمادي وسبعة من آل المرادي وآل مركز الإفتاء الشافعي في دمشق إلى أسرة الغزي الدمشقية ولم يزاحمهم على هذا المنصب سوى شخصين هما عبد الرحمن الكفرسوسي وحسن تقي الدين الحصني الشافعي. ويصف المرادي عائلة الغزي: "أنهم رؤساء العلم في دمشق أباً عن جد من حين وفودهم اليها، وأول من قدم منهم إلى دمشق جد المترجم الكبير..." . أما في حلب فقد نجح آل الكواكبي السياد والصوفيون في الاحتفاظ بمنصب الإفتاء ونقابة الأشراف، والعديد من مناصب التدريس والخطابة والإمامة . أما عائلة الأتاسي فقد احتفظت بمنصب الإفتاء بحمص، وفي القدس احتفظت عائلة العلمي بزعامة الطريقة الشاذلية وبمنصبي الإفتاء وخطابة المسجد الأقصى.
في طرابلس قمنا بدراسة إحصائية على خمسة عشر سجلاً من سجلات محكمة طرابلس الشرعية واستخرجنا عينة من (193) عالماً وموظفاً في الجهاز الديني، بين مفتي ومدرس وخطيب وقارئ وإمام شغلوا مناصب خلال القرن الثامن عشر وننشر في الملحق الجدول كاملاً مصنف الفبائياً حسب العائلة، وتبين معنا تكرار تداول بعض العائلات على مناصب عدة وفق الجدول التالي:
العائلات الطرابلسية وتكرار التداول على الوظائف الدينية
العائلة الإفتاء نقابة الأشراف وظائف التدريس والخطابة والإمامة المجموع
الكرامي 6 - 5 11
البركة - 7 1 8
الأدهمي 2 - 5 7
السيري 1(شافعي) - 17 18
عبد الحي - - 10 10
المغربي 1 - 10 11
الرفاعي - 3 2 5
المجموع 10 10 50 70
يبين الجدول تخصص بعض العائلات في إحتكار بعض المناصب وتداولها بين الأبناء والأحفاد. والآلية التي كانت تساعد على استقرار عملية التداول للوظائف الدينية ضمن العائلة كانت تتم بشكل شرعي كما تبينها السجلات. وهي طريقة حافظت على استقرارها طيلة القرن الثامن عشر. فقد كان العرف السائد، والذي لم يتم تجاوزه إلا نادراً طيلة الحقبة المدروسة، أن يحضر الموظف أو من ينوب عنه مع شاهدين إلى مجلس الشرع الشريف ويسجل التنازل والذي يسمى في السجلات "فراغاً شرعياً"، عن وظيفته لمن يشاء، وقد استعملت هذه الطريقة وطبقت على مختلف أنواع الوظائف الدينية، بحيث بدت الوظيفة الدينية جزءاً من "الملكية الخاصة" لمن يتولاها فهي ترتبط به وتنتقل عبره بالوراثة إلى ابنه أو لأحد أقربائه أو حتى لمن يشاء. فقد: "فرّغ الشيخ مراد بن علي عما بيده من وظيفة الخطابة إلى ابن أخيه الشيخ احمد وقد قرره الحاكم الشرعي في الوظيفة..." ، كذلك فقد "فرّغ إبراهيم بن مصطفى عبد الحي عما بيده من وظيفة الخطابة والقراءة بجامع الطحام لابنه احمد وقد أقره الحاكم الشرعي" وأمثال هذه القضايا تمثل نسبة كبيرة. واللافت انه أذا توفي الأب الشاغل لمنصب ديني دون أن يتمكن خلال حياته من نقل وظيفته بشكل شرعي لأحد أبنائه، فيمكن لأحد هؤلاء الأبناء أو حتى الأقرباء المطالبة بها والحصول عليها بشكل عرفي أيضاً .
تبدو الوظيفة الدينية حق ثابت لشاغلها، وحق مكتسب وثابت لا يملك الحاكم الشرعي سوى التسليم والاعتراف به، وهذا الحق يستمر في حياة الموظف أو موته. واللافت أن هذا الحق لا ينحصر في توريث الوظيفة ضمن الأقرباء، بل مطلق يمكن استخدامه والتنازل عن الوظيفة لأي كان .
وما كان يقيد الحاكم الشرعي هو الشروط الواردة في الوقف الذي قد يرد فيه أحياناً نصوص تحصر الوظائف بذرية معينة، فقد "توفي الشيخ عبد الله ولا ذرية له وكذلك الشيخ محمد وله ولد يدعى الشيخ محمد وافق فيه شرط الواقف فثبته الحاكم..." وكذلك تلحظ هذه القضية: "... لرغبة بنت المرحوم الواقف عمر بركة عين الحاكم الشرعي عبد الوهاب مغربي في وظيفة قراءة..." .
هل تعني هذه الآليات في التعيين للوظائف الدينية ومنها وظائف التدريس أن شروط الأهلية والاستقامة والعلم لم تكن تؤخذ بعين الاعتبار؟
آلية انتقال الوظائف لا تبين هذا الأمر بشكل صريح، لكن العديد من القضايا التي وقعنا عليها توضح أن هذه المسألة لم تكن شكلية على الإطلاق. فإذا ثبت للحاكم الشرعي أن الموظف غير مستقيم أو غير مؤهل وشهد بذلك عدد من الشهود قام بعزله من وظيفته، وفي هذه القضية مثال:"اختلف محمد الحفار وابن عمه على وظيفة تأديب الأطفال المقررة عليهما مناصفة وسعى أحمد لدى الحاكم الشرعي على التولية لنفسه بحجة أن ابن عمه غير مستقيم، وثبت بعد أخذ أقوال الشهود أن احمد نفسه غير مستقيم فحكم القاضي بعزله..." وهناك قضايا مشابهة تفيد بأن الحاكم الشرعي قام بعزل بعض موظفي الجهاز الديني من مدرسين أو قراء أو أئمة وخطباء بسبب سوء سيرتهم أو عدم أهليتهم للقيام بمنصبهم . ويبدو أن مطالبة الأهالي كان لها دور هام في هذا المجال كما تعبر هذه القضية: "...بعد وفاة إمام المصلى المعروف بمكتب الإيعالي تسلم ولده مصطفى الوظيفة، فحضر أهالي المحلة وأرباب الدكاكين المجاورة... وأفادوا انه غير آهل... واختاروا علي ابن الشيخ محمود كونه من طلبة العلم الشريف ويحسن القراءة فأجابهم الحاكم الشرعي لطلبهم" .
في كل الأحوال هذه المعطيات كلها عززت من إمكانية هيمنة بعض العائلات امتلاكها القدرة على الإمساك بالوظائف الدينية الهامة في المدينة، فآلية التوريث كانت تسمح بحصر بعض الوظائف والمناصب ضمن العائلة الواحدة لسنوات طويلة، بل إن بعض أبناء العائلات شغل مناصب ووظائف متعددة بنفس الوقت فعلى سبيل المثال شغل:
- عبد الله الخليلي ثماني عشرة وظيفة تفوق رواتبها السبعين عثمانية يومياً .
- محمد بن احمد السيري جمع ما يزيد عن سبع وظائف هامة تقدر عوائدها بحوالي ثلاثين عثمانية يومياً.
- أبو بكر عبد الحي جمع أربع وظائف بنفس الوقت (إمام – مدرس – ميقاتي – والخطابة) وبلغ راتبه فيها ما يزيد عن 25 عثمانية يومياً.
إن وظيفة واحدة قد لا تكفي لتغطية أعباء المعيشة، لكنها تصبح مع عدد من الوظائف الأخرى مصدراً مهماً لتنمية الدخل ومراكمة الثروة، لذلك يمكن إدراك سبب تلك المنافسات والنزاعات العديدة التي كانت تنشب بين العلماء حول الوظائف. لقد كان من آثار نظام التخصص الوراثي وبروز العائلات الدينية نشوب النزاعات الحادة والخصومات بين العلماء. ذلك أن تصلب هذا النظام يحدّ من توسع وترقي العلماء من أبناء العائلات الأخرى. ومن جهة ثانية فهو يساعد على توسع العائلات الدينية وزيادة ثقلها ونفوذها في المدينة، وهذا ما يجعلنا نتفهم خلفية بعض النزاعات التي كانت تنشب بين العلماء المتطلعين إلى تحسين مواقعهم أو الراغبين في استعادة مناصب كانت لأجدادهم وجرى الاستيلاء عليها.
الثقافة السائدة: محاولة تشريح وتحليل.
تفيدنا سجلات محكمة طرابلس الشرعية بان المذهب الحنفي والمذهب الشافعي كانا السائدين في المدينة، وقد تمتع الأخير بالاعتراف من قبل السلطنة في المشرق العربي وإن وجد رعاية أقل من المذهب الحنفي الذي هو المذهب الرسمي للدولة. وتبين السجلات بشكل واضح الوظائف الدينية التي كان يتولاها أصحاب المذهب الشافعي، ذلك أن السجلات تميزهم بذكر مذهب العالم بعد اسمه مباشرة (المفتي الشافعي فلان...) أو (الإمام الشافعي فلان...) وحين لا يذكر مذهب المفتي أو الخطيب أو المدرس فهذا يعني تبعيته لمذهب الدولة الرسمي. والسجلات لم تبين في الحقبة التي درسناها أية إشارات عن انتشار مذاهب فقهية إسلامية أخرى في طرابلس.
ولكي نكوّن صورة عن مدى انتشار الثقافة الشافعية وترسخها في المدينة نذكر بعض المعطيات التي توفرت من خلال فرز بعض الوظائف الدينية:
1 – عبد الله الخليلي: وقد شغل منصب مفتي أهل المذهبين الحنفية والشافعية في المدينة. وكما يبدو فقد كان شخصية هامة في تاريخ طرابلس، وهو تولى منصباً لم يتوله فيما بعد أحد، ويكفي ان نطلع على الجدول التالي بلائحة الوظائف التي شغلها كي نعرف أهمية هذا العالم، فقد شغل منصب:
- مفتي المذهبين الشافعية والحنفية ، (السجل التاسع، ص113).
- قراء الحديث والقرآن في جامع العطار ، (السجل التاسع، ص111).
- تدريس الفقه الشافعي، (السجل التاسع، ص111).
- وعظ في الجامع المنصوري الكبير، (السجل الثامن، ص138).
- القراءة في جامع طينال، (السجل التاسع، ص111).
- الإمامة من جامع العطار ، (السجل التاسع، ص111).
- 4 وظائف قراءة متنوعة، (السجل التاسع، ص112،109 و110).
2 – محمد بن احمد السيري: المفتي الشافعي بطرابلس وكانت الوظيفة لشقيقه ووالده من قبل ، وهو يتحدّر من عائلة دينية شافعية هامة انخرط عدد كبير من أبنائها في جهاز العلماء.
3 – إبراهيم ابن عبد الله الدمنهوري وكان يدرس الفقه الشافعي في جامع العطار عام 1160هجرية .
4 – أبو بكر بن إبراهيم عبد الحي وقد شغل وظيفة الإمامة الشافعية بالجامع المنصوري الكبير عام 1142هـ .
5 – محمد بن عبد الحي المرقباوي أيضاً شغل منصب الإمامة الشافعية بجامع محمود جلبي .
6 – الشيخ موسى بن علي شغل وظيفة الإمامة الشافعية بجامع التوبة 1141هـ وكان شقيقه يشغل نفس الوظيفة قبله .
هذه المعطيات تبين أن هؤلاء العلماء من أئمة ومدرسين وفقهاء قد شغلوا مناصب هامة وفي كبرى المساجد، فلم يكونوا بعيداً عن أي نفوذ. بل كان لهم أتباع ومدارس وجوامع يدرس فيها الفقه الشافعي ويتخرج منها الطلبة حيث يقومون بمهمة التواصل الفكري ونشر أصول وأحكام الفقه. وبهذا تتوفر مقومات الاستمرار ويعيد الفقه إنتاج نفسه وإنتاج مريديه وناشريه في عصر توقف فيه الاجتهاد. لقد بنيت المدرسة الشمسية الملاصقة للجامع المنصوري الكبير في المرحلة المملوكية "لتدريس الطلبة على المذهب الشافعي" كذلك نقش على باب الجامع البرطاسي الذي تم إعماره في الحقبة المملوكية أيضاً النص التالي: " بسم الله الرحمن الرحيم أوقف هذه المدرسة المباركة العبد الفقير إلى الله تعالى عيسى بن عمر البرطاسي عفا الله عنه على المشتغلين بالعلم على مذهب الإمام الشافعي وإقامة الجمع والصلوات المكتوبة، وشرط أن لا يرسم فيها على أحد ولا يسكنه من لا حق له بذلك"، وهناك العديد من أوقاف المساجد والمدارس على هذا الطراز. الأمر الذي يجعلنا نميل إلى الاستنتاج أن المذهب الشافعي كان الأكثر انتشاراً في طرابلس في الحقبة المملوكية، وبدأت الأمور تتغير لصالح المذهب الحنفي مع دخول العثمانيين.
فهل حدث هذا التغير دون خصومات وتنازع بين أهل المذهبين؟
أولاً: لم يرد في السجلات التي قمنا بدراستها أي إشارة عن نزاع أو دعاوى بين علماء أو إتباع المذهبين بسبب التنافس على المناصب أو الوظائف. ونعرض لهذه القضية الوحيدة التي لمحت لشيء من هذا: "... ادعى الشيخ عبد الجليل أفندي على الشيخ محمد بن الشيخ مصطفى الشهير بابن عبد الحي بأن الواقف المرحوم محمود جلبي شرط أن يكون الخطيب في جامعه المعروف بالمحمودية حنفي المذهب، والمدعى عليه يقوم بهذه الوظيفة في زمن، وان المدعى عليه شافعي المذهب ويريد عزله من وظيفته بغير حق. وبعد اطلاع الحاكم الشرعي على كتاب الوقف قرر أن تبقى الوظيفة للمدعي ويتناول معلومها من متحصل الوقف" وسياق القضية يفيد أن خلفية النزاع وظيفية وليست مذهبية. وما يخفف من النزاعات عموماً أن أغلب الواقفين يشترطون المذهب الفقهي للعلماء القائمين على المدارس والمساجد، وهذا الاشتراط ضروري لتحديد طبيعة التدريس وضوابط الفقه والتعبد من جهة، لكنه يفيد من جهة أخرى انه يحسم مسبقاً أي نزاع قد ينشأ لأسباب فقهية حول تولي وظيفة ما. فشرط الواقف كما نعلم لا يمكن تجاوزه.
ثانياً: لقد ورد وتردد في السجلات اسم عبد الله الخليلي كمفتي لأهل المذهبين الحنفية والشافعية، ومجرد وجود هكذا منصب ينطوي على دلالة هامة في ذلك الحين أهمها غياب روح التحسس المذهبي والتخاصم الفقهي.
لا ينطوي كلامنا على نفي التنافس العلمي بين علماء المذهبين، إلا انه لم يصل إلى حدود التنازع للأسباب السابق ذكرها من جهة، ولكثرة المساجد والمدارس من جهة أخرى في طرابلس، ففيها كان يتم شرح العلوم الفقهية للطلبة وفق تخصص كل مدرسة في المذهب الذي تدرس فيه. ولا تزال حتى اليوم تتوزع العائلات الطرابلسية على هذين المذهبين وإن بنسب متفاوتة.
أما المواقع التي كان يتم فيها التدريس وردها ذكرها بشكل صريح في السجلات الخمسة عشر المدروسة فهي على الشكل التالي:
1 – تدريس بجامع العطار (السجل العاشر، ص177/ق2)
2 – تدريس الفقه الشافعي بجامع العطار (السجل التاسع، ص111/ق2)
3 – تدريس بالجامع المنصوري الكبير (السجل الرابع، ص129/ق2)
4 – تدريس بجامع طينال (السجل الثالث، ص84/ق2)
5 – تدريس بمدرسة الخاتونية (السجل الخامس، ص93/ق2)
6 – تدريس بمدرسة القرمشية (السجل التاسع، ص43/ق4)
7 – تدريس بمدرسة الشمسية (السجل التاسع، ص43/ق4)
8 – تدريس بمدرسة عبد الله (السجل السادس، ص29/ق2)
9 – تدريس بباب السلمانية (السجل الخامس، ص7/ق1)
10 – تدريس وقراءة الحديث بمسجد الخطابين (السجل الثالث، ص148/ق1)
11 – تأديب الأطفال بمدرسة بني الطوسي (السجل الثالث، ص22/ق1)
12 – تأديب الأطفال على وقف محمود جلبي (السجل العاشر، ص21/ق2)
13 – وعظ الخاص والعام في جامع أرغون شاه (السجل التاسع، ص116/ق3)
14 – الطلب للعلم الشريف في جامع المحمودية (السجل الرابع، ص129/ق3)
15 – قراءة في جامع طينال (السجل الثالث، ص68/ق1)
16 – تأديب أطفال في جامع الطحام (السجل العاشر، ص290/ق2)
17 – تدريس في جامع الأويسيه (السجل الخامس، ص19/ق3)
18 – قراءة للأطفال في مكتب القنواتي (السجل السادس، ص38/ق1)
19 – قراءة الحديث في جامع محمود (السجل السابع، ص76/ق3)
20 – تأديب الأطفال في مكتب البياطرة (السجل الرابع، ص240/ق1)
21 – قراءة في مسجد احمد جاويش (السجل الخامس، ص176/ق2)
22 – قراءة في مسجد الحججية (السجل السابع، ص33/ق3)
يمكن القول بناءً على هذه المعطيات أن اغلب المساجد والجوامع والمدارس هي مواقع علم وتدريس، والأمر يتوقف على غنى أو فقر أوقاف الموقع الديني وعلى تمويل المجتمع الأهلي نفسه لهذا الأمر.
- مضمون الثقافة السائدة:
أما نوع ومضمون الثقافة التي كان يجري تعميمها في ذلك الحين فقد قمنا من أجل دراستها واستكشاف أبعادها بتحليل بعض دفاتر متروكات العلماء التي ورد فيها لوائح بأسماء الكتب التي يقتنونها في مكتباتهم وتركوها بعد وفاتهم. وقد قمنا بحصر دفاتر المتروكات للعلماء والتي وردت فيها كل ممتلكات العلماء المتوفين وهم:
1 – السيد محمد بن صالح الأدهمي (السجل 15، ص246)
2 – الشيخ حسين بن محمد العطار (السجل 15، ص154)
3 – السيد علي ابن الإسكندري (السجل 15، ص4)
4 – الشيخ مصطفى الرفاعي (السجل 7، ص318)
5 – المفتي علي الكرامي (السجل 23، ص96-70)
6 – المفتي علي ابن هبة الله (السجل 11، ص164)
وقد اخترنا اثنين من دفاتر المتروكات، الأول للسيد محمد بن صالح الأدهمي وهو حنفي المذهب والثاني للشيخ حسين العطار وهو شافعي المذهب، وقد قمنا بتحقيق الكتب اعتماداً على معاجم وفهارس متخصصة أبرزها "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون" لحاجي خليفة ومعجم المؤلفين لعمر رضا كحالة. وسوف نورد في المتن اسم الكتاب كما جاء في الوثيقة، وفي الحاشية يكون التعليق والشرح لإزالة الالتباس إن أمكن، وسيتم تجاوز بعض أسماء بعض الكتب لصعوبة تحقيقها. وبعد عملية التحقيق سنقوم بعملية تصنيف وفرز لهذه الكتب لكي تسهل عملية تحليل مضمون الثقافة السائدة المكتوبة.
الوثيقة الأولى: هي للسيد محمد بن صالح الأدهمي (السجل 15، ص246) وتعود للعام 1172هـ/1758م.
وتحتوي على الكتب التالية وعددها 76 كتاباً وهي الآتية: المصحف الشريف – شرح الأربعين - نزهة - تفسير القرآن العظيم للبيضاوى - الشفا للقاضي عياض - شرح الألفية لابن عقيل - مجموعة رسايل الملا مسكين شرح الكنز - شرح البردة للبوصيري - شرح الكنز للعيني - فتاوى الخيرية - الفتاوى الكبرى - الأشباه والنظائر الفقهية - حاشية في النحو – شرح فرائض الملتقى - حاشية على ابن عقيل – بهجة النفوس – حاشية على الشنشوري - المقامات - شرح المقامات - رسايل في المناسخات – شرح الكنز للعيني - الخزرجية - ألف باء - حياة الحيوان الكبرى – حاشية على السراجية - المحاسن المجتمعة - أدب الكاتب - المغني في النحو – ايساغوجي - النفحة - عيون المعاني – حاشية على الدرر للشيخ حسن – أدب القاضي - السانحات – الأشموني على الألفية - شرعة الإسلام - شرح الأزهرية مع حاشية عليها – تفسير الجلالين - ثبت التدمري - مجموع فيه رسايل – مجموع رسايل ومعراج - جزء من الاختيار - جزء من الذخيرة - شرح المنار - شرح الأربعين للمؤلف - شرح نور الإيضاح - الإسعاف - كشف الغوامض - المقريه - المصباح - النهر على الكنز - اللقاني على ... – ديوان ابن عفيف - شرح الألفية للسيوطي – ابن يعقوب على التلخيص – مجموع رسايل – الجامع الصغير في الفقه - مفتاح الفلاح والتلخيص - النزهة وقطعة من حاشية ابن قاسم - الشنشوري - ابن القاصع على الشاطبية - العلوم في الفقه - نظم البقرة ومجموعة اخلص الخالص وانشا – جمع الجوامع - مجموع رسايل – شرح الوقاية - جزء من تفسير – الأشباه والنظاير - مجموعة الفرائض وغيرها – تنوير الأبصار - منتخب قاضيخان - جزء من الذخيرة - جزء من الجلالين - الجزء الأول من الصحيح - القطر في النحو - الدرر والغرر - الفتاوى الخيرية .
أما الوثيقة الثانية التي نقوم بتحقيقها فتعود إلى الشيخ الشافعي حسين بن محمد العطار (سجل 15،ص154) وقد ورد فيها الكتب التالية:
تفسير القرآن العظيم للبغوي - تفسير الإمام السقاوي - المناوي على الجامع - حاشية الشبراملي على الرملي - شرح المواهب - تنبيه الغافلين - شرح الزبد - حاشية هدية الناصح - فتاوى الرملي - حاشية على حياة الحيوان - لطايف الإشارات - شرح الهندية – شرح قصيدة أبي العباس - التحرير في مذهب الشافعية حاشية على التجريد - تذكرة الإمام القرطبي - ديوان البرعي - شرح المرادي - نصيحة الخلان - ثمرة الأوراق - الزبد المصابيح - تاريخ بصير - مسائل تتعلق بنصف شعبان – النقاية للسيوطي - غاية الاختصار ورسائل في المسح على الخفين - القطر ومختصر المحرر - الألفية والاسما السهروردية - الأزهرية وبداية الهداية - مجموع وشرح الجوهرة - ديوان خطب وأوراق دشتة- شرح النهاية- شرح المنهج - الخطيب على أبي شجاع - طباق الشعراني - الأشموني والصواعق - شرح الشاطبية والشيخ خالد - حاشية على الخطيب وشرح الجزرية - الأزهرية وشرح المعاني - متن الغاية والتقريب - الشاطبية وبداية النهاية - ديوان البرعي أيضاً- النشر في القراءآت العشر .
نلاحظ أن هذه المؤلفات بلغت في المجموع العام عند العالمين 122 كتاباً موزعة على الشكل التالي:
مكتبة محمد بن صالح الأدهمي مكتبة الشيخ حسن بن محمد العطار المجموع العام
النوع العدد النسبة العدد النسبة العدد النسبة
في الفقه 33 43.4 11 23.9 44 36
لغة- شعر- أدب 11 14.4 5 10.8 16 13.1
صرف ونحو 9 11.8 5 10.8 14 11.4
تفسير 6 7.8 6 13 12 9.8
حديث 4 5.2 4 8.6 8 6.5
سيرة 3 3.9 - - 3 2.4
منطق- كلام 1 1.3 4 8.6 5 4
علوم عامة 1 1.3 4 8.6 5 4
تصوّف 1 1.3 2 4.3 3 2.4
تاريخ - - 2 4.3 2 1.6
مواعظ - - 1 2.1 1 0.8
غير محدد 7 9.2 4 8.6 11 9
مجموع 76 100 46 100 122 100
يتضح من تحليل مضمون الوثيقتين مجموعة من الملاحظات الهامة:
- تتصدّر علوم الفقه وكتب الفتوى ومسائلها مختلف أنواع الكتب.
- المرتبة الثانية للغة والشعر والأدب ثم للصرف والنحو.
- يبرز الاهتمام بالتفسير والحديث وكتبه عند الفقيه الشافعي العطار بما يقارب الضعف تقريباً عن ما يملكه الفقيه والمدرس الأدهمي الحنفي. ولهذا دلالة تحليلية هامة تبيّن إستمرار وترسّخ إهتمام المدرسة الشافعية في طرابلس بالحديث والتفسير وهو ما تميّزت به مقابل توسع الأحناف بالفقه والذي بدا واضحاً في مكتبة الأدهمي والذي بلغ ضعف ما هو موجود مكتبة العطار، الذي ربما يعود إلى طبيعة إهتمام وعمل والد الأول كمفتي مما يتطلب تعمّقاً بالمسائل الفقهية على خلافها.
- كتب التصوّف وعلم الكلام بدت فقيرة للغاية في مكتبتهما مما يؤشر إلى غلبة الثقافة الفقهية على ما عداها. حتى كتب التاريخ لم نجد منها سوى كتابين.
- غياب تام لكتب الطب والفلك والتنجيم والحساب وغيرها من العلوم، وما وجدناه وصنفناه تحت عنوان علوم عامة يتعلّق بعلوم الحيوان والنبات والأزهار.
- الكتب تتوزّع عموماً بين القرن الثامن الميلادي والقرن الثامن عشر الميلادي. إلاّ أن أغلب المؤلفات هي من إنتاج الرابع عشر والخامس عشر الميلادي والسادس عشر أي نهاية الحقبة المملوكية وبدء العصر العثماني وغلب عليها التقليد. ففي معظمها كانت حواشي ورسائل ومتون ومجاميع ومختصرات وشروح وتلاخيص وتعليقات وتفاسير أنتجها مثقفو ذلك العصر (62%). ونادراً ما كان يعود الفقيه إلى المؤلف الأساسي، بل كان يفضّل الشروحات والمختصرات والتلاخيص.
- لم نجد كتب تنتمي إلى العصر الذي عاش فيه الأدهمي والعطار، الأمر الذي يؤكد أنه كان عصراً تراجع فيه الإنتاج الفكري على كل المستويات.
- لم نجد أي كتب تثير المسائل الخلافية بين الأحناف والشافعية، أو بين الفقهاء والمتصوفة، أو بين السنة والشيعة (عدا كتاب واحد)، أو بين المسلمين والمسيحيين. بل على العكس تدل الكتب المتداولة على ثقافة الوسطية والإعتدال، حتى أننا لم نجد أي كتاب من كتب ابن تيمية أو ابن قيم الجوزية أو الكتب التي تحدّثت عن أحكام أهل الذمة والجزية وغيرها من المسائل المثيرة للجدل اليوم.
خلاصة:
يمكن القول بشكل عام أن علوم الفقه واللغة والأدب والشعر والصرف والنحو والحديث والتفسير على مجمل ثقافة ذلك العصر وهي التي شكّلت إطاره المرجعي ورسمت حدوده، فلائحتي الكتب التي بين أيدينا كعيّنة أولية بما توفرانه من معطيات ثقافية من خلال السجلات تبيّن أيضاً أن هذه العلوم لم تكن تؤخذ من مصادرها الأساسية، أي من النسخ الأصلية للمؤلف الأساسي، وإنما في الغالب من الأجيال التي كتبت الملخصات والشروح والمتون والحواشي، أي من الأجيال التالية للأوائل الأمر الذي قد يدخل شيئاً من التحريف أو الإضطراب أو التوسيع على النص الأساسي.
الصفة العامة على هذه الكتب أنها موروثة إنتقلت من السلف إلى الخلف، حيث كان الإعتقاد الشائع "أن الخير كل الخير في الإتباع والشرّ كل الشرّ في الإبتداع" وأن "في حفظ المتون حاز الفنون" وأنه "ما ترك الأولون للآخرين شيئاً"، فالإجتهاد والتأليف كان يعني خروجاً عن المألوف والمجمع عليه.
يكفي لكي نطلع على نموذج من القضايا التي كانت تشغل مثقفي ذلك العصر أن نروي ما ذكره صاحب التحفة النابلسية في الرحلة الطرابلسية من بعض المناقشات التي كانت تجري فيما يسمى مجالس العلم في ذلك الحين فيقول: "اطلعنا على فتوى في حِل الدخان المسمى بالتتن لشيخ الإسلام علي الحلبي... ما القول في شرب الدخان الحاصل في هذا الزمان هل هو حرام على كل إنسان أو على بعض دون بعض. ومن أفتى بحرمته لمن لا يضرّه في جسده ولا يغيب عقله هل هو مخطئ في فتواه أو مصيب في دعواه...، أجاب أنا لا أحرّم حلالاً، لا يحرّم إستعمال ما ذكر على كل إنسان، لأن المحرّم إستعماله كذلك ما ثبت ضرره في البدن والعقل لكل واحد .
ويذكر في واقعة أخرى ما تحتويه "رسالة الأسفار في تقليم الأظفار" حيث ذكر فيها أحاديث كثيرة وبسط فيها أقوال الفقهاء، ونقل أقوالاً عديدة في هيئة القص والإبتداء في أي يد وحل يقيّد دون يوم...
ومما يبدو واضحاً أن لغة الثقافة والدراسة والعلم السائدة في طرابلس هي العربية. فاللغة التركية بقيت في إطار الحكومة والجيش. أما بالنسبة للعلوم الدينية فلم تجد العربية أي مزاحم لها، وقد بدا أن هناك إنقطاعاً لا تبادلاً أو تفاعلاً ثقافياً بين اللغتين العربية والتركية. وبالتالي لم يطلع مثقفي ذلك الزمان على المحاولات التي قام بها متنورون أتراك منذ القرن السابع عشر.
الخلاصة أن الذهنية الثقافية مطلع القرن الثامن عشر سيطر عليها الموروث والتقليد والجمود، وكانت تعيد إنتاج نفسها وهذا الأمر لم يكن يتم إعتباطياً بل من خلال مؤسسات تلقن وتنقل هذه الثقافة كما هي دون إضافة أو إجتهاد يذكر.
جدول الوظائف العلمية على أساس العائلات في عيّنة من عشرة سجلات من سجلات محكمة طرابلس الشرعية (1684-1749م)
الموظّف |
المفرِّغ له |
الوظيفة |
المكان |
الراتب |
السجّل |
أ |
|
|
|
|
|
الأدهمي، محمد بن صالح بن منصور |
والده |
خطابة |
جامع العطار |
4 عثمانيات فضّة يومياً |
الرابع 54/2 |
الأدهمي، صالح أفندي |
غير محدد |
إمام |
جامع الأويسية |
غير محدد |
الرابع 226/1 |
الأدهمي، محمد بن صالح |
غير محدد |
خطيب |
غير محدد |
غير محدد |
الخامس 131/1 |
الأدهمي، محمد أفندي |
لوفاة أخيه مصطفى |
إمام |
مدرسة القادرية |
6 عثمانيات يومياً |
الثامن 69/2 |
الأدهمي، أحمد الطرابلسي |
غير محدد |
مفتي حنفي |
دمياط |
|
السادس 48/2 |
الأدهمي، أحمد ابن صالح |
غير محدد |
مفتي |
بثغر دمياط |
|
الثامن 172/3 |
الأدهمي، محمد أفندي |
غير محدد |
مدرّس |
غير محدد |
غير محدد |
العاشر 102/1 |
الأسود، علي بن عبد الله |
أحمد بن ناصر الدين |
قراءة |
غير محدد |
ثلث معصرة |
الثالث 17/1 |
الإنطاكي، محمد بن محمد المبيّض |
والده محمد |
قراءة |
أي مكان |
8 قروش أسدية سنوياً |
التاسع 28/1 |
الإنطاكي، محمد بشّة |
لوفاة ابن خاله |
قراءة |
أي مكان |
8 قروش أسدية سنوياً |
التاسع 36/3 |
الإنطاكي، عبد الله بن خليل |
مصطفى السفرجي المتوفي |
إمام |
مسجد سوق القاوقجية |
غير محدد |
الرابع 28/1 |
الأشرفي، عبد المنعم بن خضر
|
غير محدد |
المفتي |
بطرابلس |
|
الثامن 249/3 |
الأزهري، محمد ابن عبد الله السيري |
لوفاة شقيقه |
قراءة |
لروح الشيخ عبد الله |
غير محدد |
السابع 33/1 |
الأزهري، محمد بن محمد السيري |
لوفاة عمّه |
قراءة |
مسجد الحججية |
غير محدد |
السابع 33/3 |
الأزهري، محمد بن محمد |
لوفاة عبد الله الخليلي |
قراءة |
أي مكان |
إنتفاع ببيت |
التاسع 113/1 |
ب |
|
|
|
|
|
البارودي، فضل الله البصيري |
والده أحمد البصيري |
قراءة |
جامع الأويسية |
عثمانيتان يومياً |
السادس 37/2 |
البتروني، أحمد بن مراد |
غير محدد |
خطيب |
غير محدد |
غير محدد |
الخامس 31/2 |
البتروني، موسى بن مراد |
غير محدد |
إمام شافعي |
جامع التوبة |
غير محدد |
الخامس 31/2 |
بركة، محمد ابن عبد الكريم |
محمد ومصطفى القهواتي |
قراءة |
مسجد الرجبية |
إنتفاع بقبو |
الثامن 201/3 |
البيروتي، عمر ابن أحمد |
لوفاة والده |
قراءة |
جامع الطحام |
إنتفاع بحانوت |
السابع 328/3 |
البيروتي، مراد بن علي |
ابن عمه عمر ابن أحمد |
قراءة |
جامع الطحام |
إنتفاع بحانوت |
الثامن 56/3 |
البيسار، محمد ابن أبي بكر |
أحمد صالح بن صنع الله |
خطيب |
جامع التوبة |
غير محدد |
الرابع 10/1 |
البيسار، عثمان ابن أبي بكر |
مصطفى ابن عبد الرحمن |
قراءة |
غير محدد |
إنتفاع بحانوت |
التاسع 136/1 |
البصيري، عبد الكريم ابن حسن |
لوفاة والده حسن الحافظ |
قراءة |
جامع العطار |
عثمانية يومياً |
السادس 19/3 |
البصيري، محمد ابن علي |
أحمد البصيري البارودي |
قراءة للأطفال |
مكتب القنواتي |
غير محدد |
السادس 38/1 |
البصيري، محمد ابن عبد الرحمن |
نصّبه الحاكم |
قراءة على مدفن |
جبانة الجامع الكبير |
4 قروش سنوياً |
الخامس 177/4 |
ت |
|
|
|
|
|
تدمري، مراد محمد |
|
مفتي سابقاً |
طرابلس |
|
السادس 23/2 |
ح |
|
|
|
|
|
الحافظ، محمد بن أحمد |
غير محدد |
إمام |
جامع محمود |
غير محدد |
السابع 76/3 |
الحافظ، محمد بن أحمد |
غير محدد |
قراءة حديث |
جامع المحمود |
غير محدد |
السابع 76/3 |
الحافظ، محمد بن أحمد |
محمد ابن حسين المرحبي |
قراءة الحديث |
الجامع المنصوري الكبير |
إنتفاع ببيت |
التاسع 107/1 |
الحسيني، حسين بن عبد الله |
لوفاة والده |
قراءة |
غير محدد |
8 غروش سنوياً |
العاشر 123/3 |
حامد، محمد ابن محمد بن أبي |
لوفاة عبد الله الخليلي |
قراءة الحديث والقرآن |
جاع العطار |
12 غرش سنوياً |
التاسع 111/4 |
حامد، محمد ابن محمد بن أبي |
لوفاة عبد الله الخليلي |
إمام |
جامع العطار |
غير محدد |
التاسع 111/4 |
الحمصي، عبد الرحمن |
غير محدد |
مؤدب أطفال |
جامع الطحام |
غير محدد |
العاشر 290/2 |
الحميدي، عبد الواحد بن إبراهيم |
والده |
قراءة |
أي مكان |
8 غروش سنوياً |
التاسع 102/3 |
الحميدي، عبد الواحد بن إبراهيم |
والده |
قراءة |
أي مكان |
إنتفاع بحانوت |
التاسع 102/3 |
الحموي، محمد ابن عبد الله |
لوفاة عبد الله الخليلي |
قراءة |
أي مكان |
إنتفاع ببيت |
التاسع 113/2 |
الحموي، محمد ابن عبد الله |
لوفاة محمد التدمري |
قراءة |
الجامع المنصوري الكبير |
7 شواهي غروشة |
التاسع 92/2 |
الحموي، محمد ابن عبد الله |
محمد بن مصطفى المقابلةجي |
قراءة |
على ضريح |
2 عثمانية يومياً |
التاسع 44/2 |
الحامدي، حامد ابن محمد |
لوفاة والده |
إمام |
جامع العطار |
7 عثمانيات يومياً |
العاشر 177/3 |
الحامدي، عبد القادر بن محمد |
لوفاة والده محمد ابن عبد الحق |
خطيب |
جامع العطار |
5 عثمانيات يومياً |
العاشر 177/2 |
الحامدي، عبد القادر بن محمد |
لوفاة والده محمد ابن عبد الحق |
تدريس |
جامع العطار |
5 عثمانيات يومياً |
العاشر 177/2 |
الحامدي، عبد الحق ابن محمد |
لوفاة والده |
قراءة الحديث |
غير محدد |
6 عثمانيات يومياً |
العاشر 178/1 |
الحامدي، عبد الحق ابن محمد |
لوفاة والده |
قراءة القرآن |
غير محدد |
عثمانية يومياً |
العاشر 178/1 |
حوّلا، عمر ابن عثمان |
لوفاة عبد الله الخليلي |
قراءة |
أي مكان |
إنتفاع بحانوت |
التاسع 110/3 |
حوّلا، عمر ابن عثمان |
غير محدد |
إمام |
غير محدد |
غير محدد |
العاشر 12/3 |
الحفّار، مصطفى ابن محمد |
غير محدد |
خطيب |
الجامع المنصوري الكبير |
غير محدد |
الثالث 7/1 |
الحفّار، مصطفى ابن محمد |
غير محدد |
تولية وقف |
جامع الأويسية |
غير محدد |
الثالث 48/3 |
الحفّار، مصطفى ابن محمد |
غير محدد |
خطيب |
جامع الأويسية |
غير محدد |
الثالث 93/1 |
الحفّار، محمد بن علي |
غير محدد |
إمام |
غير محدد |
غير محدد |
الرابع 3/2 |
الحفّار، محمد بن علي |
مؤدب أطفال |
مكتب البياطرة |
غير محدد |
غير محدد |
الرابع 240/1 |
خ |
|
|
|
|
|
الخليلي، عبد الله
|
مفتي المذهبين الحنفي والشافعي |
|
طرابلس |
|
التاسع 113/1 |
خسرف، محمد ابن عبد الباقي |
محمد بن عمر بشير أوده |
قراءة |
لروح الواقف |
3 غروش سنوياً |
الثامن 301/2 |
خسرف، محمد ابن عبد الباقي |
محمد بن عمر بشير أوده |
طلب العلم الشريف |
غير محدد |
2 غروش سنوياً |
الثامن 301/2 |
خوجة، أحمد |
غير محدد |
إمام |
غير محدد |
غير محدد |
العاشر 279/2 |
د |
|
|
|
|
|
الدمنهوري، إبراهيم بن عبد الله |
عبد الوهاب ابن أحمد خير الدين |
قراءة |
الجامع المنصوري الكبير |
4 عثمانيات يومياً |
السابع 54/4 |
الدمنهوري، إبراهيم بن عبد الله |
لوفاة عبد الله الخليلي |
تدريس الفقه الشافعي |
جامع العطار |
5 عثمانيات يومياً |
التاسع 111/3 |
ر |
|
|
|
|
|
الرفاعي، محمد بن مصطفى |
لوفاة والده |
إمام |
مدرسة عديمي المسلمين |
غير محدد |
السابع 318/1 |
ز |
|
|
|
|
|
الزيات، محمد ابن علي |
غير محدد |
مدرّس |
غير محدد |
غير محدد |
الثامن 234/3 |
س |
|
|
|
|
|
السندروسي، محمد بن محمد حافظ |
لوفاة عبد الله الخليلي |
وعظ |
الجامع المنصوري الكبير |
غير محدد |
الثامن 138/2 |
السندروسي، محمد بن محمد حافظ |
لوفاة عبد الله الخليلي |
قراءة الحديث |
جامع العطار |
غير محدد |
الثامن 138/2 |
السنين، عبد الجليل ابن علي |
غير محدد |
مدرس |
جامع العطار |
غير محدد |
الثالث 99/2 |
السيري، محمد ابن أحمد |
كانت لوالده وشقيقه |
المفتي الشافعي |
طرابلس |
|
الرابع 130/2 |
السيري، محمد بن أحمد |
لوفاة عبد المولى |
قراءة |
الجامع المنصوري |
4 عثمانيات يومياً |
الرابع 129/4 |
السيري، محمد بن أحمد
|
غير محدد |
إمام |
غير محدد |
غير محدد |
الرابع 131/4 |
السيري، محمد ابن أحمد |
الشهير بابن عبد المولى |
إمام |
مدرسة القرطاسية |
غير محدد |
الثامن 299/1 |
السيري، محمد ابن أحمد |
غير محدد |
إمام + قراءة |
مسجد أحمد جاويش |
12 غرش سنوياً |
الخامس 176/2 |
السيري، محمد ابن أحمد |
غير محدد |
إمام + خطيب |
الجامع المنصوري الكبير |
غير محدد |
التاسع 43/3 |
السيري، محمد ابن عبد الله |
لوفاة عبد المولى |
تدريس |
الجامع المنصوري الكبير |
9 عثمانيات يومياً |
الرابع 129/2 |
السيري، محمد ابن الأزهري |
لوفاة شقيقه مصطفى |
قراءة |
لروح الشيخ عبد الحي |
غير محدد |
السابع 33/1 |
السيري، عمر أفندي |
غير محدد |
خطيب |
الجامع المنصوري الكبير |
غير محدد |
الرابع 131/2 |
السيري، محمد أفندي |
عمّه محمد ابن عبد الله |
تدريس |
الجامع المنصوري الكبير |
9 عثمانيات يومياً |
الرابع 241/2 |
السيري، محمد بن محمد الأزهري |
لوفاة عمّه |
قراءة |
مسجد الحججية |
غير محدد |
السابع 33/3 |
السيري، عبد اللطيف بن عمر |
لوفاة والده |
إمام |
زاوية الأحمدين |
غير محدد |
السابع 37/1 |
السيري، عبد الهادي ابن عمر |
لوفاة محمد بن مصطفى السبع |
قراءة |
غير محدد |
6 غروش سنوياً |
الثامن 62/1 |
السيري، عبد الهادي ابن عمر |
لوفاة عبد الله الخليلي |
قراءة |
أي مكان |
5 غروش سنوياً |
التاسع 112/3 |
السيري، عبد الهادي ابن عمر |
لوفاة والده |
تدريس |
مدرسة القرمشية |
2 غرش سنوياً |
التاسع 43/4 |
السيري، عبد الهادي ابن عمر
|
محمد ابن أحمد السيري |
نصف خطابة |
الجامع المنصوري الكبير |
5 عثمانيات يومياً |
التاسع 43/3 |
السيري، عبد الهادي ابن عمر |
لوفاة والده |
تدريس |
مسجد الشمسية |
غير محدد |
التاسع 43/1 |
السيري، علي بن فاضل |
نصّبه الحاكم |
تولية وقف |
جامع سير |
نصف الغلّة |
السادس 37/1 |
ش |
|
|
|
|
|
شرف الدين، أحمد ابن |
حسن بن عبد الوهاب الحافظ |
إمام |
مسجد العطار |
5 عثمانيات يومياً |
السابع 39/2 |
شرف الدين، أحمد ابن
|
حسن بن عبد الوهاب الحافظ |
قراءة |
أي مكان |
إنتفاع بحانوت |
السابع 39/2 |
شقص، إبراهيم ابن أحمد |
لوفاة عبد الله الخليلي |
قراءة |
جامع طينال |
1/3 غرش شهرياً |
التاسع 111/1 |
شهاب، محمد ابن أحمد |
نصّبه الحاكم |
قراءة |
جامع المحمودية |
عثمانية يومياً |
الثالث 41/3 |
ص |
|
|
|
|
|
صالح، محمد ابن أحمد |
والده أحمد صالح |
قراءة |
وقف عثمان باشا |
غير محدد |
الرابع 21/2 |
صميدي، عثمان ابن أحمد |
جدّه إبراهيم عبد الحي |
قراءة |
غير محدد |
5 غروش سنوياً |
الخامس 94/3 |
ظ |
|
|
|
|
|
الظني، هبة الله ابن إبراهيم |
غير محدد |
خطيب |
غير محدد |
غير محدد |
الخامس 168/1 |
الظني، هبة الله أفندي |
غير محدد |
إمام |
غير محدد |
غير محدد |
العاشر 11/2 |
ع |
|
|
|
|
|
عبد الحي، يحي ابن مصطفى |
غير محدد |
خطيب |
الجامع المنصوري الكبير |
غير محدد |
الثالث 150/2 |
عبد الحي، أبو بكر ابن إبراهيم |
والده إبراهيم بن مصطفى |
إمام شافعي |
الجامع المنصوري الكبير |
10 عثمانيات يومياً |
الخامس 94/2 |
عبد الحي، أبو بكر ابن إبراهيم |
والده إبراهيم بن مصطفى |
الميقاتي |
الجامع المنصوري الكبير |
8 عثمانيات يومياً |
الخامس 94/2 |
عبد الحي، أبو بكر ابن إبراهيم |
والده إبراهيم بن مصطفى |
تدريس |
جامع العطار |
5 عثمانيات يومياً |
الخامس 93/3 |
عبد الحي، أبو بكر ابن إبراهيم |
لوفاة محمد تدمري |
وعظ الخاص والعام |
جامع أرغون شاه |
غير محدد |
التاسع 116/3 |
عبد الحي، محمد ابن إبراهيم |
والده إبراهيم بن مصطفى |
خطابة |
جامع الطحام |
5 عثمانيات يومياً |
الخامس 92/2 |
عبد الحي، محمد ابن إبراهيم |
والده إبراهيم بن مصطفى |
قراءة |
جامع الطحام |
4 قروش سنوياً |
الخامس 92/2 |
عبد الحي، عمر ابن أحمد |
عمّه إبراهيم بن مصطفى |
تدريس |
جامع الخاتونية |
6 عثمانيات يومياً |
الخامس 93/2 |
عبد الحي، محمد ابن محمد |
لوفاة أخيه عبد اللطيف |
قراءة لروح الواقف |
مسجد عبد الله |
عثمانيتان يومياً |
الثامن 76/2 |
عبد الحي، محمد ابن محمد |
لوفاة أخيه عبد اللطيف |
خدامة |
مسجد كورية |
غير محدد |
الثامن 76/2 |
عبد الحي، محمد |
غير محدد |
إمام |
غير محدد |
غير محدد |
العاشر 64/1 |
العذري، حسين ابن إسماعيل |
لوفاة عبد الله الخليلي |
قراءة |
أي مكان |
4 غروش أسدية سنوياً |
التاسع 112/2 |
العطار، أحمد بن مصطفى |
غير محدد |
خطيب |
غير محدد |
غير محدد |
العاشر 112/1 |
العكاري، محمد بن مصطفى |
غير محدد |
إمام |
غير محدد |
غير محدد |
العاشر 121/1 |
ق |
|
|
|
|
|
القلي، مصطفى ابن أحمد |
غير محدد |
إمام |
غير محدد |
غير محدد |
الخامس 19/3 |
ك |
|
|
|
|
|
الكرامي، علي ابن مصطفى |
غير محدد |
المفتي |
طرابلس |
غير محدد |
الرابع 160/2 |
الكرامي، علي ابن مصطفى |
عبد المتولي السيري |
قراءة الحديث |
جامع طينال |
30 غرش سنوياً |
الرابع 131/3 |
الكرامي، عثمان ابن مصطفى |
غير محدد |
مدرس |
غير محدد |
غير محدد |
الثامن 39/2 |
الكرامي، عثمان ابن مصطفى |
غير محدد |
المفتي |
طرابلس |
|
التاسع 72/1 |
الكرامي، محمد ابن يوسف |
غير محدد |
مدرس |
غير محدد |
غير محدد |
التاسع 18/2 |
الكرامي، عمر ابن مصطفى |
غير محدد |
مفتي حلب |
|
غير محدد |
العاشر 103/2 |
الكمالي، محمود |
غير محدد |
إمام |
غير محدد |
غير محدد |
العاشر 36/2 |
م |
|
|
|
|
|
الماوردي، عبد الرحمن بن خليفة |
غير محدد |
إمام - متولي |
غير محدد |
غير محدد |
العاشر 51/1 |
مروخ، سليم ابن علاء الدين |
غير محدد |
مدرس |
جامع طينال |
غير محدد |
الثالث 84/2 |
المرحومي، يوسف |
غير محدد |
إمام |
أسكلة طرابلس |
غير محدد |
التاسع 24/1 |
المرقباوي، محمد ابن عبد الحي |
غير محدد |
إمام شافعي |
جامع محمود جلبي |
غير محدد |
الخامس 136/1 |
المرحبي، عبد القادر ابن حسين |
لوفاة عبد الله الخليلي |
قراءة |
أي مكان |
إنتفاع بحانوت |
التاسع 112/1 |
المرحبي، محمد ابن حسين |
لوفاة عبد الله الخليلي |
قراءة |
أي مكان |
10 غروش سنوياً |
التاسع 109/2 |
المرحبي، محمد أفندي |
غير محدد |
إمام |
غير محدد |
غير محدد |
العاشر 115/2 |
مرحبا، حسين ابن محمد |
والده |
إمام |
جامع التوبة |
10 عثمانيات يومياً |
الرابع 93/1 |
مرحبا، حسين ابن محمد
|
والده |
خطيب |
جامع طينال |
5 عثمانيات يومياً |
الرابع 93/1 |
مرحبا، إبراهيم ابن أحمد |
إعتزل من |
قراءة |
مدرسة اقطرق |
غير محدد |
العاشر 156/1 |
المقابلةجي، محمد ابن مصطفى |
غير محدد |
إمام |
مسجد المغاربة |
غير محدد |
الرابع 6/2 |
المصري، عطية |
صالح أفندي الأدهمي |
إمام |
جامع الأويسية |
41 غرش سنوياً |
الرابع 117/2 |
المغربي، عبد الوهاب ابن عبد الرحمن |
لرغبة بنت المرحوم |
قراءة صباحية |
لروح عمر بركة |
4 غروش سنوياً |
الخامس 152/2 |
المغربي، عبد الوهاب ابن عبد الرحمن |
غير محدد |
خطيب |
غير محدد |
غير محدد |
الخامس 152/2 |
المغربي، عبد الوهاب |
غير محدد |
إمام |
غير محدد |
غير محدد |
العاشر 68/2 |
المغربي، عبد القادر |
غير محدد |
خطيب |
جامع القلعة |
غير محدد |
الثامن 299/1 |
المغربي، عبد اللطيف ابن عبد الحق |
أحمد ابن مصطفى الحفار |
قراءة |
جامع الأويسية |
عثمانيتان يومياً |
الخامس 45/2 |
المغربي، عبد اللطيف ابن عبد الحق |
عبد الجليل ابن محمد البيروتي |
قراءة |
جامع العطار |
1 عثمانية يومياً |
الخامس 22/2 |
المغربي، عبد اللطيف ابن عبد الحق |
محمد ابن محمد |
تفرقة أجزاء القرآن |
جامع العطار |
2 عثمانية يومياً |
الخامس 22/2 |
المغربي، عبد الله ابن أبي بكر |
لوفاة والده |
قراءة |
جامع العطار |
1 عثمانية يومياً |
العاشر 21/1 |
مومجي، مصطفى ابن عبد اللطيف |
مصطفى ابن علي |
إمام |
غير محدد |
غير محدد |
العاشر 63/2 |
الميناوي، محمد |
غير محدد |
مؤدب أطفال |
غير محدد |
غير محدد |
العاشر 200/1 |
التدمري، محمد مراد |
|
مفتي سابقاً |
طرابلس |
|
السادس 23/2 |
ن |
|
|
|
|
|
نجا، عبد القادر ابن محمد |
غير محدد |
إمام |
مسجد زقاق الحمص |
غير محدد |
الخامس 36/1 |
نجا، أحمد ابن محمد |
والده محمد ابن عبد القادر |
قراءة |
غير محدد |
3 غروش سنوياً |
السابع 32/3 |
نجا، محمد ابن محمد |
والده محمد ابن عبد القادر |
قراءة |
غير محدد |
3 غروش سنوياً |
السابع 32/3 |
ملاحظة: بعد العودة لعدد لا بأس به من القضايا استطعنا تحديد قيمة النقود المتداولة في السجلات في القرن الثامن عشر وهي الشكل التالي: القرش يساوي 120 عثمانية ويساوي أيضاً 40 مصرية فضية وأيضاً يساوي 12 شاهية (سجل 11/ ص 39 وسجل 9/ ص 14 وص 49 و 107 و 10 و 41).
جدول بالوظائف العلمية التي لم توضّح
السجلات نسب أصحابها العائلي
الوظيفة |
الموظّف |
المفرّغ له |
المكان |
الراتب |
السجل والرقم |
التاريخ |
إمام
|
فضل الله ابن محمد |
غير محدد |
الجامع المنصوري الكبير
|
غير محدد |
الثالث 7/1 |
ذي القعدة 1096 |
إمام |
إبراهيم ابن مصطفى |
غير محدد |
الجامع المنصوري الكبير
|
غير محدد |
الثالث 105/2 |
محرّم 1098 |
إمام شافعي |
الشيخ أبو بكر |
لوفاة محمد تدمري |
الجامع المنصوري الكبير
|
غير محدد |
التاسع 116/3 |
رجب 1160 |
إمام شافعي |
موسى بن علي |
شقيقه عبد القادر بن علي |
جامع التوبة |
عثمانية يومياً- و3 حوانيت
|
الخامس 31/2 |
جمادي ثاني 1141 |
إمام |
شحادة بن مصطفى |
غير محدد |
جامع الأويسية |
غير محدد |
الثالث 141/2 |
جمادي الأول 1098 |
إمام |
الشيخ يحى |
غير محدد |
جامع طينال |
غير محدد |
الثالث 72/3
|
شعبان 1097 |
إمام |
رجب بن يوسف |
غير محدد |
جامع قلعة طرابلس
|
غير محدد |
الثالث 101/1 |
ذي الحجة 1097 |
إمام |
رجب بن يوسف |
غير محدد |
جامع قلعة طرابلس |
غير محدد |
السادس 47/1 |
ربيع الثاني 1144
|
إمام |
عبد الله ابن عبد القادر
|
غير محدد |
جامع قلعة طرابلس |
غير محدد |
التاسع 28/2 |
محرم 1160 |
إمام |
عبد الرحمن بن محمد
|
غير محدد |
جامع محمود جلبي |
غير محدد |
الخامس 136/1 |
|
إمام
|
محمد أفندي ابن زبدة العلماء
|
لوفاة ناصر الدين الناسخي |
مسجد القباقبي |
4 عثمانيات |
الرابع 2/2 |
ربيع الثاني 1127 |
إمام |
محمد عبد الحق |
محمد بن محمد العكاري الشهير بأبي الليف
|
مسجد الخاتونية |
غير محدد |
الرابع 31/4 |
رجب 1127 |
إمام |
أحمد بن عبد المولى
|
والده المتوفي |
مسجد النورية |
غير محدد |
الرابع 130/1 |
رمضان 1136 |
إمام |
أحمد ابن أمان الله |
لهروب هيكل المصري الدلال
|
مسجد علي الوتار |
3 غروش كل سنة |
السابع 94/1 |
ربيع الثاني 1151 |
إمام |
أحمد بن ناصر |
غير محدد |
مسجد مدرسة الحرام
|
غير محدد |
السابع 206/3 |
محرم 1153 |
إمام |
مصطفى بن قاسم |
غير محدد |
مسجد الأسكلة |
غير محدد |
التاسع 100/3 |
جمادي الأول 1160
|
إمام |
أحمد بن عبد القادر |
غير محدد |
مدرسة الدبوسي |
غير محدد |
الخامس 107/2 |
ربيع الثاني 1142
|
إمام |
أحمد بن عبد القادر |
غير محدد |
مدرسة الدبوسي |
عشر غلّة الوقف |
الخامس 107/2 |
ربيع الثاني 1142
|
إمام |
الشيخ علي |
غير محدد |
قرية المنية |
غير محدد |
السابع 63/2
|
شوال 1151 |
إمام |
علي بن محمود |
لوفاة شهاب ابن البارودي
|
مصلّى الإيعالي |
غير محدد |
الثالث 72/2 |
شعبان 1097 |
إمام |
محمد بن مصطفى
|
غير محدد |
غير محدد |
غير محدد |
الخامس 127/2 |
|
مدرّس |
إسماعيل بن أحمد
|
لوفاة والده |
مدرسة عبد الله |
غير محدد |
السادس 29/2 |
صفر 1144 |
مدرّس |
أحمد أفندي المفتي – بطرابلس
|
غير محدد |
باب السلمانية |
غير محدد |
الخامس 7/1 |
|
مدرّس |
الشيخ أبو بكر
|
غير محدد |
جامع العطار |
غير محدد |
الخامس 93/3 |
|
مدرّس |
عمر ابن أحمد
|
غير محدد |
مدرسة الخاتونية |
غير محدد |
الخامس 93/2 |
|
خطيب |
الشيخ محمد
|
غير محدد |
جامع طينال |
غير محدد |
الثالث 72/3 |
شعبان 1097 |
خطيب |
أحمد ابن مصطفى |
عمّه مراد بن علي البيروتي |
جامع طينال |
5 عثمانيات فضية يومياً
|
السابع 355/2 |
صفر 1154 |
خطيب |
أحمد بن عبد القادر
|
غير محدد |
جامع البرطاسية |
غير محدد |
الثالث 41/1 |
صفر 1097 |
خطيب |
الشيخ عبد الجليل
|
غير محدد |
جامع المحمودية |
غير محدد |
الرابع 34/1 |
رجب 1127 |
خطيب |
رجب بن يوسف
|
غير محدد |
جامع القلعة |
غير محدد |
السادس 47/1 |
ربيع 1144،2 |
خطيب |
عبد الله ابن عبد القادر
|
غير محدد |
جامع القلعة |
غير محدد |
التاسع 28/2 |
محمرم 1160 |
خطيب |
إبراهيم بن عبد القادر
|
غير محدد |
جامع القلعة |
غير محدد |
الخامس 95/1 |
|
خطيب |
الشيخ عبد القادر
|
غير محدد |
جامع القلعة |
غير محدد |
الخامس 126/1 |
|
خطيب |
عمر أفندي
|
غير محدد |
جامع القلعة |
غير محدد |
الخامس 96/2 |
|
خطيب |
عبد الله أفندي
|
غير محدد |
جامع القلعة |
غير محدد |
الخامس 126/1 |
|
خطيب |
عمر أفندي
|
غير محدد |
الجامع المنصوري |
غير محدد |
العاشر 63/2 |
1161 |
خطيب |
يحي بن حسين |
غير محدد |
جامع محمود جلبي
|
غير محدد |
الخامس 136/1 |
|
خطيب |
مصطفى ابن قاسم |
لوفاة يوسف المرحومي الحافظ
|
جامع الأسكلة |
5 عثمانيات يومياً |
العاشر 157/2 |
1161 |
قراءة |
قبطاس ابن عبد الله |
أحمد بن محمد ابن الشيخ بركات
|
أي مكان |
إنتفاع بقطعة أرض |
الثالث 50/3 |
ربيع ثاني 1097 |
قراءة |
يحي ابن مصطفى |
غير محدد |
أي مكان |
إنتفاع بقطعة أرض
|
الثالث 148/1 |
صفر 1096 |
قراءة |
أبو بكر بن رجب
|
غير محدد |
أي مكان |
غير محدد |
السادس 75/1 |
جمادي 1144 |
قراءة
|
محمد ابن زين |
بعد طلب بنت المرحوم عمر بركة
|
أي مكان |
4 غروش بالسنة |
الخامس 153/1 |
جمادي ثاني 1141 |
قراءة |
خليل ابن عثمان |
ابن خال محمد بن محمد ابتماز
|
أي مكان |
إنتفاع بحانوت |
الخامس 12/1 |
رجب 1141 |
قراءة |
إسماعيل ابن أحمد المفتي سابقاً
|
غير محدد |
أي مكان |
إنتفاع بدار |
السادس 29/4 |
صفر 1144 |
قراءة |
يحي ابن مصطفى |
غير محدد |
مسجد القطائين |
عثمانيتان فضيّتان
|
الثالث 148/1 |
صفر 1096 |
قراءة |
الشيخ محمد |
أحمد صالح بن صنع الله
|
جامع العطار |
إنتفاع بحانوت |
الرابع 10/2 |
جمادي 1127 |
قراءة |
محمد ابن زين |
محمد ابن أحمد السنين
|
أي مكان |
إنتفاع بحانوت |
الرابع 156/1 |
ذي القعدة 1136 |
قراءة |
محمد ابن زين |
لوفاة عبد الله الخليلي
|
جامع العطار |
غير محدد |
التاسع 111/2 |
جمادي ثاني 1160 |
قراءة |
إسماعيل بن أحمد المفتي سابقاً
|
غير محدد |
جامع العطار |
عثمانيتان باليوم |
السادس 28/5 |
صفر 1144 |
مؤدب أطفال |
خير الدين بن محمد |
شحادة بن مصطفى القادري
|
مدرسة بني الطواشي |
عثمانيتان يومياً |
الثالث 22/1 |
ذي الحجة 1096 |
مؤدب أطفال |
محمد ابن عبد الباقي |
عبد الرحمن بن خليفة |
في وقف محمود جلبي |
غير محدد |
العاشر 21/2 |
1160 |
مؤدب أطفال |
محمد بن علي
|
غير محدد |
غير محدد |
غير محدد |
الثالث 92/2 |
ذي القعدة 1097 |
مؤدب أطفال |
الشيخ عبد الرحمن
|
غير محدد |
غير محدد |
غير محدد |
الخامس 20/2 |
|
مؤدب أطفال |
الشيخ عبد القادر
|
غير محدد |
غير محدد |
غير محدد |
الخامس 163/3 |
|
وعظ الخاص والعام |
الشيخ أبو بكر (الخامس 94/2)
|
لوفاة محمد التدمري |
جامع أرغون شاه |
غير محدد |
التاسع 116/3 |
رجب 1160 |
الطلب للعلم الشريف |
أحمد بن عبد المولى
|
والده |
جامع المحمودية |
غرشان أسدية سنوياً |
الرابع 129/3 |
رمضان 1136 |