العلامة الدكتور مصطفى محمود الرافعي
(1924-2000)
ولد في طرابلس العام 1924، والده هو الشيخ محمود الرفاعي وجده لأبيه هو العلامة الشاعر الشيخ عبد الغني مفتي طرابلس ورئيس محكمة الاستئناف في صنعاء اليمن.
تلقى علومه الابتدائية والثانوية في دار التربية والتعليم الإسلامية بطرابلس وزاول في مطلع شبابه وظيفتي الإمامة والخطابة في جامع الأسكلة (الميناء) ثم سافر إلى الأزهر لنيل شهادته العالمية (1945) ثم إجازة التخصص في القضاء الشرعي (1947) كما انتسب إلى كلية الآداب بجامعة القاهرة محققاً دراساته العليا في الجامعتين.
ولم يكتف بما ناله في مصر، بل سافر إلى باريس ليحصل من جامعتها (السوربون) على شهادة دكتوراه في الحقوق (1950) وكان موضوع أطروحته: الطلاق في الإسلام، وناقشها بالفرنسية.
بعودته إلى لبنان، مارس المحاماة لفترة وجيزة، ثم عين قاضياً شرعياً لمحافظة البقاع (1951) لسنتين، عاد بعدهما قاضياً شرعياً إلى مدينته طرابلس.
ومن ثم اختير قاضياً شرعياً للمحكمة السنية الشرعية في بيروت (1954) حيث استمر في هذا المنصب حتى العام 1961، وكان في تلك المرحلة يدرس في معهد المعلمين العالي بالجامعة اللبنانية، ويشغل في الوقت نفسه عضوية المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى.
وفي العام 1962 انتدب مستشاراً ثقافياً للبنان من الدرجة الأولى ليتولى الشؤون الثقافية على اختلافها في كل من مصر والسودان والحبشة. وعومل معاملة السفراء ومكث الدكتور مصطفى في مركزه هذا بالقاهرة نحواً من عشر سنوات كان خلالها يدرس (مادة التنظيم القضائي في لبنان) لطلبة قسم الماجستير في معهد الدراسات القانونية التابع لجامعة الدول العربية.
عندما عاد إلى لبنان التحق بملاكه الأساسي (القضاء الشرعي)، واستأنف التدريس في كليتي الحقوق والآداب، ثم أسندت إليه إدارة الفروع المنشأة حديثاً للجامعة اللبنانية في محافظة لبنان الشمالي، فتولاها لمدة سنتين. وعند بلوغه السن القانونية صدر مرسوم بترقيته واعتباره (قاضي شرف) ثم انتسب إلى نقابة المحامين وزاول مهنة المحاماة منذ مطلع التسعينات من القرن العشرين حتى وفاته.
وكان الدكتور الرافعي عضواً بارزاً في العديد من الجمعيات والهيئات أهمها:
- هيئة التقريب بين المذاهب الإسلامية.
- هيئة جماعة علماء المسلمين في طرابلس وكان رئيساً لها.
- المجلس الثقافي للبنان الشمالي وكان رئيسه لثلاث دورات متتالية (1975-1979) ثم انتخب رئيساً فخرياً له لمدى الحياة.
- وكان عضواً بارزاً ومؤسساً في المجتمع الثقافي العربي في بيروت.
كما شارك في العديد من المؤتمرات والندوات والحلقات العلمية ولا سيما مؤتمرات "مجتمع البحوث العلمية" في القاهرة، وكذلك في تلك التي عقدت في إيران وتونس ولبنان وسوريا والجماهيرية العربية الليبية. وكان آخر نشاط فكري له مشاركته بمحاضرة بعنوان (بيروت ملتقى الأديان والمذاهب والثقافات) بمناسبة الاحتفال ببيروت عاصمة ثقافية للعالم العربي وقد نشرت له الصحف والمجلات العربية الكثير من مقالاته.
ونال الدكتور الرافعي الكثير من الأوسمة من دول ومنظمات دولية تقديراً لجهوده ومواقفه.
وأقيم له احتفال تأبيني في قاعة المحاضرات بنقابة المحامين في طرابلس وتناول الخطباء وتناول الخطباء مزاياه ومآثره. كما سمّى المجلس البلدي في العام 2004 أحد شوارع مدينة طرابلس باسمه.
وكان الدكتور الرافعي خطيباً مفوهاً حاضر البديهة يكثر من الشواهد القرآنية والأحاديث الشريفة. ويتمتع بثقافة علمية ودينية وعصرية مشهود له بها.
مؤلفاته
وقد ترك مؤلفات عديدة تدل على عمق تفكيره وشمول ثقافته من أهمها:
1- كتاب الطلاق في الإسلام. وضع في العام 1952 وهو موضوع أطروحته بالفرنسية، 92 صفحة، ويعد مرجعاً في بابه.
2- الإسلام نظام إنساني (1958) في 232 صفحة وطبع في القاهرة وبيروت عدة مرات ودرس بكلية الآداب في الجامعة اللبنانية، "أكد فيه عالمية الدعوة الإسلامية وإنسانيتها وكمال المنهج الإلهي ديناً ودنيا".
3- في تقسيم العمل الاجتماعي (1959) تعريب: بتكليف من منظمة اليونسكو في بيروت.
4- نحن وأميركا (1960) في 238 صفحة وهو حصيلة رحلته إلى الولايات المتحدة حيث زار ما يقارب العشرين ولاية وتفقد أحوال الجالية اللبنانية فيها وزار جامعاتها ومنتدياتها العلمية والثقافية وكتب عن انطباعاته.
5- من فوق المنبر. مجموعة الخطب المنبرية التي ألفها بطلب من وزير الأوقاف المصري لتعمم على المساجد المصرية (1965) 221 صفحة، وقد طبعه المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة مرتين.
6- التنظيم القضائي في لبنان من الناحيتين الشرعية والقانونية (1969) في 113 صفحة وهو محاضرات الدكتور الرافعي الجامعية التي ألقاها على طلابه في قسم الماجستير بمعهد الدراسات العليا في القاهرة. وطبعته جامعة الدول العربية.
7- الدعوة والدعاة في الإسلام (1977) في 223 صفحة. تحدث فيه عن أهمية الدعوة في نشر الإسلام وعن سلوكيات الداعية الملتزم.
8- فنون صناعة الكتابة: محاضرات في الفن الكتابي وتراكيب اللغة العربية ووظيفتها وعلوم اللغة وفن البلاغة وعلم الجمال.. وعلوم البيان والمعاني والبديع، وقد ألفها لطلاب اللغة العربية في كلية الآداب بالجامعة اللبنانية.
9- الإسلام ومشكلات العصر (1972-1981) في 309 صفحات. رؤية واضحة لمعرفة موقف الإسلام من مشاكل العصر، تمتاز بالموضوعية والصراحة بعيداً عن التزمت والانفلات.
10- الإسلام انطلاق لا جمود (1981) في 199 صفحة. طبع عدة مرات وترجم إلى الفارسية.
11- حضارة العرب (1981) في 315 صفحة. من جميع جوانبها. درّس في كلية الآداب في الجامعة اللبنانية وفي معاهد الكويت.
12- الأحوال الشخصية في الشريعة الإسلامية والقوانين اللبنانية (1982) في 338 صفحة. دراسة لأوضاع محاكم الأحوال الشخصية والقوانين التي تطبقها بالنسبة لمختلف طوائفه ومذاهبه.
13- إسلامنا في التوفيق بين السنة والشيعة (1984) في 225 صفحة. وهذا الموضوع كان من اهتمامات الدكتور الرافعي إذ كان يدعو إلى التوفيق بين المذاهب وقد ترجم الكتاب إلى غير لغة.
14- نظام الأسرة في الإسلام فقها وقضاء (1990) في 272 صفحة.
15- الإسلام دين المدينة القادمة (1990) في 294 صفحة. ينطوي على رد على (سلمان رشدي) صاحب كتاب آيات شيطانية الذي يتهجم فيه على نبي الاسلام، ومن غير أن يسميه. وهو استشراف لدور الإسلام في تحقيق العلاج للمشكلات والأزمات التي تعترض العالم المعاصر.
16- تاريخ الشرائع والقواعد القانونية والشرعية (1993) في 378 صفحة.
17- تاريخ الفقه والفقهاء عند المذاهب الستة (1994) نشر على حلقات في مجلة الشراع. وهو محاولة توفيقية بين المذاهب الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية والجعفرية والزيدية.
18- خروج العرب من التاريخ أو عودتهم لقيادة العالم من جديد. دعوة إلى التمسك بقيم العرب الصحيحة وبتراثهم العريق.
19- الإمام الخميني (1995) في 392 صفحة. دراسة لشخصيته وسياسته وفقهه.
20- أحكام الجرائم في الإسلام (1996) 148 صفحة. اعتمد في الإمارات العربية المتحدة كمرجع قانوني شرعي. هذا فضلاً عن المقدمات التي وضعها لكتب الآخرين.