الشيخ عبد المجيد المغربي
(1867-1934م)
ولد الشيخ عبد المجيد بن محمود عزيز بن أحمد.. المغربي في طرابلس سنة 1867م لأسرة ينتهي نسبها إلى الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) فتشأ نشأة دينية برعاية والده القاضي محمود عزيز المغربي، الذي حفظ القرآن على يديه، كما أقرأه جملة من المتون بينها متن الأجرومية للإمام السنوسي ومتن جوهرة التوحيد للإمام اللقاني في علم التوحيد ومتن الأجرومية لابن أجروم .. والمعلقات السبع ومقامات الحريري وغيرها.
ثم التحق الشيخ عبد المجيد بالمدرسة الرجبية متتلمذاً على الشيخ حسين الجسر وكان يدرس فيها العلوم الشرعية والمنطق والرياضيات والفلسفة الطبيعية، بالإضافة إلى العلوم العصرية واللغات الفرنسية والتركية والفارسية والعربية.
ولما أقفلت هذه المدرسة أبوابها في نهاية العام 1881م، انتقل مع أستاذه الشيخ حسين إلى بيروت حيث التحق بالمدرسة السلطانية التي كان يدرس فيها الشيخ أحمد عباس الأزهري، والشيخ محمد عبده الذي أخذ عنه "رسالة التوحيد". وما لبث أن عادة مع أستاذه الجسر إلى طرابلس ليتابع دروسه عليه في المدرسة الرجبية.
ثم لازم الشيخ عبد المجيد دروس محدث الديار الشامية محمد بن خليل القاوقجي المعروف بأبي المحاسن، وسلك مسلكه في الطريقة الصوفية الشاذلية (نسبة إلى الإمام أبي الحسن الشاذلي) وأخذ عنه كذلك سائر علوم الشريعة من فقه وتفسير وأصول، وسائر كتب الحديث كصحيح مسلم وسنن أبي داود وسنن ابن ماجه.. وانتهى به الأمر إلى نيل شهادة العلامة القاوقجي في العلوم الشرعية "والتي كانت تعادل في ذلك الوقت شهادة "العالمية الأزهرية".
ولم يهادن الشيخ عبد المجيد حزب الاتحاد والترقي، الذي راح بعد الانقلاب العثماني يمارس سياسة التتريك، فكان نصيبه السجن لمدة سنة. كما لم يهادن دولة الانتداب، فقاوم الانتداب مع نفر من رجالات طرابلس كان على رأسهم مفتي طرابلس آنذاك عبد الحميد كرامي، ومن بينهم الدكتور عبد اللطيف البيسار وسعدي المنلا، وعثمان سلطان، وبراهيم السندروسي الحسيني، والشيخ شفيق مولوي.. ويذكر حفيده[1] أن حاكم لبنان الكبير (ترابو) أقاله من منصبه بتاريخ 30 تشرين الثاني عام 1922 بسبب خطاب وطني ألقاه في جمعية نهضة المعارف في مدينة طرابلس لتصلبه في مواقفه السياسية والوطنية.
وكان الشيخ المغربي على علاقة وثيقة بالسلطان عبد الحميد الثاني كأكثر مشايخ وعلماء زمانه. فقد منحه السلطان الوسام المجيدي المذهب تقديراً لكتابه (المنهل الفائض في علم الفرائض). وكان الشيخ يصدّر كتبه بدعاء للملك السلطان الغازي عبد الحميد الثاني.
وتولى الشيخ المغربي منصب أمين الفتوى في طرابلس بالإضافة إلى مركز الإفتاء في قائمقامية جبلة وحاكمية صافيتا في سوريا "أثر فتنة في المنطقة أخمدها وأعاد الهدوء والسكينة إليها" كما انتخب نائباً عن طرابلس ليمثلها في المؤتمر السوري الذي انعقد في دمشق أول العشرينات ونادى بالملك فيصل ملكاً على سوريا.
مؤلفاته
1- له ديوان شعر في مدح الرسول وآل بيته. لم يطبع ومساجلة شعرية حول السيف والقلم جرت بينه وبين الشاعر عبد اللطيف سلطان وشارك فيها المحامي سليم غنطوس، وقصائد رثاء في بعض مشايخ عصره.
2- الكوكب الشرقي في الرد على نظرية لابلاس ورفقائه من القوسموغونيين مطبعة اللواء طرابلس 1930، 107 صفحات.
3- شرح حديث (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين). قال عنه: "سفر فريد ريّان بالفوائد".
4- المنهاج في المعراج. مطبعة الحضارة، طرابلس، 1925، 40 صفحة. وفيه يتعرض المغربي لمسألة الكرامات عند الصوفية، ويكفّر من ينكر الاسراء لأن الآيات القرآنية تنص على ذلك بصورة جليّة.
5- طلعة البدر على غالية النشر. كتاب في المنطق، قال هو عنه: أتيت بحاشية عليه تحرز قصب السبق في ذلك المضمار.
6- حاشية على المعلقات السبع.
7- النضار على رسالة وضع اليد في دعوى القصّار. مطبعة البلاغة، طرابلس، 1912، 35 صفحة.
8- حاشية على المقصورة الدريدية لابن دريد الأزدي سماها (الفوائد المجيدية في شرح المقصورة الدريدية).
9- حاشية على متن الإظهار في النحو.
10- حاشية على متن الأجرومية.
11- حاشية على (الدر المنتقى في شرح الملتقى) وهي في المذهب الحنفي واحتوت على فرائد التحقيقات الفقهية.
12- مختصر كتاب المواقف في علم الكلام.
13- شرح العقائد السنوسية.
14- شرح "كفاية الصبيان" لشيخه القاوقجي.
15- نيل الأماني على هداية الدجاني.
16- البرهان في علم العقائد، أو البرهان من عقائد الإيمان. وكتبه بأمر من المشيخة الإسلامية في استامبول. وهو أهم مؤلفاته على الإطلاق وهو عبارة عن بحوث ودراسات مستفيضة أصّل فيها الأصول والقواعد العقائدية وناقش فيها بعض المعاصرين وردّ فيها على الفرق الزائفة والملاحدة. وهو مشتمل على خلاصة تجرته في علمي الكلام والجدل. ولم يطبع كغيره من مؤلفات الشيخ التي لا تزال في ظلمات الخزائن. كما يقول حفيده.
17- كتاب (المنهل الفائض في علم الفرائض) طبع في مطبعة الأدبية في بيروت، 1322هـ، 189 صفحة من القطع الوسط.
18- علم الميراث: أصوله ومسائله. المكتبة الحديثة للطباعة والنشر، 1980، 189 صفحة.
19- كتاب (الفرائد الجمالية في أحكام النفقات المرضية). المطبعة الأدبية، بيروت، 1326هـ، 98 صفحة من القطع الصغير.
[1] - فؤاد فوزي طرابلسي، العلامة الشيخ عبد المجيد المغربي (1866-1934م) حجة الفقهاء، جريدة التمدن، 5/12/2003،ص9.