يبقى التطرّف والتعصّب من أشدّ الأمور خطراً والتي تهدد المجتمعات بالتمزّق والتي قد تفضي إلى إشتعال الحروب بين الناس، وهو يحتاج إلى بيئة حاضنة يعيش فيها ويعتاش منها، وقد كان الحرمان والفقر وفشل مشاريع التنمية من أبرز العناصر والعوامل المساعدة على نمو التعصّب والتطرّف. وهذا يعني أن محاربة هذه الظاهرة ومكافحتها ليس عملاً أمنياً بقدر ما يجب أن يكون فعلاً تنموياً مستمراً على المستوى البشري والعمراني والثقافي والتربوي.
فالتطرّف والتعصّب ظاهرة مرضية، وأفضل علاج لها هو الوقاية الصحيحة. والوقاية الصحيحة يجب أن تركز على التعامل العقلاني الذي يستهدف تصحيح الإختلالات الإقتصادية والسياسية والإجتماعية وإشاعة الفكر النقدي والمشاركة والشورى والديمقراطية في كافة مجالات الحياة وبدءاً بالمؤسسة التربوية.
من دراسة "الإسلام والتطرف بين فقه الهوامش وضوابط الأصول" للعميد الدكتور عبد الغني عماد