طرابلس في مطلع القرن العشرين
حكمت شريف
تاريخ طرابلس الشام (ص184)
دار الايمان 1987
ويمتد من طرابلس الى مينائها خط حديدي معروف بالترامواي تجره الخيل، وبحذائه طريق شوسة لسير العربات العادية. وطول هذا الطريق نحو أربع كيلومترات، وعلى جانبي الطريق ترى أشجار الازدرخت الباسقة اللطيفة، وفي منتصف الطريق قهوة وفوقها مستشفى البلدية وأمامه مصلى وحوض ماء متسع. وبين طرابلس وحمص، طريق شوسة ايضاً طوله 135 كيلومتراً وهذا الطريق والطريق الممتد للأسكلة (الميناء) هما لشركة وطنية عثمانية بموجب فرمانات شاهانية.
وأزقة طرابلس وشوارعها مبلطة ونظيفة. فالشوارع المشادة حديثاً واسعة طلقة الهواء، اما القديمة فانها ضيقة على الطراز القديم، ومؤخراً جرى توسيع سوق البازركان فأصبح بمكان من الاتساع والاتقان، اما شوارع الأسكلة فهي ايضاً مبلطة والجديد منها متسع. وتدور العربات حول الميناء على الساحل البحري لوجود طريق شوسة تحيط بها، وقد أصلحت مؤخراً وأصبحت نزهةً للناظرين.
وبمناسبة السنة الخامسة والعشرين لتبوأ السلطان عبد الحميد خان الثاني، قد أنشئت قلة ساعة عمومية تجاه دار الحكومة السنية، وبلغت أكلافها نحو ألف وخمسمائة ليرة عثمانية. فهي كالعروس تتجلى في فسحة التل بين تلك الرياض والأبنية الفاخرة ذات أربعة أوجه. كما أنه مؤخراً أشيد مخفر عسكري في الميناء، في الجهة الغربية المعروفة بفوق الريح، جاء بغاية الاتقان. وتشرف باسم المخفر الحميدي، وبلغت أكلافه نحو ستين ألف غرش وكسور.