الشيخ أبو المحاسن القاوقجي
(1810-1887)
أغزر علماء عصره في التصنيف والتأليف. شهرته أبو المحاسن وهو شمس الدين محمد بن إبراهيم القاوقجي. ولد في طرابلس في العام 1224هـ وتلقى علومه الابتدائية على مشايخها. ولما بلغ الخامسة عشر ربيعاً توجه إلى مصر طلباً للعلم في الأزهر ومجاوراً فيه. ومكث في الأزهر سبعاً وعشرين سنة يتلقى العلوم الدينية عن العلماء المحققين الذين ذكرهم في كتابه الموسوم (معدن اللآلي في الأسانيد العوالي) ثم عاد إلى طرابلس يدرس فيها ويعلم ويقيم حلقات الذكر. وقد تفقه ومهر القاوقجي في العلوم العقلية والنقلية. وبرع في علم الحديث والرواية، وكان خطيباً مفوّهاً ومنشئاً بليغاً وشاعراً وترك مؤلفات عديدة تزيد على مئتي مؤلف بين كبير وصغير طبع بعضها.
كما قام بسياحة في القطر المصري وفي البلاد الحجازية والشامية. وتوفي القاوقجي في مكة وهو في زيارة الحج. وعمّر نيفاً وإحدى وثمانين سنة. وقد رثاه الشعراء أمثال الشيخ حسين الجسر والشيخ عبد الكريم عويضة والشيخ عبد الفتاح الزعبي والشيخ عبد اللطيف نشابه والشيخ صالح الرافعي وكذلك عبد القادر الأدهمي وعبد الغني الأدهمي وغيرهم.
وقد ترجم له عبد القادر الأدهمي في كتابه (ترجمة قطب الواصلين) المطبعة الأدبية بيروت 1306هـ.
وكان للشيخ القاوقجي تأثير كبير في ثقافة معاصريه الطرابلسيين الدينية والأدبية، فقد كان شيخاً لأكثر علمائهم الذين برزوا في تلك الفترة، سواء أتتلمذوا عليه في القاهرة أم في طرابلس، بعد عودته إليها.
تصوفه ومؤلفاته
وسلك أبو المحاسن طريق التصوف، وانتسب إلى الطريقة الشاذلية وأنشأ له ثلاث زوايا. الأولى في منزله في منطقة الدفتردار وسط المدينة والثانية في جامع الطحام إذ كان خطيب هذا الجامع وإمامه ومدرّسه والثالثة في الميناء.
وتتناول مؤلفاته موضوعات مختلفة كالتصوف الذي خصه بأغلب هذه المؤلفات، والتفسير والحديث واللغة.
وكان أبو المحاسن شاعراً، كما كان ناثراً مجيداً يذكرك نثره بنثر الكتّاب العرب البلغاء في العصر العباسي.
من مؤلفاته
1- شرح حزب سيدي إبراهيم الدسوقي، لا مط، 1302هـ.
2- المنتقى الأزهر على ملتقى الأبحر.
3- المقاصد السنية في آداب الصوفية.
4- الفيوضات القدسية. لا مط. لا ت. وصلوات السادة الدسوقية.
5- تحفة الملوك في السير والسلوك.
6- الدر الغالي على بدء الأمالي. المطبعة النصرية، شيين الكوم منوفية، 1317هـ.
7- اللؤلؤ المرصوع في الحديث الموضوع، المطبعة البارونية الجدرية بمصر. لا ت. كشف فيه النقاب عن الأحاديث الموضوعة والأكاذيب المنتشرة لدى بعض الجهلة والعامة التي تنسبها خطأ إلى الرسول. وقد طبع طبعة ثانية في منشورات دار البشائر الإسلامية وحققه وعلق عليه فواز أحمد زمرلي.
8- مفتاح الكنز الأفخر لمن أراد أن يصل إلى العلي الأكبر. القاهرة، لا مط. 1294هـ.
9- البدر المنير على حزب الشاذلي الكبير.
10- مولد البشير النذير. الطبعة الثانية، المطبعة النصرية، شيين الكوم، منوفية مصر، 1317هـ.
11- شرح على الكافي في علمي العروض والقوافي.
12- بغية الطالبين فيما يجب من أحكام الدين. 1322هـ. 110 صفحات، وهي رسالة في المذاهب الأربعة.
13- سفينة لنجاة في معرفة الله وأحكام الصلاة. طبعت مع الرسالة السابقة بنفقة خادم الأعتاب القادرية وأحد مريدي الطريقة الكيلانية السيد الحاج موسى بن السيد الحاج عبد العزيز كنج الطرابلسي الشامي عفي عنه. طبع سنة 1322هـ، من ص111-141.
14- الغرر الغالية على الأسانيد العالية.
15- شرح الأجرومية على لسان أهل التصوف.
16- تسهيل المسالك مختصر لموطأ الإمام مالك بن أنس.
17- مواهب الرحمن في خصائص القرآن.
18- خلاصة الزهر على حزب البحر، القاهرة، 1304هـ.
19- الاعتماد في الاعتقاد. القاهرة، 1926.
20- الذهب الإبريز على المعجم الوجيز. بيروت، 1310هـ. وفيه شرح للأحاديث النبوية.
وقد ذكر له الدكتور محمد درنيقة مؤلفات أخرى في كتابه الطرق الصوفية. وأكثرها مخطوط لم يطبع.